“شهر الكتاب السوري”.. تنوع وغنى في متناول الجميع
لن يغني انتشار القراءة الإلكترونية عن الكتاب الورقي الذي مازال حاضراً ومطلوباً بقوة، ولا بديل لخصوصيته وتقليب أوراقه عند القارئ، وهذا ما تحرص عليه دائماً الهيئة العامة السورية للكتاب من خلال الاستمرار بإقامة معارض تجعل الكتاب في متناول الجميع، وفي الأمس وبرعاية السيد وزير الثقافة واحتفاء بيوم الكتاب السوري أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق معرض”شهر الكتاب السوري” في جامعة دمشق- كلية الحقوق والذي يفتتح أبوابه يومياً من التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، ويقدم الكتب بنسبة حسم تصل حتى 60 % ويستمر المعرض لغاية العاشر من شهر أيار القادم.
نافذة دائمة
وقد أشار مدير الهيئة د.ثائر زين الدين إلى أن شهر الكتاب السوري الذي تقيمه وزارة الثقافة في مديريات الثقافة كافة، حيث تفتتح معارض الكتب في كل مديريات الثقافة في القطر التي زودناها بعشرات العناوين الجديدة، تماماً كما هذا المعرض ليحصل القارئ والمتلقي على الكتاب السوري في أي بقعة سورية، إضافة إلى كتب قديمة منذ عام 2009 من إصدارات الهيئة تتضمن وجوه المعرفة والثقافة كافة منها الدراسات الأدبية والثقافية والشعر والرواية والأعمال المسرحية والموسيقى والفلسفة والمجموعات القصصية والفكر السياسي وإحياء التراث وأدب وثقافة الطفل، لذا سيجد الزائر مختلف وجوه المعرفة، وبيّن أن هذا المعرض في الأساس نافذة بيع دائمة ويستطيع أي طالب ومواطن أن يستفيد منه، ولكننا عززنا هذه النافذة بعناوين جديدة ونسخ كثيرة، كما أن لدينا نافذة بيع في كلية الآداب فنحن حريصون على أن نأتي للطالب في مكان دراسته، خاصة أن كتابنا سعره زهيد أساساً ونقدمه بنسبة حسم 60% وبذلك يستطيع الطالب الحصول على ما يريده، لافتاً إلى اهتمام وزارة الثقافة بشكل خاص بالأدباء والكتاب الشباب حيث أن هناك سلاسل تصدرها الوزارة تعنى بهم، وهناك سلسلة إبداعات نركز فيها على الشباب وهي تصدر بشكل دوري، ولا نضع عمراً محدداً للمبدع، وعندما يصلنا كتاب ضمن معايير وزارة الثقافة ويجاز نشره نقوم بنشره ولا نتوقف عند عمر الكاتب.
عناوين جديدة
وأوضحت مديرة المعارض نهى ونوس أن وجود إصدارات وعناوين جديدة في هذا المعرض يجعله مختلفاً عن ما سبقه، مبينة أن وزارة الثقافة هدفها ليس ربحياً وقد تم تزويد كل مراكز البيع والمعارض الدائمة في مختلف المحافظات بكل الإصدارات الجديدة فنحن نحاول أن نكون في كل مكان ونتوجه لمختلف الفئات العمرية ولاسيما الشباب الذين نبني عليهم آمال المستقبل، ويهمنا أن يقتني الطالب كتابنا وأن نأتي إليه ولاسيما بوجود هذا الحسم الكبير المعمم على كل نوافذ البيع والمعارض ليتيح لمختلف شرائح المجتمع أن يقتنوا الكتب بهذه الأسعار الرمزية، وبهذا يستطيع الطالب اقتناء الكتاب بسهولة، كما سيجد ضالته بين مجموعة هذه الكتب المتنوعة والغنية التي تغطي كافة المجالات، ولا ترى ونوس أن هناك تراجعاً في الكتاب الورقي فتقول: بناء على معارضنا ونوافذ البيع الدائمة بكافة المراكز الثقافة لم نلاحظ تراجعاً، بل مازال الكتاب الورقي محافظاً على قيمته ومكانته ومازال مطلوباً والعدد الذي يتم اقتنائه كبير نسبياً.
غلة الموسم
وعن الكتب المترجمة المشاركة في المعرض تحدث مدير الترجمة في الهيئة حسام الدين خضور قائلاً: قدمنا في هذا المعرض إضافة جديدة للكتاب المترجم حيث ترجمنا مجموعة من الكتب في العلوم الإنسانية وفي مجال الرواية والقصة القصيرة والكتاب العلمي، إضافة إلى وجود مجلة جسور الثقافية التي تعنى بمسائل الترجمة وقد تضمن عددها الأول لهذا العام مجموعة قصص قصيرة مترجمة وشعر ودراسات فكرية وثقافية تتناول ثقافات الشعوب، ويمكن القول إن هذا المعرض يقدم غلة الموسم ويتضمن مجموعة كتب في شتى المجالات ولكل مستويات القراء، وأكد أن الكتاب الورقي لا يزال له جمهوره وكتاب الهيئة مدروس من عدة جوانب (إخراج جيد وثمن مناسب وجودة محتوى) وهذا ما يجذب القارئ إليه.
كذلك أشار مدير التأليف والنشر في الهيئة أيمن الحسن إلى أهمية أن نذهب إلى مكان مستهلِك الكتاب، ووجود المعرض وسط الجامعة السورية التي خرّجت الكثير من المبدعين، هو أمر غاية في الأهمية، لاسيما أن هذا الطالب الذي هو على مقاعد الدراسة سيمارس غداَ عمله المسوؤل، وما أجمل أن يكون امتلأ بالثقافة التي يمكن أن تكون هادياً له في مسيرته من خلال الكتاب والثقافة الضرورية لأي موقع ووظيفة، فهي تقدم الكثير من الأشياء المهمة داخلياً وتجعل الشخص يتمكن من مواجهة مشاكله ويتعامل مع الآخرين بطريقة فعالة، ويعزز تواصله ومكانته وثقافته وفكره، وأكد أن الإنسان السوري مبدع وموغل في الحضارة في وطن اسمه أرض النور ولا يعطي إلا ما هو جميل، ورغم ما يحدث من خراب ودمار مازال هناك فسحة لهذا الطالب والمواطن، وتمنى أن يقام المعرض في كل منطقة سورية وأن نعود لسورية الأجمل.
لوردا فوزي