رياضةصحيفة البعث

بعد تتويج يوفنتوس للمرة السابعة.. “الكالشيو” أزمة ملاعب وتذاكر وتراجع حتى إشعار آخر

تمكن يوفنتوس من التتويج بلقب الدوري الايطالي للمرة السابعة على التوالي، في ظاهرة تدل على مدى ضعف منافسي السيدة العجوز، وغياب الفريق القادر على إنهاء سيطرتها، فمنذ أن عاشت ايطاليا وكبيرها “حلم” النهائي الأوروبي عام 2003 بين اليوفنتوس والميلان، يبدو أنه حلم حقاً لأنه انتهى ليبدأ واقع المشهد الأخير في مسرحية السيطرة الايطالية على المستديرة، ومعه الهبوط التدريجي.

غياب جماهيري

يعيش الكالشيو (دوري الدرجة الأولى الايطالي) تراجعاً في عدد المشجعين الذين يتابعون المباريات الحية خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، ليصبح البطولة الوحيدة التي تحقق رقماً سلبياً في إقبال الجماهير بين بطولات الدوريات الأوروبية الأربع الكبرى، ولا يمر يوم دون أن تتحدث صحيفة “لاغازيتا ديلو سبورت” الايطالية المعروفة عن هذا الموضوع، ويرجع ذلك لسببين واضحين: أولهما: صعوبة الحصول على التذاكر من أجل استبعاد المشجعين المشاغبين (وهم قلة بحسب الصحافة الايطالية، ولا يصلون لعدد الجماهير الانكليزية المثيرة للشغب في التسعينيات، حيث تحمل التذكرة اسم مشتريها، إضافة للوقوف فترات خلف طوابير طويلة أمام منافذ بيع التذاكر.

وثانيهما: توفير ملاعب جيدة وحديثة تليق بسمعة المستديرة الزرقاء، فلم يتم خلال 18 سنة الماضية بناء أي ملعب جديد (باستثناء ملعب اليوفي)، وهذا عكس ما فعلته باقي الدول المتقدمة.

غياب للبنية التحتية

غالباً ما شاهدنا مباريات في ايطاليا قامت على ملاعب قديمة وغير لائقة بمستوى بطولة بحجمها، حيث تشرف على ملاعب ايطاليا بلديات المدن، ولا تجري مجالس البلدية أية صيانة لها غير تلك التقليدية، وذلك لأسباب خاصة بها، ولن يتغير الحال، بحسب المحللين، حتى تصبح الملاعب مملوكة للأندية، وأدت هذه الملاعب السيئة لعدم استمتاع المشجعين بالمباريات، إضافة لخطر أكبر هو إصابة العديد من اللاعبين بسبب سوء أرضية الملعب، وهو ما أكده كارلو رومانو اختصاصي العظام في مستشفى ميلانو: “عضلات ومفاصل اللاعبين تتعرّض لضغوط رهيبة على أرضيات كهذه بنسبة 50 بالمئة زيادة على باقي ملاعب الدوريات الأوروبية الكبرى”.

كما أن انخفاض إيرادات مباريات الدوري الايطالي بسبب قلة الحضور الجماهيري متصل مباشرة بأن الملاعب في ايطاليا لا ترتقي لمستوى طموحات الجماهير، ولعدم تطور الملاعب وبيئتها بشكل ملائم لجذب الحضور الجماهيري، والأدهى والأمَر أن الأندية الايطالية (باستثناء يوفنتوس) لا تمتلك الملاعب التي تقام عليها مبارياتها، ما يضعف موقفها مالياً، ويدفعها للسقوط أمام نظرائها في القارة العجوز، ولا يمكن المقارنة حتى بين أعداد الجماهير التي تحضر مباريات الكالشيو، وأعداد جمهور متابعي الدرجة الثانية في انكلترا!.

وللعلم أنفقت انكلترا 3 مليارات جنيه استرليني لبناء ملاعب جديدة، وسهلت عملية بيع التذاكر للجماهير، فالتذاكر يمكن شراؤها عبر الأنترنت، و”بضغطة” واحدة يمكن للمشجع أن يختار مكانه في الملعب، ويتلقى رقم الحجز عبر هاتفه الجوال، ويدفع قيمة التذكرة بسهولة كبيرة، والتسهيلات في ألمانيا أكثر أيضاً.

وتأكيداً على ما جاء، يستفيد يوفنتوس من مردودات ملعبه الجديد في كل يوم من خلال المركز التجاري، والمتحف وغيرهما من ملحقات الملعب، إضافة إلى الملعب نفسه الذي سيشكّل فارقاً بينه وبين غيره من الأندية إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.

سامر الخيّر