عبد الله السيار: اختيار الممثل نصف العمل
للمخرج والممثل عبد الله السيار حضور قوي في مهرجان سينما الشباب لاسيما أنه أدى دور صاحب ورشة الحديد بلغته التركية، ليفاجئ جمهوره بدور رجل عنيف يظهر قدرته على تأدية أدوار الشر المختلفة عن شخصيته الحقيقية. وعن دوره بفيلم ليل الغريب سيناريو مي زوربا- إخراج مالك محمد للنص المقتبس عن فانكانا –أنطوان تشيخوف- بيّن أن أداءَه الشخصية كان نوعاً من تحدي الذات كون الجمهور عرفه بالأدوار الإيجابية، فظهر بالشخصية القاسية التي لم ترحم الطفل الغريب الضائع عن أهله في بلد بعيد عن منطقته، وتعكس في جانب ما زاوية من الحرب السورية برمزية الرجل التركي بلغته بحركاته بهمجيته بعنفه حتى اعتقد بعض المشاهدين بأنني ممثل تركي.
وشارك السيار مع المخرجة كوثر معراوي بفيلم “أفراح سوداء” بكاركتر ملفت لشخصية رجل ثري تجور عليه الأيام ولا يبقى له إلا الطقم الأسود الذي يتمسك به. كما اشتغل مع المخرج يزن أنزور مخرجاً منفذاً بفيلم تاتش المشارك بالمهرجان، وأوضح بأن الفيلم يتمتع بخصائص فنية جيدة من حيث الغرافيك واشتُغل بحرفية عالية وبلغة جديدة لفكرة هامة غدت محور حياة الناس.
ووجد السيار بعد متابعته أيام المهرجان بأن الأفلام متفاوتة السوية فنيا، وأشاد بأفلام الشباب الحاصلين على شهادة الدبلوم السينمائي بتقديم أفكار سينمائية جديدة بعد دراستهم علوم السينما وفنونها، وتوقف عند الخصائص التقنية لبعض الأفلام إذ توجد أعمال جميلة تصويرياً لكنها تفتقر إلى الحبكة الجيدة أو القصة سطحية أو الحوار ضعيف، إلا أن الأمر الهام الذي لاحظته هو الاختيار الخاطئ للشخصية مما يؤدي إلى عدم التواصل الجيد مع المتلقي ويخسر مصداقية الأداء، بينما حينما يلمس المتلقي قوة بالأداء وتناغماً واضحاً بين صفات الممثل وسلوكيات الشخصية يتجاوز بعض الثغرات.
من وجهة نظري إن اختيار الممثل للشخصية هو نصف العمل، وتقدم المؤسسة العامة للسينما جهودا كبيرة للوصول بالفيلم السوري إلى المهرجانات العالمية وحصوله على أهم الجوائز، ومنح الفرص للوجوه الشابة وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمخرجين، ونجاح السينما السورية الآن يتطلب ضرورة إطلاق المعهد العالي للسينما.
ملده شويكاني