مخرجون يتلمسون طريقهم نحو عالم السينما
تستمر فعاليات مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة في دار الأسد للثقافة والفنون، وقد تحول هذا المهرجان إلى مناسبة حقيقية للاطلاع على ما ينجزه السينمائيون الشباب عبر أفلام مختلفة المواضيع والأساليب، مع اتفاق جميع المشاركين على أهمية مشروع سينما الشباب الذي أطلقته المؤسسة منذ سنوات والذي بات فرصة حقيقية لمحبي عالم السينما من فئة الشباب الذين يتلمسون طريقهم نحو السينما.
وبيَّن معاون وزير الثقافة الأستاذ علي مبيّض أن وزارة الثقافة تولي عناية خاصة للشباب من خلال عدة مشاريع تقوم بها في مختلف صنوف الثقافة، والمهرجان إحداها انطلاقاً من إيمانها أن من يملك الشباب يملك المستقبل.. من هنا كان مهرجان سينما الشباب –برأيه- فرصة لعرض مواهبهم الأصيلة، والفنان الحقيقي الذي يستمر متعهداً موهبته بالرعاية سينتج ويقطف ثمارها في المستقبل، ونوه إلى أن المهرجان يضم تجارب شبابية واعدة، وهو هدف المهرجان، ووزارة الثقافة التي تحاول إتاحة المجال للشباب للمشاركة في مثل هذه الفعالية التي يجد فيها الفنان متعة كبيرة في تقدير بلده لاجتهاده .
روح
وبيّنت الفنانة ريم عبد العزيز التي تشارك في مسابقة سينما الشباب من خلال فيلمها “روح” أنها درست دبلوم العلوم السينمائية لتقديم فيلم مختلف عما سبق وقدمته، وأسعدها أن يقال أن فيلمها احترافي، وأشارت إلى أنها أصرّت على دراسة العلوم السينمائية لحرصها على رؤية الأفلام القديمة والاطلاع على تاريخ السينما والتي من الصعب الحصول عليها بالشكل العادي، ونوهت إلى أنها استفادت كثيراً من دراستها لدبلوم العلوم السينمائية الممهور من قبل جهات معترف بها كاتحاد الإذاعات العربية والمؤسسة العامة للسينما، وقد درست فيه على يد أساتذة كبار في عالم السينما لهم باع طويل فاستفادت من خبراتهم على صعيد كتابة السيناريو وتقنيات الكاميرا والضوء، ولم تنكر عبد العزيز -وهي التي كانت تقول عن نفسها أنها ممثلة أولاً ومخرجة ثانياً- أنها تردد اليوم أنها مخرجة أولاً وممثلة ثانياً كونها تحب السينما وترغب في أن تكون خلف كاميرتها إلى جانب كونها ممثلة يحبها الناس لعفويتها.. واليوم وهي تشارك كمخرجة في مهرجان سينما الشباب أسعدها جداً الانطباع الجيد عن فيلمها الذي حاولت من خلاله تقديم شيء مختلف في طريقة التعاطي مع الفيلم القصير من خلال تقديم رؤية بصرية بعيداً عن الحوار، فكان فيلماً صامتاً استطاع إيصال ما تريده بعيداً عن الحوار عبر الفنان مالك محمد الذي أجاد تجسيد دوره إلى جانب الفنانة سمر عبد العزيز.
ليل الغريب
أما الفنان مالك محمد الذي يشارك كممثل في فيلم “روح” وكمخرج في فيلم “ليل الغريب” فقد عبَّر عن سعادته بالانطباع الجيد عنه كممثل وكمخرج يخوض تجربته الأولى في الإخراج مع المؤسسة العامة للسينما، وقد سبق وأنجز فيلمين بعيداً عن المؤسسة، ونوه إلى أن فيلمه “ليل الغريب” ترك انطباعاً مشجعاً، وهذا أسعده كثيراً لأن المهرجان –برأيه- فرصة لأن يطلع الآخرون على تجربته وأن يطلع هو على تجارب الآخرين، ويتلمس في الوقت ذاته مدى تفاعل الجمهور معها والاستفادة من كل الملاحظات، وبيّن أن هذا الفيلم هو نقطة عبور له نحو تجارب أخرى باتجاه السينما، وأنه اليوم بصدد إنجاز مشروع آخر على صعيد السينما تمنى أن يتكلل بالنجاح، وأوضح أن المنتج السينمائي في بلدنا غير موجود بعكس المنتج التلفزيوني، ومع هذا فضّل الذهاب نحو السينما، ولتكون بدايته صحيحة درس في دبلوم العلوم السينمائية وكانت الثمرة فيلم “ليل الغريب” وأسف محمد لعدم وجود جهات تموّل العمل السينمائي سوى المؤسسة العامة للسينما، وتمنى وجود رديف لها على هذا الصعيد.
السيناريو الأخير
ويتفق فراس جرار الذي شارك في المهرجان بفيلم “السيناريو الأخير” بأن ظروف إنجاز الفيلم كانت صعبة مؤكداً أن تجربته مع المؤسسة وهي التجربة الإخراجية الأولى له كانت في غاية الأهمية وكانت نتاج دراسته في دبلوم العلوم السينمائية بشكل علميّ وأكاديميّ اكتسب من خلالها معلومات نظرية وعملية وقدم فيلمه من خلال مؤسسة هامة، ولا ينفي أن متابعته للدورات السابقة للمهرجان والاطلاع على التجارب السينمائية فيها شجعه كثيراً على دراسة الدبلوم أولاً ومن ثم تقديم تجربته بالشراكة مع سنا الأتاسي، ونوه إلى أن هذه التجربة وتجارب أخرى سيخوضها ستثمر يوماً فيلماً مختلفاً سيقدمه، وأشار إلى أنه سبق أن أنجز فيلمين وثائقيين بعيداً عن المؤسسة.
أمينة عباس