الصفحة الاولىصحيفة البعث

الإضـــراب الشامــــل يعــــم فلسطيــــن ضحايا مجزرة غزة إلى ارتفاع.. والاحتلال يواصل قمعه الوحشي

 

تواصل الغضب الفلسطيني أمس جراء المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة، واحتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ذكرى النكبة.
وفيما تابعت قوات الاحتلال قمع المظاهرات بطريقة وحشية، عم الإضراب الشمال جميع الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على ممارسات الاحتلال والإدارة الأمريكية، في وقت توالت ردود الأفعال المنددة بالمجزرة، والتي أكدت على أن دماء الشهداء ستكون بداية نهاية الكيان الظالم كما وستكون سياسة العدوان ودعم دول الطغيان الغربي ومواقف الخيانة والأدوات الرخيصة حافزاً لدى الشرفاء والمقاومين لدعم أهالي فلسطين والوقوف في صفهم.
فقد ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المشاركين في مسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى 60 شهيداً بينهم أطفال وأصيب أكثر من 2771 فلسطينياً بجروح.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن شاباً فلسطينياً استشهد متأثراً بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال خلال اعتداءاتها على المشاركين في مسيرات العودة شرق مدينة غزة، كما استشهدت رضيعة فلسطينية فجر أمس متأثرة باستنشاقها الغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال في قطاع غزة.
إلى ذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في عدة مناطق بالضفة الغربية التي تشهد احتجاجات شعبية واسعة على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة بالتزامن مع إحياء الذكرى السبعين للنكبة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن فلسطينيين أصيبا بالرصاص، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على الشبان الذين تصدوا لها وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
كما أصيب 26 فلسطينياً بينهم صحفي أجنبي بالرصاص الحي والمعدني الذي أطلقته قوات الاحتلال على الفلسطينيين خلال تصديهم لها عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة في الضفة الغربية، كما أصيب 22 فلسطينياً خلال تصديهم لقوات الاحتلال في مدينة رام الله، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة واللبن في مدينة نابلس.
وفي مدينة بيت لحم أصيب نحو 45 فلسطينياً بالرصاص وبحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام خلال تصديهم لها.
وفي قلقيلية نظمت القوى الوطنية واللجنة الشعبية في المحافظة مسيرة بمناسبة الذكرى الـ 70 للنكبة ورفضاً لنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وانطلقت المسيرة من ميدان الشهيد أبو علي إياد نحو وسط المدينة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال وجرائمه، كما أدانوا نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
في غضون ذلك دعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية إلى مسيرات في عدد من مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والإضراب الشامل تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة وإحياء لذكرى النكبة، كما قررت لجنة المتابعة تنظيم مسيرات شعبية في مختلف البلدات بعد صلاة يوم الجمعة القادم.
إلى ذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، كما شنت حملة اعتقالات واسعة طالت 19 فلسطينياً من أنحاء الضفة الغربية خلال مداهمتها قرى وبلدات ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل البلدات.
في غضون ذلك عم الإضراب الشامل أمس مختلف المناطق الفلسطينية حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة، وشمل الإضراب المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، كما أعلنت كافة النقابات والمصارف التزامها بالإضراب.
وفي نيويورك أخفق مجلس الأمن الدولي في التوافق على بيان يدين اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرات العودة في قطاع غزة، وقالت مصادر صحفية: إن مجلس الأمن فشل في جلسة مغلقة في التوافق على البيان بسبب اعتراضات الولايات المتحدة.
إلى ذلك أدان مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك استخدام الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال: هذا الاستخدام الصارخ والمفرط للقوة من “إسرائيل” يرتقي لمستوى جريمة حرب، مشدداً على وجوب وضع حد لهذه الجرائم وأن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن قوات الاحتلال والسياسيين الذين أمروا أو سمحوا باستخدام مثل هذه القوة مرة أخرى في غزة.
بدوره أكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل أمام صحافيين في جنيف رفضه ما ادعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتبرير الحصيلة الكبيرة من الشهداء الفلسطينيين خلال المسيرة، وقال: إن بين الضحايا شخصاً بترت ساقاه، فما حجم الخطر الذي يمكن أن يشكله شخص بترت ساقاه في الجانب الآخر من سياج عال محصن.
بدوره طالب حزب اليسار الألماني المعارض الحكومة الألمانية بإدانة الإجراءات العنيفة لقوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاقها الذخيرة الحية على المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأدان اتحاد علماء بلاد الشام الأعمال الإجرامية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير واحتلال للأراضي المقدسة.
وأكد الاتحاد في بيان أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة الحرب والعدوان التي تتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب ليس مستغرباً لأنه صاحب حق وألف التضحية والبذل في سبيل حماية أرضه ومقدساته، وما يثير الغضب هو موقف بعض الدول العربية التي تدّعي العروبة والإسلام، بل كانت أداة رخيصة للعدوان الصهيوأمريكي ضد شعوب المنطقة والوصي الخائن على قضايا الأمة العربية.
ودعا الاتحاد الشعب الفلسطيني إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة سياسة العدوان القائمة على الظلم وسلب أصحاب الحق حقهم وتكريس الاحتلال الغاشم متنكرة لحق الشعب الفلسطيني في أرضه، لافتاً إلى أن دماء الشهداء ستكون بداية نهاية الكيان الظالم، وستكون سياسة العدوان ودعم دول الطغيان الغربي ومواقف الخيانة والأدوات الرخيصة حافزاً لدى الشرفاء والمقاومين لدعم أهالي فلسطين والوقوف في صفهم.
وأكدت الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دعمها الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته وحقه في مواجهة الاحتلال والعودة وتحرير أرضه المغتصبة.
دولياً أبلغت سفارة جنوب إفريقيا لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي وزارة الخارجية في كيان الاحتلال أن السفير سيغادر عائداً إلى بلاده احتجاجاً على اعتداءات قوات الاحتلال على المشاركين في مسيرات العودة في قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الخارجية في إيرلندا عن استدعاء السفير الإسرائيلي في دبلن للاحتجاج على اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين.
إلى ذلك أعربت الجزائر عن إدانتها الشديدة للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقالت في بيان لها: إنه في مواجهة هذه الجريمة البشعة على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته لحماية الشعب الفلسطيني وفقاً للقوانين الدولية الإنسانية ورفع الظلم الذي سلّط عليه.
إلى ذلك عبّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف عن القلق حيال حصيلة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة وقال: إن موسكو أعربت منذ البداية عن قلقها إزاء إجراءات واشنطن التي تؤدي إلى إثارة التوترات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه تتم متابعة تطورات الوضع عن كثب.
من جانبها عبّرت الصين عن قلقها حيال الأحداث التي شهدها قطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في مؤتمر صحفي: إن الصين قلقة جداً إزاء حصيلة الضحايا المرتفعة في قطاع غزة، وتدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وخصوصاً (إسرائيل) إلى ضبط النفس لتفادي تصعيد التوتر.
كما أعربت باكستان عن قلقها إزاء قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة.
وأدان الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بيان له العدوان الإسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين، مؤكداً دعم العراق الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة الأمريكية نزعت الثقة عن قرارات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة.
من جانبه أكد رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف في حسابه على التلغرام أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تخافان من الاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا ما يفسر الإصرار على الاستمرار في تأجيج التوتر، معرباً عن ثقته بأنهما لن يتمكنا من تخويف الشعب الفلسطيني.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الماليزية في بيان أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيقوض جهود إيجاد الحلول والتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية ويعرضها للخطر.
وفي التشيك أعرب مواطنون تشيك وعرب خلال وقفة احتجاجية نظموها في ساحة الفاتسلاف وسط العاصمة براغ عن استنكارهم ورفضهم لهذه الخطوة الأمريكية.
بدوره دعا رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها الاتحاد الأوروبي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية فوراً مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب المجزرة التي ارتكبتها قواته بحق الشعب الفلسطيني.
في الأثناء حذرت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني من أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمرحلة خطيرة تهدد بتصفيتها في ظل الهجمات الاستعمارية الشرسة على سورية بالتزامن مع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وحملات التطبيع التي يقودها شيوخ الخليج حفاظاً على عروشهم، وأعربت الهيئة عن ثقتها بأن سورية القوية المنيعة هي الضمانة الأكيدة لاستعادة الحقوق المغتصبة.
وفي بيان مماثل أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) أنه لا يحق لأي حاكم أو أية قوة في العالم مهما بلغ جبروتها تجاوز إرادة الشعب الفلسطيني الذي رسم بيده معالم الطريق لتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
بدوره رأى تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أن مسيرات العودة الكبرى في غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 وفي مخيمات اللجوء والشتات والمهاجر تمثل شرارة الانتفاضة الشعبية الثالثة التي يتوجب المشاركة فيها من كل القوى والفصائل والهيئات والفعاليات.
التنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي، أوضح من جانبه أن الذكرى السبعين للنكبة تمر في ظروف بالغة الدقة والتعقيد تعتبر الأخطر على قضية فلسطين من أي وقت مضى باعتبارها تتعرض إلى مؤامرة لتصفية هذه القضية، تم الإعداد لها بعناية على يد نفس المعسكر الصهيوأمريكي الأوروبي الغربي المعادي للأمة العربية المسؤول المباشر عن تشريد الشعب الفلسطيني وإقامة الكيان الصهيوني بمشاركة بعض الدول العربية والإقليمية بما يسمى “صفقة القرن”.
من جهة ثانية أعرب ثلثا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقهم الشديد من عدم تطبيق قرار صدر في عام 2016 يطالب بوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي في الـ 23 من كانون الأول عام 2016 وبتأييد 14 عضواً وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت القرار رقم 2334 الذي كرر مطالبة كيان الاحتلال الصهيوني بأن يوقف فوراً وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكالات