النقــري: استقلت بسبب التهميش.. والكرامة كيان رياضي عظيم بإنجازاته
حمص- نزار جمول
يعيش نادي الكرامة اليوم حالة من التشتت في ظل تبعثر إدارة النادي بين مستقيل وموجود بالاسم، وبعد صمت مطبق من القيادة الرياضية بحمص، قبلت استقالة العضوين اللذين تقدما باستقالتهما: الدكتور عماد النقري، وموفق العمر منذ أكثر من شهر بعد أن التزمت الصمت تجاه هذه الاستقالة طيلة هذه المدة، لتخرج بقرار الموافقة، ولتصبح استقالتهما رسمية.
“البعث” التقت العضو المستقيل الدكتور عماد النقري الذي كانت له أياد بيضاء على الألعاب المنسية في النادي عن سابق إصرار وتصميم ككرة اليد الذكورية، ليتحدث عن أسباب الاستقالة، معتبراً أن النادي يبقى بتاريخه العريق وبطولاته الراسخة، والأشخاص يرحلون ويتغيرون.
يقول النقري عن استقالته: تأخرت بشرح أسباب استقالتي، لأن أمور النادي لا يمكن أن تتم مناقشتها على صفحات التواصل الاجتماعي، ولأنني كنت بموقعي الرسمي، فكلامي يمثّل موقعي في النادي، ولأنني تحررت من هذا الموقع وجب علي لزاماً توضيح ما يحدث في أعرق الأندية، فمن المعروف أن الأمور المالية، وبحكم القانون، مسؤول عنها رئيس النادي، إضافة للمنشآت، والاستثمارات، والإعلام، ووحده يقرر، وحسب رؤيته يتفرد بصرف أية فواتير، أو دفع مستحقات دون الرجوع لأحد، ولأن النادي يمر بوضع صعب طالبت في الإدارة بالاجتماع مع كوادر النادي للتحدث مباشرة عن ألعاب النادي وما تحتاجه، لكن هذا الطلب مر مرور الكرام دون أن يلقى أي اهتمام، ومع ذلك طالبت بعودة مدربي كرة اليد: خالد الأشلق، وسامر أبو عبيد للنادي، لأن عودتهما تشكّل فارقاً إيجابياً للعبة، ولكن بقي أمر عودتهما معلّقاً بين يدي وإرادة رئيس النادي، وكلّفت بمهمة المنسق الإعلامي لفريق الرجال، وهذه المهمة لا علاقة لها بمهمتي كعضو إدارة مسؤول عن ألعاب القوة، وهي حققت نتائج هامة وإنجازات على الصعيد المحلي والخارجي للمنتخبات الوطنية بوجود أبطال وبطلات في الكاراتيه، والجودو، والتايكوندو.
وعن الخلل الذي أحدثته صفحة النادي الرسمية، أوضح النقري الأمر بالقول: التقصير بمكتب الإعلام في النادي لا يتحمّله مسؤول الصفحة الذي اقترحته، لأن عملها مرهون برئيس النادي.
وعن تشكيل اللجان في النادي يقول الدكتور عماد: تم تشكيل لجنتين خاصتين برجال السلة والقدم، وهما غير مقنعتين لأنهما كانتا حبراً على ورق، وانحصرت مهمتي في لجنة تعاقدات الكرة بالتواصل مع اللاعبين الذين حصلوا على الموافقة من قبل رئيس النادي مشرف الفريق، ومن قبل المدرب، ولم أتدخل بأية أمور مالية، لأن قراراتها والموافقة عليها بيد رئيس النادي حصراً، وللتوضيح فإنني أؤكد على أمر هام يخص المدرب تامر اللوز، وهو أنه من ترك الفريق لأنه اشترط ليكمل مسيرته راتباً مبالغاً به.
وعن دوره كعضو إدارة مع زملائه في ظل استفراد رئيس النادي بالقرارات يقول: النقاش مع رئيس النادي أو أية محاولة لإقناعه بأي أمر كمن ينحت بالصخر، والإدارة في الوقت نفسه لم تكن بقلب واحد، حتى إن الاجتماعات كان يعرف بها الشارع بعد انتهاء أي اجتماع بوقت قليل، كما أن الأخبار تصل قبل انتهاء الاجتماع ، والأغرب من كل ذلك إصرار رئيس النادي على عدم حاجة النادي للداعمين، مع وجود عقبة كبيرة أمام ألعاب النادي، وهي قلة السيولة المالية، وبهذه السيولة وعدم وجود الداعمين لا يمكن للبطولات أن تعود كما كانت سابقاً، ولن أنسى أن التعامل مع جماهير النادي كان غير مسؤول، وكان يمكن دعم هذا الجمهور المحب بشكل أفضل وإحساسهم بأهميتهم!.
ويختتم الدكتور عماد حديثه بالقول: قررت الانسحاب احتراماً لنفسي وللمكان الذي كنت فيه، فلست من يقبل أن يكون مجرد رقم، أو مجرد رجل يملأ كرسيه فقط، والجو الرياضي، الرجال فيه قلائل، وأنا حوربت لأمور شخصية لا علاقة لها بالرياضة، ومع كل ذلك سيبقى هذا الكيان العظيم نادي “الكرامة” في عقولنا ووجداننا، لأنه العريق ببطولاته وإنجازاته وكوادره، ولن تهزه رياح القرارات.