منطقة كلّيات أم بسطات عشوائية… ! سوق البرامكة يعرقل حركة المارّة والطلاب.. والمعالجة لم تحل المشكلة بعد
دمشق– ريم ربيع
تحولت عقدة البرامكة خلال السنوات الأخيرة إلى تجمّع معقّد للفوضى والعشوائية التي سبّبتها إشغالات الأرصفة واستحواذ الباعة على المداخل والطرق والتفرعات على حساب المواطنين، وتحديداً طلبة الجامعات المتموضعة في المنطقة التي تعجّ بباعة البسطات، حيث لا يجد المارة موطئ قدم بانتظار حافلة تقلهم إلى وجهتهم ، فيتخذون من الشارع موقفاً ريثما يصل السرفيس المتأخر دائماً، مسبّبين ازدحاماً خانقاً وتجمعاً على أبواب الحافلات، ما يفسح المجال لبعض ضعاف النفوس بممارسة السرقة عبر التخفي وسط الازدحام عن أعين دوريات الأمن الجنائي الذي أعلن منذ فترة قصيرة إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص يقومون بنشل المواطنين مبالغ مالية وأجهزة خليوية في منطقة البرامكة.
بمجرد المرور يضطر العابر والطالب للقفز فوق عشرات البسطات لبضائع احتلت الأرصفة ومنعت الطلاب من التوجّه لجامعاتهم أو المارة إلى أعمالهم!. حيث يعبّر طلاب كليات الحقوق والشريعة والعلوم والفنون وصولاً إلى كلية الهندسة المدنية عن استيائهم الشديد من هذا المشهد اليومي، فيصف (الطالب أحمد) حال المكان قائلاً: (حاسين حالنا بسوق هال مو بجامعة!!) حيث أصبح الجلوس قرب النوافذ أو في حديقة الكلية دون سماع عبارات مثل (اوكازيون اوكازيون) (تلاتة بمية) (يا بلاش) أمراً مستحيلاً. وأكد أمين الجامعة مازن الشيخ محمد أن تقديم الشكاوى للمحافظة هو الأمر الوحيد المتاح في المشكلة “مرتين في كل عام تقريباً”.
من جهتها تؤكد نائب عميد كلية الفنون الجميلة د. منال حمادي أن الإدارة تقدمت بعدة شكاوى لإزالة البسطات من أمام سور الجامعة، مشيرة إلى أن أصحاب البسطات يلقون القمامة داخل الحرم الجامعي ويشوهون منظر الكلية، والمشهد من الخارج لايوحي على الإطلاق بوجود كلية للفنون الجميلة!. في حين لفت عميد كلية الحقوق د. ماهر ملندي إلى أن الموضوع خارج عن إرادة الكلية، وأقصى ما يستطيعون فعله هو تقديم شكوى للمحافظة عبر رئاسة الجامعة، مبرّراً أن البسطات تقع خارج سور الجامعة، أي ليست تابعة للحرم الجامعي ومن مسؤولية المحافظة متابعة القضية، وبالفعل استجابت الجهات المعنية عدة مرات ونظمت حملات لإزالة البسطات، كان آخرها في نيسان 2018 لكن مالبث الباعة أن عادوا من جديد مراراً وتكراراً.
وعن الإجراءات القانونية التي تحدّ من الظاهرة، تأتي الإجابة نفسها من مدير الشؤون القانونية في جامعة دمشق د. نبيل المقداد، عن عدم قدرة الجامعة على اتخاذ أي قرار مادامت البسطات خارج الحرم الجامعي، مؤكداً أنهم اتخذوا عدة إجراءات بحق من يبيعون ملخصات للمواد الدراسية (داخل الحرم الجامعي) ودون موافقة الكلية.
ويبدو أن هذه المشكلة المستفزّة لكل من يمرّ بمنطقة البرامكة تمثّل تحدياً كبيراً للمحافظة التي سبق وأكدت أنها تقوم بحملات لإزالة البسطات المخالفة وتحويلها إلى مناطق منظمة لتجمع هؤلاء الباعة الذين يعاودون انتشارهم على الأرصفة بانتظار قرار حقيقي وحاسم بإنهاء وجع البرامكة من هذا السوق العشوائي!.