هؤلاء ربحوا حربهم!…
د. مهدي دخل الله
يراقب الناس عادة من هي الجهة المنتصرة ومن هي الجهة الخاسرة في الحرب، لكن هناك فئة من المرتزقة «يربحون» حربهم مهما كانت نتيجة الحرب الحقيقية على الأرض دون أن يعدّهم أحد في إطار الرابحين أو الخاسرين..
لا يهمّهم أنهم مرتزقة.. ولايهمّهم أن دولاراتهم وريالاتهم ويورياتهم جاءت ثمناً لقتل الآلاف من أبناء وطنهم وتدمير مدنه وقراه … المهم أنهم «ربحوا»، بل كانوا من أكثر الرابحين ربحاً !…
طوال فترة الحرب كانوا ينامون في الفنادق المريحة ويركبون السيارات الفخمة وتلاحقهم كاميرات الإعلام العالمي… أي عزّ هذا؟… قبل الحرب كانوا أقل من متسكّعين أمام السفارات يطرقون أبوابها فلا يفتح لهم أحد ..
خذوا مثلاً على هذه الظاهرة .. ذلك الأستاذ الجامعي «السوري» الذي يعيش في باريس. كان بيته عبارة عن شقة متواضعة من غرفة وصالون وسيارة بيجو صغيرة، اليوم يملك مايزيد عن خمسين مليون يورو حسب تقارير غربية إضافة الى أنه إبّان المرحلة الأولى من الحرب كان مقصد كاميرات التلفزيون. لا يهمّه أن ما يقبضه يقابله دم سوري يسفك بوحشية، ولا يهمّه أن من يحميه رجال مخابرات فرنسية وصهيونية…
مثال آخر هو ذاك المذيع في (الجزيرة) الذي تخرّج من جامعة دمشق على نفقة الشعب السوري وسافر الى بريطانيا ليكمل دراسته على نفقة دافع الضرائب السوري. اليوم هو مرتزق عند مشايخ قطر التي يقل عدد سكانها عن عدد سكان مدينته السويداء الشامخة.. مدينة سلطان باشا الأطرش و عصام زهر الدين ..
وماذا عن طبيب الأسنان الذي لا يستطيع أحد النظر الى وجهه دون أن يقرأ في سره المعوذات لشدة قبح ذلك الوجه، فإذ بأبواب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تفتح له على مصراعيها .. ولا شك في أن جيوبه اليوم ممتلئة بالدولارات ، دولارات الذلّ و الخيانة ..
عددهم بالمئات و كلهم مرتزقة سياسيون ” ربحوا ” الحرب على سورية لأنهم أصبحوا من أصحاب الملايين ، يدعون إلى المؤتمرات و يهتمّ بهم أسيادهم اهتمام الملك بكلابه التي تحميه . لا أعتقد أن أحدهم مهتم بالجهة التي ستربح الحرب أو تخسرها ، المهم أن الحرب قدمت لهم فرصة لم يكونوا يحلمون بها .. فاستغلّوها تماماً ..
حتى في الداخل .. هناك من ربح حربه التي تندرج تحت العنوان نفسه .. الذل و الخيانة . أذكر على سبيل المثال منتهزي الفرص من التجار و الفاسدين على اختلاف أنواعهم ، و أولئك الصائدين في الماء العكر لعلّهم يجدون فيها سمكة نافقة يلتهمونها ..
mahdidakhlala@gmail.com