الجيش يسيطر على شبكة أنفاق وكتل أبنية في الحجر الأسود
حققت قواتنا المسلحة أمس تقدماً جديداً في عملياتها في الحجر الأسود على عدة محاور قتال وسيطرت على شبكة أنفاق وكتل أبنية وقضت على عشرات الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم. في وقت يواصل أهالي القلمون الشرقي الاحتفال بإخلاء قراهم من الإرهاب، والترحيب بدخول الجيش.
وفي التفاصيل، تقدمت وحدات الاقتحام في الجيش العربي السوري من عدة محاور في منطقة الحجر الأسود باتجاه تجمعات وتحصينات إرهابيي التنظيمات التكفيرية وسيطرت على شبكات أنفاق وكتل أبنية في منطقة المعامل. وقضت وحدات الاقتحام خلال هذا التقدم على العشرات من الإرهابيين ودمرت كمية من الأسلحة والذخيرة والعتاد الذي كان بحوزتهم.
ولفت مراسل سانا الحربي إلى أن وحدات الجيش تنفذ عمليات دقيقة ومعقدة بالتنسيق مع الرصد الجوي لتفكيك وقطع خطوط الإمداد والتواصل بين الإرهابيين في منطقة الحجر الأسود، وأوضح أن عمليات الجيش العسكرية مستمرة حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق وبالتالي تأمين الأحياء المجاورة التي تتعرض لاعتداءات بالقذائف من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الحجر الأسود ومحيطها.
بموازاة ذلك يطوي القلمون الشرقي سبع سنوات من إرهاب عزل بلداته الرحيبة وجيرود والعطنة والناصرية التي تتبع منطقة القطيفة بريف دمشق الشمالي الشرقي عن محيطها واحتجز الآلاف من ابنائها وعطل حياة نشطة في الزراعة والتجارة والاقتصاد إضافة إلى مضاعفة معاناة منطقة عرفت بالبيت المفتوح للضيف.
في بلدة الرحيبة 10 كم عن مدينة القطيفة التي بقيت بمنأى عن الاعتداءات الإرهابية يحتفل الأهالي في تجمعات بعدة ساحات أمام جامع النور وقرب البلدية كما نظموا احتفالاً ليلاً بوجود فرقة موسيقية من أبناء البلدة وقبل اليوم الأخير من انتهاء عملية ترحيل الإرهابيين إلى شمال البلاد استبق أهالي الرحيبة استكمال عملية خروج الإرهابيين واحتشدوا في مدخل البلدة ورفعوا العلم العربي السوري.
تتلهف البلدة الجميلة التي تكثر فيها البيوت الحجرية البيضاء للعودة إلى حياتها الطبيعية وغداة إعلان خروج كامل الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى شمال البلاد ينادى في الجامع على المسلحين الذين فضلوا البقاء في البلدة للتوجه سريعاً إلى خيمة نصبت في محطة السلام للمحروقات لتسليم ما لديهم من سلاح وتسوية أوضاعهم.
ويقطن الرحيبة نحو 40 ألف نسمة واستقبلت الآلاف خلال السنوات الماضية قدموا إليها من حمص ودير الزور والغوطة الشرقية.
ويمر الطريق من الرحيبة إلى الناصرية في قلب جيرود وعند الظهر لبست المدينة رداء السكينة والهدوء وكانت الحركة هادئة في المحلات والأسواق بعد يوم صاخب من ترحيل الإرهابيين واحتفال الأهالي ابتهاجاً بعودة المدينة إلى كنف الدولة.
ينتشي الربيع بمساحات خضراء من القمح وأشجار الزيتون والكرمة تبدد الصورة المسبقة بان المنطقة جرداء وبعد عدة كيلومترات من الرحيبة فاجأتنا قرية العطنة.. بيوت تصطف على جانبي الطريق وخيمة بالعمق بباب مفتوح للوهلة الأولى تبدو القرية التي يعود تاريخها إلى العصور الرومانية والبيزنطية كأن أهلها هجروها ولكن بعد أقل من دقيقة من التوقف للاستفسار إن كنا بالاتجاه الصحيح إلى الناصرية لاحظنا أن هناك مهرجاناً ينتظر لحظة الصفر لإطلاق الفرح.. وتصدح حناجرهم بالروح نفدي الوطن والجيش.. وعلى بعد بضعة كيلومترات أخذ صوت المطرب فهد بلان يملأ فضاء البادية في أغنية كأنها كتبت لهذه اللحظة “تعيشي يا بلدي زهرة حرية تعيشي يا بلدي.. وجبال الحمرا ورمال الصحرا تشرب من دمي تشرب تتروى وتعيشي يا بلدي”.
وصلنا إلى الناصرية التي تزينت بالأعلام الوطنية وهي الأخرى متأهبة للاحتفال بالنصر في ساحة البلدة الواقعة بين نهاية المرتفعات الجبلية لسلسلة جبال القلمون وبداية المرتفعات الجبلية لسلسلة الجبال التدمرية في ريف حمص وقف الأهالي يهتفون للوطن وبعض الأسر المهجرة من سنوات حرصت للعودة سريعاً.
في غضون ذلك لا تزال بعض المناطق التي تسلل إليها الإرهاب من إجرام التنظيمات التكفيرية حيث أصيب طفلان بجروح نتيجة اعتداء إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته بقذائف صاروخية على بلدة كرناز نحو 45 كم شمال غرب مدينة حماة. وأفاد مراسل سانا في حماة بأن مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة تنتشر في عدد من القرى والبلدات على جانبي الحدود الإدارية لمحافظتي إدلب وحماة اعتدت بعدد من القذائف الصاروخية على بلدة كرناز في أقصى الشمال الغربي لحماة أسفرت عن إصابة طفلين بجروح، وبين أنه تم إسعاف الطفلين إلى مشفى السقيلبية الوطني لتلقي العلاج اللازم لافتاً إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم نتيجة الاعتداء الإرهابي.
وأشار المراسل إلى أن وحدات من الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف ودمرت عدداً منها وقضت على عدد من الإرهابيين ودمرت لهم أسلحة وعتاداً حربياً.