واشنطن تصب الزيت على النار وتلغي القمة الأمريكية الكورية
في تطوّر لافت، أعلنت كوريا الديمقراطية أنها فككت بالكامل موقع بونغي ري للتجارب النووية الواقع في أقصى شمالي شرق البلاد بإجراء سلسلة من التفجيرات جعلت الموقع غير قابل للاستخدام، وقال معهد الأسلحة النووية في كوريا الديمقراطية قوله في بيان إنه “تم التفكيك الكامل لموقع التجارب النووية.. لضمان شفافية وقف التجارب النووية”، موضحاً أن “تفكيك الموقع تمّ بطريقة تجعل جميع أنفاق الموقع تنهار بسبب الانفجار إضافة إلى إغلاق مداخل هذه الأنفاق بشكل تام وفي الوقت ذاته تم تفجير بعض مرافق الحراسة ومواقع المراقبة في الموقع”.
وأشار المعهد إلى أن اثنين من الأنفاق التي دمرت في الجبل كانت “جاهزة للاستخدام لإجراء تجارب نووية قوية تحت الأرض في أي وقت”، وأكد أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي من الموقع أثناء التفجير.
من جهتهم قال عدد من الصحفيين، الذين دعتهم كوريا الديمقراطية لحضور عملية تفكيك الموقع، إنهم شعروا بحدوث “انفجار هائل” خلال عملية تدمير الموقع.
وكانت كوريا الديمقراطية وفي خطوة تؤكد حرصها على تحقيق الاستقرار وإرساء الأمن في شبه الجزيرة الكورية رغم الاستفزازات الأمريكية أعلنت في الـ 21 من نيسان الماضي إيقاف تجاربها النووية والصاروخية الباليستية وإغلاق موقع مخصص لمثل هذه التجارب.
وبالرغم من تلك الخطوة الايجابية أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرّر إلغاء لقاء القمة مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون الذي كان مقرراً في 12 حزيران المقبل بسبب تصريحات كيم “المعادية” الأخيرة على حدّ زعمه.
وفي رسالة وجّهها إلى الزعيم الكوري الديمقراطي ونشرها البيت الأبيض قال ترامب مخاطباً كيم: “إنني كنت أتطلع إلى لقائكم”، وتابع: “للأسف، أنا أشعر، استناداً إلى الغضب الهائل والعداء المفتوح اللذين أظهرتهما في آخر تصريح لكم، أن عقد هذا الاجتماع المخطط له منذ فترة طويلة غير ملائم في الوقت الحالي”.
مع ذلك، عبّر ترامب عن استعداده لعقد اجتماع مع كيم في وقت لاحق، قائلاً: “كنت أشعر بأن حواراً رائعاً بيني وبينكم يتم بناؤه، وهذا الحوار هو الشيء الأهم في نهاية المطاف. إنني أود كثيراً أن ألتقي بكم يوماً ما”.
وشكر الرئيس الأمريكي الزعيم كيم على الإفراج عن المواطنين الأمريكيين الذين كانوا محتجزين لدى بيونغ يانغ، معبّراً عن تقديره لهذه “الخطوة الجميلة”.
وفي وقت سابق ، انتقدت تشوي سون هوي نائب وزير خارجية كوريا الديمقراطية تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حول بلادها، مؤكدة أن بيونغ يانغ لن تجبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات عبر التهديدات.
وقالت تشوي في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية المركزية: “لا يمكنني أن أكتم مفاجأتي تجاه تصريحات جاهلة وغبية تصدر عن نائب رئيس الولايات المتحدة” واصفة تلك التصريحات بـ”الجامحة والوقحة”.
وكان بنس أدلى بتصريحات يوم الاثنين الماضي لقناة فوكس نيوز حول برنامج كوريا الديمقراطية النووي زعم فيها أن “كوريا تحاول السعي للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة مقابل وعود لا تنوي الوفاء بها”، وأضافت: “إن بيونغ يانغ لن تجبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات عبر تهديدات قيادات واشنطن”، مشيرة إلى أن بلادها لن تتوسل إلى الولايات المتحدة من أجل الحوار، وتابعت: “في حال أساءت الولايات المتحدة إلى نيّاتنا الحسنة وتمسّكت بتصرفات غير قانونية ومشينة سأتقدم باقتراح لقيادتنا العليا لإعادة النظر بالقمة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة”.
وكانت كوريا الديمقراطية هدّدت منتصف الشهر الجاري بإلغاء القمة المرتقبة بين رئيسها وترامب الشهر المقبل في سنغافورة بسبب المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية، بينما أكدت في آذار الماضي أنها لن تجلس إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة وفقاً لشروط واشنطن بل استناداً إلى مبدأ الندية والحوار المتكافئ.
وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الدفاع الصينية أن سحب الولايات المتحدة الدعوة التي وجّهتها إلى الصين للمشاركة في تدريبات بحرية دولية في المحيط الهادئ “لا يدعم الثقة والتعاون العسكري بين البلدين”، وقالت في بيان: إن “الولايات المتحدة تجاهلت الحقائق وروّجت لما يوصف بأنه عسكرة بحر الصين الجنوبي واستغلت ذلك كذريعة لإلغاء دعوة الصين”، مضيفة: إن “قرار واشنطن إغلاق الباب أمام التواصل بين الجانبين ليس بنّاء بالنسبة لتعزيز الثقة المتبادلة والتواصل بين الجيشين الصيني والأمريكي”.
وشدّدت الوزارة الصينية في بيانها على أن “بناء منشآت دفاعية صينية يهدف لحماية سيادة الدولة وحقوقها المشروعة ولا علاقة له بإضفاء الطابع العسكري على المنطقة وليس من حق الولايات المتحدة الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة بهذا الشأن”، وتابعت الوزارة: “دعوة الصين أو عدم دعوتها لا يمكن أن يغيّر من عزمها على لعب دور في حماية السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ولا يمكن أن يهزّ تصميمها الثابت على الدفاع عن سيادتها ومصالحها الأمنية”.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في إفادة صحفية: “لبكين حقوق سيادية في بحر الصين الجنوبي وليس منطقياً أن تستخدم واشنطن مثل هذا الإجراء لتحاول الضغط على الصين”.
وشاركت الصين سابقاً في تدريبات “ذا ريم أوف ذا باسيفيك” في عام 2016 التي تعدّ أكبر تدريب دولي بحري في العالم، حيث تجرى كل عامين في هاواي في حزيران وتموز.