مكتب الإعداد والثقافة والإعلام يناقش خطة عمله: المرونة في اتخاذ القرار والتركيز على النشاط الإبداعي
دمشق- لوردا فوزي:
شدد اجتماع مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري أمس على ضرورة المرونة في اتخاذ القرارات، وانتهاج اللامركزية في متابعة التفاصيل، والتركيز على جدوى النشاطات، وبعدها “الإبداعي” مع الرغبة بنتائج عملية، إضافة إلى تطوير دورات الإعداد الحزبي المركزية، مع التنويه إلى توجه الحزب للاتصال بالناس والمجتمع، وليس الأنظمة الرسمية وبالطبع طرحت تلك النقاط مباشرة من دون مقدمات مع الحرص على التركيز والإيجاز.
وأشار د. مهدي دخل الله، عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام إلى أن كان هناك خمسة أنواع من الأنشطة في إطار خطة المكتب وهي نشاطات مدرسة الإعداد المركزية، مدارس الإعداد الفرعية، ملتقيات البعث للحوار، والمحاضرات والندوات على مستوى الفروع، والمناظرات الثقافية على مستوى الفروع والشعب، مشيراً الى مانفذ وصل 90٪ بل إن بعض الفروع تجاوزت100٪ مثل فرع حماة، مشدداً على الالتزام فقط بعشر دورات فرعية، لأننا محكومون بالخطة المالية.
ونوّه الرفيق د. دخل الله إلى أن ملتقيات حوار البعث المركزية كانت سابقاً ملتقيات شكلية، ولكن الآن وبناء على مقترحات من نقابات مختلفة (مثل نقابة الفنانين، اتحاد الكتّاب العرب) تم تحويل هذا النشاط إلى نشاط عربي وعالمي، واستضفنا منذ فترة مفكرين فرنسيين في دار الأوبرا، وعلى الرغم من أن النقاش كان سياسياً إلا أن القاعة غصت بالحضور، ولم نجبر أحداً على ذلك، فالثقافة لا تبنى على الإجبار وحشد الأعداد، بل على راغب بالبضاعة الثقافية، وقد نجحت هذه الندوة جداً لدرجة أن التلفزيون الفرنسي عرض ندوة وبرنامجاً كاملاً عنها، وكتب عنها الكثير، ما أزعج أعداء سورية حتى إنهم دعوا لندوة معاكسة لها ضد سورية، بمعنى أنه نتيجة هذا النشاط أصبح هناك حراك في فرنسا، وهذا هو العمل الحقيقي الذي يحقق جدوى، بالإضافة إلى أن هناك اليوم فعالية سورية كبيرة تقام في فرنسا اسمها (الأسبوع الثقافي السوري في فرنسا)، وقدمنا فيها فيلماً وثائقياً باللغة الفرنسية عن الأوضاع في سورية، وقد عرض في أغلب المدن الفرنسية، مشيراً إلى أن توجه الحزب الآن هو الاتصال بالشعوب وليس بالأنظمة، لأن الشعوب جيدة، ولكنها مضللة من قبل أنظمتها، لذا يجب أن يكون توجهنا هو الاتصال بالناس العاديين من مجتمع أهلي ومدني في كل دول الأنظمة المعادية لنا (فرنسا، السعودية، وغيرها).
وتابع الرفيق د. دخل الله: لقد قامت نقابة الفنانين بمبادرة منها بنشاط آخر هو مشروع (الأيقونة السورية) عبر ذهاب الفنانين للطلبة في مدارسهم، والحديث بشكل تفاعلي معهم حول سورية لتعزيز الشعور الوطني لدى الأطفال، لأن الفنان سلطة إقناعية لدى الطفل، وسيتم تطبيق هذا المشروع في مختلف المحافظات السورية، ولفت إلى أن النشاط الذي قام به اتحاد الكتّاب العرب في دمشق، حيث نجح بعقد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي حمل رسائل مهمة، وخصوصاً المشاركة الإماراتية التي بالطبع لم تأت بالطبع إلا بعد استشارة الحكومة الإماراتية وكانت مؤشراً إيجابياً، كما تمكن اتحاد الصحفيين من إعادة عضويته إلى اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد العام الدولي، واستطاع التغلب على العوائق، مؤكداً أن كل هذه النشاطات هي في النهاية حزبية رغم أنها تصدر من نقابات مختلفة، حيث يتم التنسيق بين الرفاق البعثيين في النقابات مع مكتب الإعداد.
وأشار إلى أن الإعلام السوري يعمل في هذه الفترة بشكل ممتاز على الرغم من وجود بعض الأخطاء، إلا أن من لا يعمل لا يخطئ، ولكن هناك إيجابيات كثيرة ظهرت، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، وأهمها النقل المباشر، بالإضافة إلى إصدار البعث لمجلة أسبوعية جديدة في حلب باسم “الشهباء”، كما أن هناك تزايداً في النشاطات الثقافية في مجال السينما والمسرح من خلال مسرحيات وأفلام سينمائية عن الأزمة، وعلى سبيل المثال فيلم “رجل الثورة” الذي يكاد يكون فيلماً وثائقياً، وهو هام جداً.
ولفت الرفيق د. دخل الله إلى أن العادة جرت -على الرغم من عدم وجود قرار بذلك، بأن يترشح للدورات المركزية فقط أعضاء القيادات والفروع والشعب، ولكن هذا للأسف لا يحدث، وهناك الكثير من هؤلاء الرفاق ممن لم يتبعوا دورات إعداد مركزية، مقترحاً أن يتم تجاوز العمر إذا كان من يريد الالتحاق بالدورة على رأس عمله، ولكن يجب التقيد بالسن مع الأعضاء العاملين العاديين، مبيناً أن مستوى الوعي والتثقيف ارتفع في الحزب، وتزايدت طلبات الدورات، لذا يجب أن تكون الدورات سريعة تخلق أطراً معينة وهو الأجدى، وذلك عبر دورات متخصصة مكثفة لتخريج الكوادر، لأن الحزب ينتقل الآن من حزب سلطة إلى حزب يهتم بالمجتمع، ومن حزب كمي إلى حزب يكون فيه (كم ونوع) من خلال كوادر مهيأة للقيادة، وبالوقت نفسه أن يكون هناك كم، مع التركيز على المجموعات الخاصة، ودعا إلى ضرورة المجيء بالطلاب العرب إلى الدورات المركزية من الأقطار العربية المختلفة وليس فقط من الجامعات السورية، مضيفاً: نحن نهتم بتثقيف الأعضاء العاملين مع التأكيد على الهوية العربية، ولاسيما أنه في عصر العولمة يتم التركيز بشكل كبير على المسألة القومية.
وتحدث الرفيق د. دخل الله عن التطور الكبير في التعاون بين البعث ووزارة الأوقاف، حيث أصبح هناك تفاهم كبير بين الجانبين، لافتاً إلى أنه قد تثار إشارات استفهام على أننا حزب علماني، فلماذا نهتم بالدين، موضحاً: كوننا حزباً علمانياً، فهذا لا يعني نفي الدين بل يعني فصل الدين عن السياسة، ونحن كحزب نحاول التواصل مع الأوساط الدينية المتسامحة، وهذا ليس خروجاً عن العلمانية، بل هو تأكيد عليها، لأن التيار الديني المتسامح هو تيار وطني وقف مع الدولة وعلينا احتضانه.