اتحاد الكتّاب العرب يعقد مؤتمره السنوي: التطبيق الفعلي لمفهوم نشر الثقافة وتعزيز دور الأدباء
علا أحمد- سامر الخيّر:
ناقش اتحاد الكتّاب العرب خلال مؤتمره السنوي الذي عقده أمس على مدرج دار البعث خطة الاتحاد للعام الحالي والتي تتمحور حول تعزيز دور الأدباء والكتّاب في عملية إعادة الإعمار، ونشر الثقافة، وتطوير عمل اتحاد الكتّاب في المحافظات.
وشدد الرفيق د. مهدي دخل الله، عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام على ضرورة تفعيل دور الاتحادات والنقابات في المجتمع، مشيراً إلى نجاح اتحاد الكتّاب في إنجاز خطوات نوعية، كعقد اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب الذي كان حدثاً ثقافياً كبيراً. وقال دخل الله: إن العلاقة بين الحزب والنقابات علاقة عضوية، فنحن في حالة حرب، وكل عمل نقابي يأخذ بعداً وطنياً، وقد حاولوا ضرب المجتمع المدني السوري باستخدام القوة الناعمة التي تسمح لهم باختراق المجتمع المدني المتمثل بالنقابات والاتحادات، ويجب أن نتنبه إلى القادم من استخدام للقوة الناعمة وخاصة ضد النقابات والجمعيات الأهلية، مشدداً على دور اتحادي الكتّاب والفنانين في التوجه نحو القوى الاجتماعية بين دول وشعوب العالم لشرح حقيقة ما تتعرض له سورية.
من جهته قال رئيس اتحاد الكتّاب د. نضال الصالح: ينتصر المثقفون السوريون بإرادتهم بالمضي إلى أنبل الأقوال والأفعال والوقائع، ويتحدون خلالها الحرب على بلدهم بالإرادة والطموح، مؤكداً سعي اتحاد الكتّاب على الصعيدين الثقافي والاجتماعي محلياً وعربياً لكشف حقيقة المؤامرة على سورية وتأكيد تضحيات الجيش العربي السوري في وجه الإرهاب، وقال: سبع سنوات ونحن نواجه واقع الحرب، حرب لم يسلم منها بشر أو شجر أو حجر، كما لم يسلم منها الثقافة والمثقفون، وتابع: إذا لم نكن قد أنجزنا شيئاً سوى عقد اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب في دمشق، فيكفينا هذا الشرف، لأننا أعدنا لاتحادنا ولسوريتنا ما يليق بهما من شرف الحضور والمكانة في المشهد العربي، وها نحن نمضي إلى الأمام، ونحن أكثر طموحاً في إنجاز المزيد، وفي إضافة رصيد جديد لما كنّا أنجزناه سابقاً.
وأكدت مداخلات الحضور على ضرورة الالتزام بالنظام الداخلي لاتحاد الكتّاب فيما يخص النشاط الثقافي وأهداف الاتحاد، ووضع معايير لقياس إنتاجية خطة العمل، والتطبيق الفعلي لمفهوم نشر الثقافة للجميع، وإنشاء منتديات في فروع الاتحاد لقراءة الكتب، ونقل الفعل الثقافي من محلي إلى عربي، واستضافة أدباء وكتّاب عرب، وإقامة مهرجانات دورية للكتّاب الشباب، والإعلان عن جوائز تشجيعية.
وتطرق المؤتمرون إلى ضرورة تطوير الدوريات الصادرة عن الاتحاد، وهي الموقف الأدبي والأسبوع الأدبي والآداب العالمية والفكر السياسي والتراث العربي، ورفع سوية عمل فروع الاتحاد بالمحافظات لتنفيذ الأنشطة الثقافية بأنواعها، إضافة إلى التركيز على عمل الجمعيات الأدبية.
وعن المؤتمر وأهمية المشاركة فيه تحدّث لـ “البعث” بعض المشاركين، فقال الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد: بما أن دور المؤسسة الثقافية مهم في بناء أي مجتمع، فإن اتحاد الكتّاب العرب يقع عليه عبء كبير في هذا المجال، والقضية الأهم هي بناء منظومة ثقافية وطنية بامتياز تحارب الإرهاب فكراً، لأن الكاتب معني ببث أفكار وتكوين رأي عام للدفاع عن سورية، كما أن الحراك الثقافي له الأولوية، وخاصة فيما يتعلق بوجود الاتحاد على الساحة الثقافية، وتفعيله في بعض المحافظات”.
وعن دور اتحاد الكتّاب العرب في هذه المرحلة تحدث د. عدنان البيرونة، عضو اتحاد الكتّاب- فرع اللاذقية، قائلاً: اتحاد الكتّاب العرب له دور رئيسي ومهم، منذ بداية هذه الحرب القذرة على سورية والتي ترافقت بحرب إعلامية تقوم على الكذب والتضليل، ودور الاتحاد تركّز على فضح هذه الحرب، واتخذ دوراً توجيهياً وتثقيفياً بالكلمة وبالموقف، فالاتحاد يجب أن يكون شريكاً في كل الفعاليات التي تعكس دورنا ووطنيتنا كمثقفين في مواجهة هذه الحرب.
وعن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف الاستثنائية تحدث الشاعر محمد حديفي، رئيس تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي، وعضو المكتب التنفيذي، فقال: “ما لاشك فيه أنه في هذه الظروف التي تمر بها سورية، ويحقق بها جيشنا انتصاراته المتتالية، فإن للمؤتمر طعماً آخر على الرغم من التأخر في عقده، وقال الشاعر عباس حيروقة من حماة: أتينا لنؤكد أننا أبناء الحياة في محاولة لمواكبة انتصارات جيشنا العظيم، ونأمل أن نرقى ولو بمقاربة صغيرة وبسيطة إلى تلك الانتصارات، ونأمل أن يكون هذا الاجتماع مفصلياً في تاريخ الاتحاد للنهوض بهذا الاتحاد نحو مؤسسة تنويرية حقيقية تليق بالمثقف السوري.