في اليوم العالمي للملْكية الفكرية مديرية حقوق المؤلف موجودة لحماية حق المبدع في إبداعه
عرفت المنظمة العالمية للملْكية الفكرية الملكية الفكرية بأنها أعمال الفكر الإبداعية، أي الاختراعات والمصنفات الأدبية والفنية والرموز والأسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية، أما الهدف من إقامة اليوم العالمي للملْكية الفكرية والذي يصادف 26 من الشهر الجاري كما بيّن الأستاذ عدنان العزيزي مدير حقوق المؤلف في وزارة الثقافة زيادة الوعي بأهمية وأثر الملْكية الفكرية على الحياة اليومية وزيادة فهم كيفية حماية الملكية الفكرية ودورها في زيادة الإبداع والابتكار، وتشجيع احترام حقوق الملكية الفكرية التي تكمن أهميتها في حماية حقوق المخترعين من تعدي البعض على اختراعاتهم دون الحصول على إذن مسبق منهم، والسماح للمبدع أو مالك براءة الاختراع والعلامة التجارية أو المؤلف بالاستفادة من عمله واستثماره وحماية المنتَج من السرقة والنسخ والقرصنة، والحدّ من انتشار المصنّفات المقلّدة والمنسوخة التي ترد إلى الأسواق المحلية.
قانون حماية الحقوق في سورية
وأشار العزيزي إلى أن قانون حماية حقوق المؤلف في سورية صدر تماشياً مع انضمام الجمهورية العربية السورية إلى اتفاقية إحداث المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وقد نصّ على حماية جميع أشكال التعبير عن إنتاج العقل البشري بكافة أشكاله، وأوضح هذا القانون الحقوق المعنوية التي يتمتع بها المؤلف أو المبدع وهي حقوق أبدية غير قابلة للتقادم أو التصرف فيها، كما تضمّن تحديد المدة الزمنية لحماية الحقوق المالية، وبناءً على ذلك كان لزاماً أن ينطوي القانون على إجراءات تحفظية وعقوبات رادعة لكل من يخالفه باعتدائه على حقوق المؤلف وذلك عن طريق الإجراءات القضائية التي نظمها هذا القانون والتي نصّت على آلية تقديم الشكوى لدى المحاكم المختصة إلى قيام أفراد الضابطة العدلية المختصة لهذا الشأن بتنظيم محاضر ضبوط موضوع الشكوى، وصولاً إلى صدور حكم قضائي يضمن عدم المساس بالحقوق المعنوية والمالية للمؤلف، انطلاقاً من ضرورة تشجيع المبدعين والمبتكرين على زيادة حجم إبداعاتهم وابتكاراتهم وتعميق شعورهم بأن هذه الإبداعات والابتكارات محمية ولا يُسمح المساس بها مطلقاً.
مديرية حقوق المؤلف
وأكد العزيزي أن مديرية حقوق المؤلف في وزارة الثقافة قائمة ومفعّلة وعملها يتطور يوماً بعد يوم بفضل وعي الناس وإدراكهم لأهمية عملها ووجودها، خاصة في ظل انتشار القرصنة والسرقات الأدبية، والمديرية موجودة لحماية حق المبدع في إبداعه وهو يلجأ إليها لتقديم الشكاوي التي تحيلها المديرية للقضاء للبت فيها من خلال الأدلة التي تقدمها وتثبت ملكية أصحابها في المنتج المحمي عندها من قبل أصحابها الذين سجلوا ملكياتهم فيها، وحسب الأرقام بيّن العزيزي أن الوعي يزداد يوماً بعد يوم بأهمية المديرية ودورها في حماية ملكية الأشخاص من المبدعين، متمنياً الارتقاء في عملها لمستوى الدول المتقدمة في هذا المجال.
الأزمة أثّرت سلباً
ولم يخفِ العزيزي أن الأزمة أثرت سلباً على عمل المديرية وموضوع الملْكية الفكرية، حيث أصبح للناس أولويات أخرى في حياتهم بعد أن فقد بعضهم كل شيء فلم تعد حماية كتاب أو أي منتَج في صلب اهتماماتهم، كما أثّرت الحرب على سير عمل المديرية في إرسال الضابطة العدلية للوقوف على شكاوى البعض حين خرجت بعض المناطق عن سيطرة الدولة، وحين بات من المتعذر على أبناء بعض المحافظات القدوم لدمشق لحماية ملكياتهم، خاصة وأن هذا الأمر يتطلب وجود صاحب العلاقة، كما غابت مشاركات المديرية في الندوات العربية بعد أن عُلّقت عضوية سورية في جامعة الدول العربية وهي ندوات تتيح للمديرية الوقوف على ما وصلت إليه الأمور في مجال الملكية الفكرية، كما توقفت إمكانية إيفاد قضاة سوريين في مجال التقاضي على صعيد الملكية الفكرية أو المشاركة في دورات لتدريب العاملين فيها بعد أن اقتربت المديرية قبل الحرب من فعل ذلك إلا أن العقوبات المفروضة على سورية حالت دون ذلك خلال الحرب.
نتائج جيدة
وبمناسبة احتفال المنظمة الدولية لحماية الملكية الفكرية الذي صادف في 26 من نيسان بذكرى تأسيسها، تقوم المديرية بعدة نشاطات لتوعية الناس بدورها من خلال إقامة الندوات التوعوية حول حماية الحقوق الفكرية والأدبية والفنية والعلمية، وأكد العزيزي أن مثل هذه الندوات جاءت بنتائج جيدة، والدليل أن عدد المصنفات فيها يزداد يوماً بعد يوم باتجاه الوعي نحو الملكية الفكرية، خاصة وأن هذه الملكيات يتعرض بعضها للسرقة، ونوه إلى أن أغلب أعمال الفنانين الكبار محمية في المديرية كأعمال الفنان دريد لحام وبعض أعمال المخرج خلدون المالح، ومؤخراً قام الفنان حسام تحسين بيك بعد قضيته مع إحدى شركات الإنتاج بحماية نصه الذي كان موضوع السجال الذي دار بينه وبين الشركة، وبيّن العزيزي أن أحدهم قام بحماية قصيدة من عدة أسطر منعاً من سرقتها، وهذا برأيه ينم عن وعي كامل بأهمية مديرية حماية المؤلف، وأشار إلى أهمية التفاعل مع المديرية من قبل المثقفين، وهذا ما تسعى إليه المديرية من خلال تواصلها مع دور النشر والتعاون مع اتحاد الكتاب العرب لتشجيع الكتّاب على حماية ملكياتهم، والمديرية تعمل ضمن خطة وزارة الثقافة وتحاول مواكبة التطورات الحاصلة في عصرنا الحالي.
القرصنة الفكرية
وأوضح العزيزي أن الملكية الفكرية هي إبداعات العقل من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وهي محمية قانوناً، ويرمي نظام الملكية الفكرية إلى إرساء توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام وإتاحة بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار، ونوه إلى أن أول تشريع صدر حول حقوق المؤلف كان في إنكلترا عام 1709 ومن ثم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1783 ففرنسا، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لا زال الجدل قائماً والاهتمام يتزايد بحقوق الملكية الفكرية، وقد بُذلت جهود دولية في هذا المجال من خلال اتفاقية برن عام 1886 والتي يعاد النظر بها مرة واحدة كل عشرين عاماً، وأوضح العزيزي أن حق المؤلف هو حق استئثاري يمنحه القانون لمؤلف أي مصنف للكشف عنه كابتكار له أو استنساخه وتوزيعه أو نشره على الجمهور، وينطوي مضمون حق المؤلف على جانبين، الجانب المعنوي أو ما يسمى الحق الأدبي للمؤلف والذي يتمثل في حقه في سند مصنف إليه، وكذلك حقه في سحب المصنف من التداول، بالإضافة إلى الجانب المالي، ويُعتبر هذا الحق من الحقوق التي تدخل في الذمة المالية للشخص صاحب الحق، وذكر العزيزي أنه ومع انتهاء الحرب الباردة وتطور ثورة المعلوماتية ظهرت تحديات كثيرة جديدة تواجه العالم، منها “القرصنة الفكرية” إذ تُعد السرقات الفكرية من أخطر المسائل التي تواجه الشركات الكبرى، ولهذا تداعت الدول لعقد العديد من المؤتمرات حول الملكية الفكرية وصدرت العديد من القوانين لحمايتها.
أمينة عباس