الصفدي يشارك الفرقة السيمفونية بقيادة باغبودريان
تميّزت الأمسية التي قدمتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في دار الأوبرا بمشاركة الطفل قيس الصفدي بالعزف المنفرد على البيانو، وقد هيمنت الألحان الهادئة والأجواء الحالمة على مساحة كبيرة من المقطوعات التي تقاطعت من خلال البرنامج الذي اختاره باغبودريان بين دمتري كاباليفسكي الروسي وجورج بيزيه الفرنسي في مواضع. ووظّفت جميع آلات السيمفونية ليأخذ كل قسم دوره مع حضور واضح لآلات النفخ الخشبية، ومع مشهد موسيقي خاص للحوارية الساحرة بين الفلوت والهارب في القسم الثاني من الأمسية في متتالية الإرليزينية رقم 2. إضافة إلى الدور البارز للآلات الإيقاعية مع التيمباني والطبل الكبير والصنجات لاسيما بالقفلة المدهشة.
وقد أعجب الحاضرون بمشاركة قيس الصفدي وبتواصله مع الأوركسترا والجمهور بالمحور الأساسي بالأمسية للمؤلف الروسي دمتري كاباليفسكي- كونشيرتو آلة البيانو والأوركسترا رقم 3-سلم ري ماجور” الشباب” وهو عمل كتبه كاباليفسكي بشكل خاص للربط بين الموسيقيين الشباب وأعضاء الأوركسترا، وانعكس شغفه بالرسم والشعر على الامتدادات اللحنية الرقيقة، واتسمت بالانتقالات الموسيقية والفواصل من خلال أربع حركات- حركة حيوية جداً- وحركة سريعة جداً- وتمثلت مشاركة الصفدي بالعزف المنفرد بالبدايات بين المقاطع في مواضع، وفي الفواصل التي تناغمت مع ضربات التيمباني وجزء من النحاسيات، ومع الأوركسترا ككل، إضافة إلى الدور الذي قامت به الوتريات لاسيما في تقنية النقر على الوتر، وقد أبدع الصفدي الذي مثّل سورية في مهرجان الأجيال العالمي للموسيقا في قصر الكرملين، وعرضت الشاشة الخلفية جزءاً من مشاركته.
وبدأ العمل السيمفوني متتالية” الإرليزينية” رقم 2 للمؤلف جورج بيزيه بزخم قوي بتوليفات موسيقية بين الإيقاعيات والنحاسيات لتمتد إلى آلات الفرقة وآلات النفخ الخشبية، ومن ثم ليأخذ الفلوت دوره كصولو وكحوارية ساحرة مع الفلوت، وقد عزفت الفرقة بجمالية ألحان بيزيه التي امتزجت بموسيقاه الحالمة والخيالية والدرامية من خلال الحركات الأربع-باستوراله- وانترميتزو- والتي مثلت قطعة موسيقية درامية داخل الموسيقا المتكاملة- وتصاعد الألحان بحيوية في حركتي مينويه وفاراندول وصولاً إلى القفلة المدهشة.
ملده شويكاني