وزير السياحة يؤكد تأمين أسواق تراثية في عدة محافظات.. إشـــــكاليـــــات ومطالـــــب الحرفييـــــن لا تـــــزال قيـــــد المعالجـــــة وأناملهـــــم تنتظـــــر
دمشق– فاتن شنان
يبدو أن التأخير والمماطلة في معالجة إشكاليات ومتطلبات واقع الحرف التقليدية ينسحب على الورشات المنعقدة أيضاً لأجل إيجاد الحلول والمقترحات لها، فإطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للتنمية المستدامة للحرف التقليدية، الذي أطلقته وزارة السياحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو أمس، طالها التأخير لأكثر من ساعة، ورغم انطلاق المرحلة الثانية إلا أن صرخة الحرفيين لا تزال غير مسموعة، فهل تبقى الحلول في إطار الندوات والمؤتمرات النظرية، أم سنشهد تطبيق الحلول على أرض الواقع..؟.
على الرغم من تأكيد وزير السياحة بشر يازجي في تصريح خاص لـ”البعث” بأن الوزارة بدأت بتأمين أسواق تراثية في عدة محافظات كريف دمشق – السويداء– طرطوس- اللاذقية، إلا أنه لم يعط موعداً محدداً لتنفيذ هذه الأسواق، مشيراً إلى أن الموضوع مرتبط بكافة الجهات المعنية، مبيّناً أن الورشة تستهدف تقديم التسهيلات بما يخص المواد الأولية لهذه المنتجات، بدءاً من مرحلة التصميم والتصنيع والتغليف والإنتاج، وصولاً لإيجاد البيئة المناسبة للصناعة والتسويق، مؤكداً على ضرورة التركيز على تطوير المنتج من خلال الاعتماد على الإبداع في التصميم، بحيث يحقق أي منتج حرفي عائد اقتصادي، إضافة إلى إيجاد الصيغ الاستثمارية المناسبة والتي تشمل دعمهم بمبالغ مالية وبتكاليف منخفضة، لافتاً إلى ضرورة التركيز على التسويق الصحيح، مشيراً إلى إطلاق وزارة السياحة للعديد من المبادرات وآخرها “هديتك من سورية” لتشجيع تصدير هذه المنتجات، وشدد على دعم الحرفيين الشباب من أجل البدء بمشاريعهم.
حاضنات أعمال
وفي بداية الورشة أكد وزير السياحة بشر يازجي على ضرورة إحداث حاضنات أعمال للحرف التقليدية، بالتعاون مع كافة الجهات وإحداث سوق للحرف التقليدية، والعمل على فتح قنوات لتصدير هذه المنتجات، وأن هذه الورشات لن تبقى دون تطبيق، وسيتم رفع التوصيات إلى رئاسة مجلس الوزراء بشأن تخصيص الأراضي المناسبة وإقامة أسواق تراثية، طالباً من جميع الحرفيين إحداث قاعدة للبيانات اللازمة لهم ليتم تخصيصهم بالمحلات المناسبة لهم في كل محافظة، ولفت إلى أهمية التدريب على هذه المهن لإنشاء جيل صاعد من الأيدي الماهرة والتي تعمل عليه مديرية التنمية الإدارية مع كافة الشركاء.
15 محاضرة
اشتملت الورشة على 15 محاضرة صبّت في إطار إبراز قيمة الحرفة التراثية في الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى قيمتها الجمالية، وقدرتها على توليد فرص عمل، والتركيز على ما يحتاجه هذا القطاع لتطوير عمله خاصة أنه يستهدف أكثر من شريحة في المجتمع، كونه لم يعد محصوراً في شيوخ الكار، إذ تم توسيع القاعدة الجغرافية والبشرية من خلال إدخال المرأة إلى هذا القطاع، والتركيز على دورها في الحفاظ على التراث الحرفي وعرض معاناتها في ظل الأزمة.
غياب الدعم
وعلى هامش الندوة بيّن رئيس جمعية الشرقيات فؤاد عربش لـ”البعث” أن أهم الإشكاليات التي تعترض الحرفيين هي عدم وجود أماكن عمل مخدمة تتناسب مع متطلبات العمل الحرفي من خدمات وكهرباء، بالإضافة إلى تأمين المواد الأولية للحرف، لافتاً إلى ضرورة العمل على فتح معاهد لتأمين الاستمرارية لهذه الحرف وذلك للعمل على استقطاب وتعليم الأجيال الشابة ممن لم يواصلوا تعليمهم، وتأمين فرص عمل لهم خاصة وأنه لم يبق سوى 20 حرفة فقط من أصل 35، مشيراً إلى أنه تم التنسيق ما بين اتحاد الحرفيين ووزارة الاقتصاد لاعتماد جناح الصناعات اليدوية في معرض دمشق الدولي كمعرض دائم للحرفيين وكمكان للعمل والبيع على مدار العام، كما طالب عربش محافظة دمشق بتسليم الحرفيين لمشروع قرية شام الياسمين أو إعماره وتسليمه للحرفيين، لجمع أكبر عدد من الحرف التراثية.
خطط عملية
في حين رأى الفنان التشكيلي طلال معلا أن عدم التنسيق بين الجهات المعنية والقطاع الحرفي، يساهم في عرقلة الحلول المقترحة، مبيناً أن هذه الحلول لا تتم معالجتها من خلال المؤتمرات والندوات، بل يجب العمل على إيجاد خطط عملية تساهم في تسريع إيجاد البدائل والحلول لإنعاش هذه الحرف، إضافة إلى وجود إشكالية في ذهنية الحرفي الذي يسعى إلى احتكار الحرفة، وعدم تعليمها إلى الأجيال الشابة، لذلك يجب العمل على توعية الحرفيين من خلال حلقات توعوية وتفاعلية بين مختلف الجهات لتطوير هذه الذهنية، والعمل على رفع سوية الفنون من خلال معاهد تعليم متخصصة.