المعهد العالي والمسرح المدرسي يحتفلان أيضاً
على مدار يومين متتاليين احتفل المعهد العالي للفنون المسرحية بيوم المسرح العالمي، وهنأت عميدة المعهد الأستاذة جيانا عيد المسرحيين في كلمة ألقتها بهذه المناسبة وأعلنت فيها بدء فعاليات الاحتفالية قائلة:
“لأنكم تصيغون الحياة بجدائل من ياسمين، ولأن في عطائكم قداسة المطر وطهر التراب، لأنكم أبناء الحياة تدعون طوبى لخلاصكم الممهور قرباناً ونصراً” مشيرة عيد في كلمتها إلى أن يوم المسرح من المناسبات القليلة التي يتشارك فيها العالم بغرض نبيل هو الاحتفال بفضاء يصوغ الحياة بطريقة أنقى من خلال المسرح، وسورية تعيش حرباً شنها كثيرون عليها: “مرات عديدة اجتمع فيها كثيرون على صياغة الشر لأغراض أنانية ومصالح طامعة وجامحة لحدود التوحش للإطاحة ببلدنا العريق بحضارته، وكانوا يزدادون عنفاً ودموية في الوقت الذي كنا فيه نزداد قوة وقد مارسوا كل الأساليب لفنائنا ومارسنا كل موجبات استمرار حياتنا على الرغم من الحرب التي شُنّت علينا والتي لم تماثلها أية حرب حصلت في التاريخ” ومع هذا هذه الحرب لم تثنِنا عن مشاركة العالم بيوم المسرح العالمي من خلال خشبات مسارحنا التي ارتقينا من خلالها للنور ودافعنا فيها عن وجودنا.
تكريم الراحل نعمان جود
وبعد إلقاء مقتطفات من كلمات يوم المسرح العالمي من قِبَل الطالبين إليانا سعد ونوار سعد الدين وتكريم الفنان الراحل نعمان جود مؤسس قسم السينوغرافيا في المعهد وعرض أفلام قصيرة تتناول مسيرة حياة جود الفنية في مجال المسرح لفادي نصراوي، وفيلم برومو المعهد لأسعد سنديان وفادي نصراوي، قُدِّم العرض المسرحي “نا الدالة على الفاعلين” لطلبة المعهد بكافة أقسامه وهو من إخراج الفنان كفاح الخوص، وكانت جيانا عيد قبل الافتتاح الرسمي للاحتفالية قد افتتحت معرض الكتاب الذي تضمَّن كتباً عن المسرح وبحسومات وصلت إلى60% كما تم رفع الستار عن تمثال الراحل نعمان جود وافتتاح معرض استعادي بلوحات لأعماله تكريماً لجهوده الكبيرة في المعهد، وهو الذي حاز على شهادة الماجستير في تصميم الديكور المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية في مدينة لينينغراد عام 1975 وقد عمل في مديرية المسارح والموسيقا في دمشق عام 1975 وحتى 2005 كما أشرف على تأسيس قسم التصميم المسرحي بدمشق عام 2002، ودرّس فيه حتى وفاته وكان عضواً في منظمة –oistat-العالمية للسينوغرافيين في العالم ويُعرف كسينوغرافي لأول عرض أوبرالي في سورية “دايدوواينياس” .
كما تضمنت الاحتفالية على مدار اليومين تقديم مسرحية “صخب” إشراف الفنان عروة العربي، كما تابع المعهد -كعادته في احتفالية كل سنة- تكريم طلابه القدامى-قسم التمثيل- من خلال تكريم الدفعة الخامسة 1985 : أكرم الحلبي، د.تامر العربيد، بشار اسماعيل، عادل أبو حسون، سلمان شريبة، فراس قهوجي، نهاد عاصي، نهال الخطيب، كمال قرحالي .
احتفال المسرح المدرسي
“نحن المعلقون بك أيها الوطن نغمة عشق وحب من الوريد إلى الوريد.. هذا ما أراد أن يقوله العرض المسرحي “المعلقون” الذي قُدم أول أمس في مركز ثقافي العدوي ضمن احتفالية المسرح المدرسي بمناسبة يوم المسرح العالمي والذي كان نتيجة ورشة مسرحية تم العمل عليها وكان الهدف من إنجازها تقديمها ضمن أنشطة المسرح المدرسي التي تقام بالشكل العادي في المدارس، ولكن بالتزامن مع يوم المسرح العالمي حاول المشرفون على الاحتفالية أن يكون العرض همسة بمناسبة يوم المسرح العالمي لمديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية.. من هنا تضاعفت الجهود وحاولت المديرية من خلال طلاب المدارس المجتهدين، ورغم تزامن التحضير للعمل مع الامتحانات كان التنسيق بحيث لا تتأثر دراسة المشاركين، ونوه الفنان غسان الدبس المشرف على الاحتفالية إلى وجود معلمين ضمن العمل بحيث حمل العمل طابع التربية والمسرح المدرسي بامتياز، فكانت أجواء التدريب جميلة ورائعة وكانت التجربة الأجمل لأن الجميع استطاع أن يشارك باحتفالية يوم المسرح كمسرح مدرسي لأول مرة في تاريخ وزارة التربية، وأشار الدبس إلى دعم مديرية المسرح المدرسي ممثلةً بمديرها الأستاذ موسى الأسود وتعاون الأستاذتين ريم شالاتي ووصال أبو حامد، كما لم ينكر الدبس أن التجربة كانت صعبة وقد نجحت بجهود كثيرين، منهم فريق نبض للتنمية الذي دعم التجربة فكانت الخطوة الأولى للمسرح المدرسي باتجاه خطوات ثانية أجمل وأنضج على صعيد التنفيذ والآلية والتعريف بمواهب طلابية، لذلك وجَّه الدبس الشكر لكل فنان مسرحي تربوي ولكل طفل وقف ويريد أن يقف على خشبة المسرح، ولكل من قدم الدعم الذي يمكن أن يحقق أمنيات تلك المواهب الجميلة التي أطلت في يوم المسرح العالمي.
أمينة عباس