الصفحة الاولىمن الاولى

إيران تعلن تمسكها بالتوصل إلى اتفاق نووي يحفظ مصالحها: يجب أن يكون واضحاً غير قابل للتفـسـير والتأويل

عواصم-وكالات:
بينما يجري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين في ألمانيا على هامش مؤتمر ميونخ للأمن فيما يخص المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، أيّد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، أمس، الاتفاق النووي الذي “من الممكن أن يُبرم” مع مجموعة “5+1″، مضيفاً إنه “يعارض أي اتفاق سيئ يخالف مصالح الشعب الإيراني”.
وقال خامنئي خلال لقائه مجموعة من قوات السلاح الجوي في الجيش الإيراني: “أنا أؤيد الاتفاق الذي من الممكن أن يُبرم، لكنني أعارض الاتفاق السيئ”، مضيفاً: “يقول الأمريكيون مراراً: إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ، ونحن نؤيد ذلك، إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق يتعارض مع مصالح شعبنا”.
وتعاملت إيران بشكل إيجابي منذ بدء المفاوضات لأجل التوصل إلى اتفاق، حيث أوقفت مؤقتاً تطوير أجهزة الطرد المركزي، وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وأوقفت معمل أراك ومحطة فوردو لتخصيب اليورانيوم، لكن الطرف الأمريكي رأس حربة مجموعة “5+1” ما يزال يبتز الطرف الإيراني للحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات، وهو ما أشار إليه خامنئي بالقول: “إن الجانب الإيراني يعمل بشكل منطقي والطرف المقابل يبتزنا”، مشدداً على أن “الشعب الإيراني لن يخضع للضغوط والبلطجة سواء من قبل أمريكا أو أي دولة أخرى”.
وأعلن خامنئي عدم تفضيله لإبرام اتفاق بشأن برنامج بلاده النووي على مرحلتين، وقال: “لا أحبذ ما يقال عن التوصل إلى اتفاق كلي في المرحلة الأولى ثم الاتفاق على التفاصيل”، مشيراً إلى أنه “من خلال تجربتنا مع الطرف المقابل فإنهم سيتخذون من هذا الأمر وسيلة للتذرع في التفاصيل”.
وأضاف: “إذا أرادوا إبرام اتفاق فليتمّ ذلك حول الكليات والتفاصيل خلال جلسة واحدة”، مؤكداً على أن “أي اتفاق يجب أن يكون واضحاً غير قابل للتفسير والتأويل”، حيث كانت طهران والقوى الكبرى اتفقت في تشرين الثاني من العام الماضي على الاتفاق على الكليات في شهر آذار المقبل، على أن تؤجل التفاصيل حتى نهاية حزيران.
وحول السياسات الأمريكية في المنطقة قال خامنئي، في كلمة له أمس: “إن الإدارة الأمريكية عانت من هزائم متتالية في المنطقة، وسياساتها في سورية والعراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان وباكستان باءت بالفشل”، مضيفاً: إن “الأمريكيين يعانون من خطأ في الاستراتيجية والحسابات في تحليل قضايا المنطقة ولاسيما في إيران”، مبيناً أن إيران تسير قدماً في تطورها وغير قابلة للمقارنة مع إيران قبل 33 سنة الماضية.
في غضون ذلك عقد وفدا إيران والولايات المتحدة الأمريكية لقاء، هو الثاني من نوعه منذ الجمعة، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، كما التقى ظريف أمس بنظيره الفرنسي لوران فابيوس للبحث في سير المفاوضات النووية والعلاقات الفرنسية الإيرانية، وقال ظريف: إن العقوبات الدولية ضد بلاده “لم تحقق أهدافها”، مشيراً إلى أن إيران “باتت تمتلك اليوم عشرين ألف جهاز طرد مركزي”، مشدداً على أن “العقوبات فشلت وأن رفعها شرط للاتفاق النووي مع الغرب”، وإذا فشلنا في هذه المفاوضات فلن نكون نحن وإنما الطرف المقابل بسبب المطالب المبالغ فيها من قبله، وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية اتخذت تدابير كثيرة لإنجاح المفاوضات النووية، مؤكداً أن التوصل إلى اتفاق نهائي حيال الملف النووي الإيراني يصب في مصلحة الأمن والسلام بالمنطقة ويخدم التقدم العلمي الإيراني، إضافة إلى أنه في صالح جميع الأطراف في المفاوضات، لافتاً إلى أن تمديد المفاوضات الحالية “ليس مفيداً”، لكن إن حصل فإنه لا يضر بأي من الأطراف، موضحاً أن الجميع مصمم على التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي، كما أكد ظريف أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي وأن الكيان الصهيوني يغطي على ظلمه للشعب الفلسطيني من خلال الترويج بأن إيران تسعى وراء امتلاك السلاح النووي.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني أن المشاكل التي تعاني منها المنطقة هي نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية في شؤونها، وقال، خلال ندوة أقيمت في مؤتمر ميونيخ: “إن إيران مستعدة للعمل مع الدول الإقليمية كما تعمل مع سورية والعراق والأصدقاء لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة”، مشدداً على أن إيران لاعب مهم في المنطقة والعالم.
وأوضح ظريف أن البعض وضع شروطاً لمشاركة إيران في مؤتمر “جنيف2” حول حل الأزمة في سورية، إلا أن إيران تريد مشاركة الجميع في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة، مشيراً إلى أنه يجب عدم إقصاء أي طرف في المنطقة وأن المشاكل لا يمكن حلها عن طريق تبسيطها.
وتجري إيران ومجموعة خمسة زائد واحد مفاوضات نووية حالياً بهدف التوصل لاتفاق نهائي قبل الأول من تموز القادم.