اقتصادتتمات الاولى

رغم إنتاجيتها 6.6 ميغا واط ومجانيتها لاعتمادها على الغاز الحيوي

مولدات “عدرا الصناعية” الثلاث في إجازة طويلة وموعد عودتها إلى العمل مجهول ؟!
لم يعد خافياً على أحد –وللأسف- أن العديد من مجموعات التوليد للطاقة الكهربائية أصبحت خارج الخدمة لسبب من الأسباب، وليس غريباً ذلك الأمر، نتيجة الظروف المحيطة والراهنة.
وفي ظل تراجع الواقع الكهربائي من حيث الإنتاجية والقدرة على تأمين الكميات المطلوبة للاستهلاك، فإن المستهجن أن تظلّ مولدات توليد الطاقة الكهربائية الثلاث العاملة على الطاقة المتجددة في مدينة عدرا الصناعية، متوقفة عن العمل منذ سنوات، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى تفعيلها للاستفادة منها، خاصة وأن أحد الخبراء أكد أن إنتاجيتها عالية وتصل إلى 6.6 ميغا واط بمعدل 2.2 ميغا واط لكل مولدة.

اهتراءات
وبحسب المعلومات الواردة إلينا فإن غالبية مجموعات التوليد خارج الخدمة حالياً، نتيجة التآكلات والاهتراءات الحاصلة ضمن التجهيزات على مدى الأعوام السابقة، إضافة إلى احتواء الغاز الحيوي -التي تعمل عليه- على نسب قليلة من الغازات والمواد الضارة وعدم وجود تقنية فلترة فعالة لإزالة هذه الشوائب، الأمر الذي فاقم أعطالها، والملفت أنه وعلى الرغم من تعطلها لسنوات طويلة، فإن لا أحد من الجهات المعنية في وزارتي الإدارة المحلية والكهرباء، يحرك ساكناً تجاه صيانتها وعودتها للتشغيل، علماً أن إنتاجية تلك المولدات أشبه بالمجانية، لأنها تشغل بالغاز الحيوي.
أحد الخبراء بالطاقة الكهربائية والطاقة البديلة بيّن أن المولدات الثلاث الموجودة في عدرا الصناعية تنتج كل منها 2.2 ميغا واط أي ما مجموعه 6.6 ميغاواط، مضيفاً: إن هذه المولدات تعمل على الغاز الناتج من الصرف الصحي، وأن جزءاً من الطاقة التي تولدها يذهب إلى تغذية محطة الصرف نفسها، ولكن بسبب بعض العوامل الطبيعية، إضافة لتأثير غاز كبريتت الهيدروجين، وعدم الاهتمام، أُخرجت من الخدمة!!.
غير مكلف
وبيّن الخبير أن مدخلات عمل هذه المولدات غير مكلف على اعتبار أنها تعتمد على مخلفات الصرف الصحي، أي لا تحتاج إلى الفيول والمازوت، أي الحصول على الطاقة الكهربائية منها هو مجاني.
والغريب بالموضوع أن سبب توقف عمل هذه المولدات -بحسب الخبير- يعود إلى الإهمال وعدم الصيانة، إضافة إلى عدم وجود فلاتر خاصة لتنقية الغاز الناتج والذي يدخل في عملية التوليد، في وقت نحن بأمس الحاجة لكل كيلوواط من الكهرباء.
وفيما يخصّ محطة معالجة الصرف الصحي بعدرا، أشار الخبير إلى أن المحطة كانت تغذي نفسها وبجزء كبير من الطاقة المنتجة لديها، وتوقف هذه المولدات أدى إلى اعتماد المحطة على مصادر أخرى مما شكل عبئاً على هذه المصادر.
وتجدر الإشارة إلى أن محطة الصرف الصحي في عدرا تعمل بطريقة الحمأة النشطة ونظام المهربات السطحية الميكانيكية، وتعتبر من المشاريع ذات الآثار البيئية والصحية والزراعية الهامة، ويتم تجميع وتخزين الغاز الصادر عن الهواضم من خلال أنابيب وتجهيزات ميكانيكية إلى خزان بيتوني أسطواني بحجم 11 ألف متر مكعب مع غطاء سقف معدني أسطواني مقلوب وعائم فوق المياه، ويقوم هذا الخزان بتغذية ثلاث مجموعات توليد غازية استطاعة كل واحدة منها 2.2 ميغا واط ويتم حرق الغاز الزائد عن طريق الشعلة.
دمشق– محمد زكريا
Mohamdzkrea11@yahoo.com