صحيفة البعثمحليات

هموم صحفية!

منذ أيام بدأت المؤتمرات السنوية لفروع اتحاد الصحفيين في المحافظات، والتي تناقش هموم ومطالب الصحفيين والتواصل مع المعنيين لحلها. البداية كانت من حلب ثم حماة فحمص ثم اللاذقية فطرطوس، وفي الأسبوع القادم يستكمل عقد المؤتمرات في فرع المنطقة الجنوبية، الذي يضم درعا والسويداء، ليكون الختام في دمشق.

هموم الصحفيين كثيرة لجهة خصوصية العمل الصحفي، ومطالبهم قليلة إذا ما قورنت بغيرها من المطالب في النقابات الأخرى، ولكن على الرغم  من ذلك لم يستجب للكثير منها لتدخل ثلاجة التأجيل الممل، وخاصة ما يتعلق بتعويض طبيعة العمل التي ما تزال بين أخد ورد على الرغم من أحقية الصحفيين بها ووضوح النص القانوني الناظم لها!

أكثر ما يقلق ويؤلم الصحفيين -أبناء مهنة المتاعب- أنهم يدافعون عن حقوق الغير ويتعرضون بسبب ذلك للكثير من المضايقات، ويمثلون أمام المحاكم الجزائية بسبب جرأتهم في كشف خفايا الفساد، وهذه مشكلة لها انعكاسات سلبية على مستقبل كثير من الصحفيين الشباب الراغبين في الانتماء لمهنة الصحافة!

الصحفيون بحاجة ماسة لتنظيم المهنة وحماية حق الصحفي بالحصول على المعلومة والدفاع عنه، وعلى صعيد الخدمات المقدمة له، فمن حقه أن يطالب بزيادة تعويض طبيعة العمل وزيادة الراتب التقاعدي، وهو ما يقتضي دعم اتحاد الصحفيين من قبل الحكومة، نظراً للظروف الصعبة التي أثرت بشكل سلبي على استثمارات الاتحاد في المناطق التي شهدت أحداثاً ساخنة.

اليوم في ظل المطالبات بتطوير الخطاب الإعلامي ليكون قادراً على مجابهة التحديات وكسب ثقة المواطن، من المفروض أن تعمل الجهة المعنية على توفير الأدوات والمستلزمات التي تساعد في إنجاز الرسالة الإعلامية على أصولها، فالسنوات السبع العجاف من عمر الحرب كشفت بوضوح جوانب الخلل في منظومتنا الإعلامية لجهة حق المواطن في الإعلام، والكادر العامل في المؤسسات الإعلامية، ولكن على الرغم من ذلك لا أحد ينكر الدور الوطني الكبير الذي أداه الإعلام السوري خلال الأزمة!

بالمختصر، سلة المؤتمرات كانت ممتلئة بالمطالبات التي تصدرها مطلب تثبيت الزملاء العاملين وفق نظام العقود في المؤسسات الإعلامية المختلفة التي تحتاج اليوم للتقييم الحقيقي، وصوغ معايير موضوعية في اختيار الكوادر لإنصاف المتميزين من الشباب والخبرات، واجتذابهم بهدف خلق منافسة شريفة ومشروعة تنتج خطاباً إعلامياً مميزاً يكون قريباً من المواطن وهمومه، وبعيداً عن الرسمية!

غسان فطوم

ghassanftom@gmail.com