الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

للأمهات السوريات كل الحب.. والسلام والمجد لأرواح الشهداء ونبل الرسالة.

هوامــش

-1-

كتبتُ في مقالات سابقة عن هامش الحرية في العمل الكاريكاتوري، وذكرت أمثلة عدة حول تلك القضية ومساحات الحرية المتاحة في هذا العصر. وتحدثتُ أيضاً عن بعض المحاكمات في الدول الأوربية للرسوم الكاريكاتورية، ورفع قضايا ضد فناني الكاريكاتور ومطالبتهم بتعويضات مالية كبيرة.

ويسألك بعض الصحفيين الغربيين الزائرين والمستشرقين منهم عن صحافتنا ومسألة الحرية فيها وهامشها، ليخرجوا بعد الجواب من حالة الاستشراق إلى حالة الاستغراب.. نعم، استغراب! وأنا أيضاً أستغرب تجاهلهم للمحاكمات التي تجري في بلدانهم، هذا إن لم ينفوا الموضوع أساساً ويتهمونك بالتضليل الإعلامي المبرمج.

-2-

لكل فنان رؤيته الخاصة التي تستند إلى عوامل ذاتية صرفة في إدراكها للموضوع، فعامل المتابعة الجادة وأسلوب الحياة يساهمان في تعزيز دور الرسام التثقيفي بعيداً عن الأستذة، والاتكاء على أسس فنية متينة تساهم في خلق شخصية متفردة ورؤية مستقلة يطوّع الرسام فيها أدواته التعبيرية ليحجز لنفسه ولشخوصه مكانة في المجتمع. ولربما كانت الشخوص في رسومي بنظر بعضهم بلا طموح أو أحلام، ولربما كانت غير محببة من قبل بعضهم الآخر، لكنها في النهاية تعبّر عني، وكل إيماءة أو انفعال تبديها الشخوص هي إيماءاتي وانفعالاتي.

-3-

تطرح الأحداث والوقائع السياسية بعض الأسئلة، وقد يفقد الجواب تأثيره نتيجة اختلاف الآراء والأفكار وتضاربها، فالأفكار تُتناقل من جيل إلى آخر في مسيرة التقدم البشري. وبرغم كل التحليلات والتصورات، تبقى عين رسام الكاريكاتور في تركيز مستمر لالتقاط الصورة وخلفياتها ومفرداتها، والتعبير الصريح عن الواقع الذي أصبح أكثر سخرية من أن نعبّر عنه بالسخرية. وهذا ما يجعل من رسام الكاريكاتور حالة نوعية جداً في مجتمعه، فهو شخص نادر الذكاء، على حد تعبير أحد رسامي الكاريكاتور، فقد جعل مخيلته آلة عرض سينمائية تعرض كل شيء على المخ بمنظور مختلف تماماً عما يراه الناس. ولأنه يعيش في مجتمع بشري يراقب ويرى ما يجري حوله مع الآخرين، يتلقف المشهدين الإيجابي والسلبي ويعرضهما على الناس على نحو يدفعهم لمراجعة أفكارهم وتدقيقها، وربما العدول عنها.

نبض القلم

استنزفتِ العناوينَ/حتى جلجل النبض/وتشظّت مشاتل العِبر..؟!/لم استنزفتِ/العناوين../حتى سال دم القصيدة/والصور..؟!

رائد خليل