الوردة الدمشقية.. سفيرتنا إلى العالم
للأمكنة روائح تعشعش في الذاكرة وتلهب المخيلة فما الحال في مدينة تعبق منازلها القديمة برائحة الياسمين وتعج شوارعها برائحة الوردة الدمشقية.
هي دمشق التي تحمل في كل ركن من أركانها حكاية فريدة مشغولة برائحة خاصة ولأنها أقدم عاصمة في العالم فمن الطبيعي أن تكتسب أسواقها سمعة وشهرة عالمية كيف لا وقد كان أكثر أهلها تجارا ساعدوا على نشر ما تميزت به من عطور خلابة وروائح ثمينة ندر وجودها في سائر أصقاع المعمورة فأخذوا ممن سبقهم وتفاعلوا معه وصهروه ليخرجوا منه شخصيتهم الأنيقة المحبة للجمال المتقنة للغاته العالمة بتفاصيله.
الوردة الدمشقية هي سفيرة أرضنا المعطاءة إلى العالم وتأتي في المرتبة الأولى من حيث الأهمية بين مختلف أنواع الورود والزهور السورية وهي الأكثر شهرة بين الورود وقد تغنى بها الشعراء والأدباء قديماً.. زرعت في دمشق وضواحيها المحيطة تزهر مرتين في السنة حيث يسود قطافها طقس اجتماعي لطيف وملفت للنظر، وقد عرفت هذه الوردة منذ آلاف السنين في سورية حيث انتقلت من بلاد الشام إلي العالم القديم بواسطة اليونان والرومان وقدماء المصريين ومن ثم إلى أوروبا خلال حروب الفرنجة. وان الحديث عن الوردة الشامية يرتبط بشكل وثيق بكل ماله علاقة بالتراث السوري لما تتميز به من خصائص جعلتها تزرع في كل بيت من بيوت دمشق القديمة حتى وصل صيتها إلى جميع أنحاء العالم باسم الوردة الدمشقية.وتكمن أهميتها الاقتصادية في مجالات طبية وعطرية وتزيينية عدة لاحتوائها على عطر الورد والحصول على زيوتها العطرية حيث يساوي سعر الغرام من الزيت العطري للوردة الشامية سعر غرام من الذهب الخالص، وتزهر الوردة الدمشقية بمعدل مرتين بالسنة.
نجلاء الخضراء