اقتصاد

جديد أكساد.. “أطلس نباتات المراعي في الوطن العربي”

د.صالح: ترابط تدهور الغطاء النباتي في المراعي والهجرة من الريف.. يهدد تأمين مصادر الدخل والأمن الغذائي

مع مطلع العام الجديد 2015، أصدر المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” (أطلس نباتات المراعي في الوطن العربي).

 

وقال المدير العام لأكساد الدكتور رفيق علي صالح، في تصريح إعلامي: إن من أهداف إستراتيجية المركز، إجراء دراسات علمية تطبيقية خاصة بالأنظمة الرعوية، وإعادة تأهيل المناطق الرعوية المتدهورة في الدول العربية، مشيراً إلى أن توثيق النباتات المهمّة في المراعي، وتصنيفها، وتحديد طرائق إكثارها، وتسليط الضوء على أهميتها الرعوية، واستعمالاتها الأخرى (الطبية، والعطرية، والرحيقية)، ضمن مادة علمية تسهم في دعم التنمية المستدامة، هو من أولويات عمل أكساد. ولفت إلى أن المركز قد نفّذ العديد من المشاريع في مجال دراسات الموارد الرعوية في سورية والجزائر، والمغرب، وتونس، والأردن، ومصر، والسودان، وموريتانيا، وليبيا، والعراق، ودول الخليج العربي.

 

وأضاف صالح: إن إدارة أكساد شكّلت فريقاً من الخبراء (12 خبيراً) من الدول العربية ومن الخبراء العاملين في المركز، لإصدار الأطلس، بهدف توثيق العديد من الأنواع الواعدة بما تمثله من ثروة مهمّة للدول العربية، ولدورها المهم جداً في إعادة تأهيل المراعي المتدهورة، موضحاً أن أهمية المراعي الطبيعية، تتمثّل بكونها من أهم الموارد المتجددة نظراً لاتساع رقعتها وتباين الأحزمة البيئية التي تشملها، والتنوع الكبير في أحيائها ونباتاتها، وقدرتها على تجديد بنيتها، وهي بذلك تسهم بشكل فعّال في الحفاظ على بيئة المناطق الجافة التي تسود المنطقة العربية.

 

صالح بيّن أن نباتات المراعي الطبيعية تتميّز بكونها تقدم العلف الكامل لحيوانات الرعي، ولا تتطلّب مستلزمات إنتاج كبيرة، كما أن مهنة الرعي هي السائدة منذ القدم في المناطق الجافة وشبه الجافة في الوطن العربي. وأشار إلى أن تدهور الأراضي الرعوية وتصحرها في عدد من الدول العربية، أدى إلى تدني مستوى معيشة السكان وفقدانهم لكثير من مدخراتهم، وغياب العديد من الأنواع النباتية الرعوية والمتعددة الأغراض، حيث تعدّ المنطقة العربية مخزناً مهماً للمصادر الوراثية التي تأقلمت عبر القرون مع الظروف البيئية الصعبة، مثل الجفاف، والحرارة العالية، والبرودة، والملوحة، وبالتالي تمثّل ثروة وراثية وتراثية مهمّة لكل دولة.

 

ونبّه صالح إلى الارتباط الوثيق القائم بين تدهور الغطاء النباتي في المراعي والهجرة من الريف، والتي تشكل ضغوطات على الحكومات في تأمين مصادر الدخل، إضافة إلى تهديد الأمن الغذائي، علاوة على تدهور التربة، وتكرار العواصف الغبارية، وزحف الرمال، والفيضانات، ونقص الموارد المائية.

 

الأطلس بمحتوياته الغنيّة والقيّمة الهامة اشتمل على محاور عدة، أهمها والرئيسي المتعلّق بالفصائل والأنواع النباتية، إضافة إلى النباتات في الشعر العربي، ومراعي المناطق الجافة والصحراوية في التراث العربي، ومبادئ التراث العربي في تقسيم النباتات الرعوية، والتراث العربي في إدارة المراعي، والمراعي في الوطن العربي، والأقاليم النباتية الجغرافية وعلاقتها بالمراعي الطبيعية في الوطن العربي، ودور أكساد في صيانة وتطوير المراعي الطبيعية.

 

صدر الأطلس باللغة العربية، وجاء بـ314 صفحة من القطع الكبير، مشتملاً على عدد كبير من الصور والجداول التوضيحية، مثبتاً بالمراجع العربية والأجنبية.

 

 

دمشق- البعث