انفراجات مبشرة لقطاع الطاقة.. اكتفاء ذاتي من زيوت المحركات ونظيرتها الصناعية
دمشق – البعث
ينبئ المشهد العام لقطاع الطاقة في سورية بانفراجات كبيرة لجهة تأمين الاحتياجات المحلية للغاز، وما لذلك من انعكاسات على الواقع المعيشي والاجتماعي قبل الاقتصادي، وما وضع محطة البريج بالخدمة بتاريخ 12 من الشهر الجاري عن طريق إدخال بئر البريج /1/ بمعدل إنتاج حوالي /150/ ألف م3 في اليوم، إلا خطوة على طريق استعادة الطاقة لعافيتها، وإذا ما أمعنا النظر ببعض تفاصيل هذا المشروع يتبين أن الغاية منه هي فصل الماء والسوائل الهيدروكربونية المنتجة من الآبار المربوطة (البريج 1 والبريج4) ونقل الغاز عبر خط التصدير إلى معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى بمعدل /300/ ألف م3 غاز في اليوم، بالإضافة للحصول على /150/ برميلاً في اليوم من المتكاثفات، بقيمة إجمالية تقارب /100/ ألف دولار، ويتم العمل على استكمال بئر البريج /4/ الذي من المخطط وضعه بالإنتاج تاريخ 10/6/2018 بمعدل إنتاج يقدر بحوالي /150-200/ ألف م3 في اليوم.
يضاف إلى ما سبق، تدشين محطة الديبسان الغازية التي وضعت بالخدمة بتاريخ 10/5/2018، وتم وصل أربع آبار غازية بها هي زملة 1 وزملة 2 وبئر جنوب الرصافة 1 وبئر شمال دبيسان، وتتكون من خطين لدخل الغاز (عامل 10 واختبار 8)، فاصل عمودي عدد 2، فاصل اختبار تقني، خزان كوندنسات عدد 3 بسعة تخزينية /150/ ن3 وخزان تصريف سوائل الشعلة وأنظمة قياس وتحكم. ويهدف المشروع إلى فصل الماء والسوائل الهيدركربونية من الغاز الخام مما سينعكس إيجاباً على زيادة الإنتاج بمعدل يقدر بحوالي /100/ ألف م3 في اليوم.
ويأخذ المشهد العام للطاقة زخماً أكبر، إذا ما علمنا أنه تم تأهيل أحد فواصل الإنتاج للمحطة المؤقتة في مدخل معمل غاز شمال المنطقة الوسطى، ووضعها بالخدمة باستطاعة /1,5/ مليون متر مكعب في اليوم لتصبح استطاعة المحطة المؤقتة المخصصة لفصل السوائل إلى /3/ ملايين م3 غاز في اليوم، ويستمر العمل في مشروع معمل غاز شمال المنطقة الوسطى لإعادة تأهيل المعدات التي تعرضت للتخريب نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية وطيران التحالف الدولي، ومن المخطط أن تنجز الأعمال كاملة في الربع الأول من عام 2019، ويبلغ إنتاج المعمل حالياً /1,5/ مليون متر مكعب غاز في اليوم، ومن المخطط أن يصل إلى /3,2/ ملايين متر مكعب في اليوم خلال الفترة القادمة.
وبالانتقال إلى وحدة مزج الزيوت في مصفاة حمص والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى /60/ ألف طن سنوياً، تفيد التقارير الرسمية أنها تغطي كافة احتياجات السوق المحلية ووزارة الدفاع من مختلف أنواع الزيوت اللازمة سواء زيوت محركات (أحادية الدرجة، متعددة الدرجات) وزيوت صناعية (عنفات، ضواغط، هيدروليك، مسننات، علب سرعة..).
وفي الوقت الذي تقوم الوحدة -ولأول مرة- بإنتاج سائل مانع تجمد لصالح الجيش، قامت أيضاً -وبخبرات وطنية بحتة- بإصلاح زيت الضواغط الأمريكي المنشأ والمستخدم في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى والذي وفر /3/ ملايين دولار هي قيمة الزيت وقيمة الغاز المنزلي الذي جرى الحفاظ عليه، حيث بينت نتائج تحليل عينات من زيوت الضواغط الغازية في المعمل وجود شوائب ومركبات تؤدي إلى حدوث رغوة؛ مما استدعى استبداله فوراً نتيجة أهميته في إنتاج الغاز المنزلي، ومع عدم إمكانية استيراد بديل له قبل /3/ أشهر مما يهدد بضياع كافة كميات الغاز المنزلي وعدم القدرة على استخلاصها وتوقف المعمل نهائياً، جرى العمل على إصلاح هذه الكميات من خلال عمليات كيميائية جرت ولأول مرة بخبرات وطنية لكوادر معمل مزج الزيوت أفضت إلى إصلاح كامل الكمية وتم اختبارها بنجاح.
وبالتوازي مع هذا وذاك تجري في منطقة وادي العزيب أعمال تأهيل الجزء الممتد من محطة العكيرشة (الرقة)، حتى محطة دخل حمص بطول /259/ كم وبقطر /22/ إنش، وذلك من خلال إصلاح الأضرار الناتجة عن الاعتداءات الإرهابية واستبدال بعض المقاطع بطول /3,5/ كم في أماكن متفرقة على طول الخط والتي بلغت /1200/ نقطة مع تركيب محطتي ضخ في العكيرشة وأثريا باستطاعة /10/ آلاف برميل في اليوم، ومن المتوقع إنجاز الأعمال المطلوبة خلال ستة أشهر.