ترامب ينسحب وحيداً من الاتفاق النووي.. أوروبا تأسف.. روسيا: تهديد للأمن الدولي.. إيران تجدد التزامها سورية: ردود الفعل المنددة أظهرت عزلة الولايات المتحدة
وحيداً، وكما كان متوقعاً أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، معللاً ذلك بأنه لا يمكن منع إيران من امتلاك قنبلة نووية استناداً إلى تركيب هذا الاتفاق، بحسب قوله.
وفي كلمة له في البيت الأبيض، أعلن ترامب أنه سيوقّع أيضاً على وثيقة لإعادة فرض العقوبات على إيران، والتي رفعت عنها بموجب الاتفاق النووي، مؤكداً على أن العقوبات القوية على إيران ستدخل حيز التنفيذ الكامل، معتبراً أن الاتفاق النووي سمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم وستصل إلى إنتاج السلاح النووي مع مرور الوقت، مشدداً على أن إدارته تملك أدلة واضحة بأن الوعد الإيراني بعدم إنتاج سلاح نووي هو “أكذوبة”، مدللاً على ذلك بالإدعاءات التي قدمها قبل فترة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال ترامب: لا يمكننا منع إيران من امتلاك قنبلة نووية استناداً إلى تركيبة هذا الاتفاق، معتبراً أنها تتسبب في الفوضى وتسعى إلى تطوير صواريخها البالستية لتحمل رؤوساً نووية، لافتاً إلى أن توقيع مذكرة العقوبات على إيران سيجعل أميركا أكثر أمناً، وأن “مواجهة إيران ستكون أقوى من أي وقت مضى.
إلى ذلك أدانت سورية بشدة قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مجددة تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعربة عن ثقتها الكاملة بقدرة إيران على تجاوز تداعيات الموقف العدواني للإدارة الأمريكية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم: تدين الجمهورية العربية السورية بشدة قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الأمر الذي يثبت مجدداً تنكر الولايات المتحدة وعدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وأضاف إن ردود الفعل الدولية المنددة والمستنكرة للقرار الأمريكي أظهرت عزلة الولايات المتحدة وخطأ سياساتها التي من شأنها زيادة التوترات في العالم.
وختم المصدر تصريحه بالقول إن الجمهورية العربية السورية إذ تجدد تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعباً فإنها واثقة تماماً بقدرة إيران على تجاوز تداعيات الموقف العدواني للإدارة الأمريكية والذي يؤثر في أمن واستقرار المنطقة والعالم.
واعتبرت روسيا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي تهديد للأمن الدولي، مؤكدة أنها ستواصل جهودها للحفاظ على الاتفاق
وعقب كلمة ترامب، علق نتنياهو على القرار الأميركي بوصفه قرار صحيح، ووصف الاتفاق بأنه “وصفة للكارثة بالنسبة للمنطقة والسلام في العالم”، وأضاف إن “هذا قرار تاريخي يمهد لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، حسب زعمه.
فيديريكا موغريني، مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، توجهت إلى جميع الأطراف في الاتفاق النووي بالقول: لا تسمحوا لأي شخص بتفكيك الاتفاق النووي مع إيران، ونحن سنحافظ على الاتفاق لأنه من أهم إنجازات الديبلوماسية.
من جهته عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن أسف فرنسا وألمانيا وبريطانيا للقرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وقبيل إعلان ترامب قراره النهائي بشأن الانسحاب شهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً وانخفض مؤشر النفط الخام الأمريكي بنسبة تجاوزت الـ3 في المائة.
وفي إيران، وجه الرئيس حسن روحاني كلمة مباشرة إلى الشعب الإيراني، رداً على قرار ترامب، قال فيها: اليوم خضنا تجربة تاريخية مهمة، حيث شهدنا أنه كيف إيران دولة تلتزم بتعهداتها وكيف لم تلتزم أميركا بما تتعهد، وأضاف بأن أميركا تعامل الشعوب الأخرى بعدائية وأثبتت بأنها لن تلتزم تجاه تعهداتها في الاتفاق النووي ما عدا بعض التوقيعات، ومن اليوم فصاعداً فإن الاتفاق النووي هو بين إيران وخمس جهات دون أميركا. وتابع الرئيس روحاني بأن الوكالة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي هو اتفاق صادق عليه مجلس الأمن، وأن أميركا أعلنت صراحة بأنها لا تلتزم بتعهداتها، وأن الشعب الإيراني شهد اليوم بأن الكيان الصهيوني هو الوحيد الذي دعم قرار ترامب. وشدد روحاني على أنه سيكون هناك هدوء واستقرار في الأسواق، كما سيتم تأمين للعملات الصعبة التي يحتاجها الشعب الإيراني، معتبراً أن ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي هو حرب نفسية، وتابع “لن نسمح له بالضغط الاقتصادي والسياسي وشعبنا أكثر اتحاداً اليوم”، وأشار إلى أنه إذا كان الاتفاق النووي حبراً على ورق ولن يضمن المصالح الإيرانية فإن إيران لها طريق واضح، مؤكداً أنها مستعدة لكل الظروف. في حين أكد نواب البرلمان الإيراني برسالة لقائد الثورة أنهم لن يسمحوا بأن تحمل الإدارة الأميركية مطالبها غير المشروعة على إيران.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد أكد في وقت سابق أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا قررت الولايات المتحدة المواجهة ولكنها لن تتصرف بانفعال، وقال: إن الخطأ الأكبر كان من جانب الأوروبيين حينما واكبوا استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على المزيد من التنازلات من إيران في مسار الاتفاق النووي لافتاً إلى أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق والقضاء عليه لن يكون في مصلحتها.
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإدراك بأن الضغوط التي تمارسها إدارته على شعوب المنطقة ستقابل بالصمود وإعلاء الصوت في الانتخابات الديمقراطية، وقال إن الضغوط الأميركية العسكرية والسياسية على شعوب المنطقة تواجه بصوت صادح من هذه الشعوب التي تقارع غطرسة الاستكبار، لافتاً إلى وجود تيارين في المنطقة تيار الرجعية المعتمد على الأنظمة الديكتاتورية والعميلة لأميركا والتيار الطامح للديمقراطية والذي سمعنا نداءه في الانتخابات البرلمانية في لبنان وسنسمعه في الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق، وأشار إلى أن الرد على التدخلات الأميركية والصهيونية المشينة في شؤون المنطقة ودعمهما للإرهابيين على مدى الأعوام الماضية جاء في أصوات الشعب اللبناني الذي صوت لصالح المقاومة في الانتخابات النيابية، معتبراً أن على ترامب أن يدرك بأن عدم التزامه بالاتفاق النووي لن يعود بأي فائدة أو يحرف الشعب الإيراني عن مبادئه وتصميمه على المضي بثبات في طريق ونهج الثورة الإسلامية.