“التانغو”.. رقصة الحبّ في زمن الحرب
هيمنت الأجواء الرومانسية على صالة المعارض في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- ورسمت ابتسامة فرح على وجوه الحاضرين الذين وجدوا أنفسهم على تماس مباشر مع أربع ثنائيات ينتمون إلى مجموعة صغيرة باسم” مجتمع التانغو الدمشقي” التي اختارت إطلاق عرضها الأول تزامناً مع عيد الحبّ.
ويأتي هذا العرض ليفتح نوافذ جديدة لنشاطات تنشر جزئيات ثقافية لأنواع الرقص وفنون الثقافة بمقاربتها من الجمهور.
بدأت المجموعة بأشهر رقصات التانغو الكلاسيك وتانغو الصالون الذي يتميز بخطوات متوسطة وقصيرة لأداء حركات خاصة مثل “البوليو”، معتمدة على الموسيقا المسجلة، وقد تفاعل الجمهور مع هذا النوع لأن موسيقاه مألوفة في الأفلام العالمية، لينتقلوا إلى تانغو الفالس المستمد من موسيقا وحركات الفالس النمساوي المعتمد على الخطوات الطويلة والدوران.
واقتربت الثنائيات الراقصة من التانغو الحديث برقصة “الميلونغا” التي تتميز بخطوات سريعة وتتقارب في حركاتها مع رقصة السامبا كونها أقل تعقيداً من بقية الرقصات، ليدخل العرض بأجواء جديدة مع رقصة تانغو “النويفو”، وكما أوضح معتز الربداوي المشرف على المجموعة بالتعاون مع السيدة هاسميك سلاكيان بأن رقصة “النويفو” اعتمدت على مزيج من الآلات الموسيقية لتشكّل موسيقا مشتركة مما جعلها تتخطى حدود المحلية إلى العالمية، وقد خرج فيها الراقصون من الحركات الكلاسيكية ذات الإيقاع المتزن إلى حركات جديدة لاتعتمد على الإيقاع بل على الإحساس والمشاعر، وقد أثارت هذه الرقصة تفاعل الجمهور وإعجابهم.
وكان واضحاً التناغم والانسجام بين الثنائيات الفروقات الفردية من حيث الحركة والسرعة والتوافق بالخطوات واختلاف درجة اتساعها، ومن حيث الأزياء أيضاً، فأوضحت السيدة هاسميك إلى أن هذا الاختلاف يتبع لمدارس مختلفة ينتمي إليها الراقصون ترتبط بأسلوبية وحرفية معينة، وأشارت إلى أنه برقص التانغو وبالحبّ الذي يجمعنا استطعنا أن نتغلب على كوارث الحرب وتبعاتها، داعية الجمهور لرقصة عامة يشترك فيها الجميع لتعبّر عن محبة المجتمع السوري بكل انتماءاته وأطيافه.
ملده شويكاني