الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

سورية في مواجهة الحرب الكونية

 

صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب بعنوان “سورية في مواجهة الحرب الكونية- حقائق ووثائق” تأليف مجموعة من الباحثين العرب وبإشراف د. نجاح العطار. وهو عمل موسوعي تحليلي وثائقي، حصيلة جهد فكري استراتيجي جماعي متكامل، شارك فيه أربعة عشر باحثاً وباحثة من بلدان عربية عديدة، تناولوا من زوايا وتخصصات وأبعاد مختلفة تجليات وأشكال الحرب العدوانية الهمجية الإرهابية التي شنت وتشن على سورية منذ سبع سنوات ونيف، مستهدفةً ليس حاضر الشعب السوري والمجتمع والدولة والجيش وقائد سورية ورمز عزتها وسيادتها، وإنما سورية التاريخ والحضارة والموقع والمكانة والدور الريادي وكل ما تعنيه بالنسبة لماضي العرب وحاضرهم ووجودهم وهويتهم ومستقبلهم.

يأتي الكتاب على قسمين:  الأول للدراسات وكانت البداية مع بحث للدكتور إبراهيم العلوش بعنوان “وثائق المؤامرة على سورية، نبذة عامة”  اعتمد فيها على مراجع ووثائق لتوثيق تلك المؤامرة للتاريخ وللأجيال القادمة، والبحث الثاني للدكتور خلف محمد جراد بعنوان “نماذج من الحرب على هويتنا الحضارية وانتمائنا القومي” يعتمد فيه على تشخيص السيد الرئيس بشار الأسد في كشف جوهر عدد من المفاهيم الهادفة لضرب الوعي الفكري عبر الغزو الثقافي أو الفكري للإنسان العربي، وللدكتور أمين محمد حطيط مساهمة واسعة بعنوان “استراتيجيات المجابهة العسكرية في مواجهة العدوان” تحدث فيها عن انتصار سورية الذي يكمن في شكل أساسي ببنية الدولة ومؤسساتها وبطريقة إدارة الصراع والإستراتيجية التي اعتمدت للمواجهة بكل أشكالها وفقاً للمراحل المتعاقبة من الأزمة”، ومن وجهة نظر القانون الدولي والحرب على سورية قدم د. حسن قاسم جوني بحث بعنوان “الحرب الكونية على سورية في ضوء القانون الدولي” طرح فيه مجموعة من الأسئلة حول موقف الدول المتداخلة في سورية؟ وكيف سوغت تدخلها العسكري؟ ماهو موقف الدولة السورية من هذا التدخل؟ وقواعد وأعراف القانون الدولي العام التي تم انتهاكها؟.

وكان للثقافة حصة في هذه الموسوعة فقد كتبت د. ناديا خوست بحثاً بعنوان “الحرب على الثقافة” تحدثت فيه عن الثقافة كمنظومة قيم إنسانية فكرية وأخلاقية وجمالية ومعمارية ذات سياق يتضمن الرؤية السياسية والتراث الوطني والهوية واللغة والولاء للوطن، وقدمت د. حياة الحويك عطية بحثاً بعنوان “حروب الإعلام وإعلام الحرب” تناولت فيه الحديث عن دور حرب الإعلام الذي مهد الطريق لحرب السلاح، ، وتحدث العميد تركي حسن في بحثه “الفصائل الإرهابية خلال الحرب على سورية” عن البنى العسكرية للمجاميع الإرهابية والجهات الداعمة إعلامياً ومالياً وعسكرياً، أما ما أصاب القضية الفلسطينية من تداعيات الحرب على سورية فقد ناقشها بها د. طلال ناجي في بحثه “الحرب على سورية وتداعياتها على القضية الفلسطينية” وقد رصد خلالها موقف سورية من القضية الفلسطينية، كما رصد نظرة الفلسطينيين للحرب على سورية، أما د. رفعت سيد أحمد فتناول الموضوع من زاوية “دور الكيان الصهيوني في الحرب على سورية” حيث أوضح أن التنظيمات التي ادعت الثورة والإصلاح أدت وظيفة للكيان الصهيوني لمنظومة العدوان المسلح على سورية والعلاقة المتبادلة بين إسرائيل والمجموعات المسلحة، وقدم الباحث الفلسطيني تحسين الحلبي بحثاً بعنوان “انتصار سورية غير ميزان القوى الإقليمي أمام الكيان الصهيوني وفي المنطقة” أما الباحث أنيس النقاش فقدم بحثاً حول “النصر السوري ودور الحلفاء” وتناول د. إسماعيل مروة موضوع “سياسية القيادة وانجازاتها في الميدان الاجتماعي والمصالحات”، وأضاء د.حيان سلمان في بحثه “الاقتصاد السوري قبل الحرب وبعدها” على الأبعاد الجيوسياسية من الحرب على سورية، وختام هذا القسم من الدراسات كان مع بحث د. محمد أشرف البيومي “سورية وركائز نهضة عربية مستقبلية ملاحظات أولية”.

القسم الثاني من الكتاب جاء بعنوان “عندما يتكلم ضمير الشعب” وهو عبارة عن قراءات في بعض كلمات السيد الرئيس بشار الأسد، حيث استحضر د. إبراهيم ناجي علوش خطاب السيد الرئيس في الملتقى الدبلوماسي “سورية من الدفاع إلى الهجوم” وقراءة أخرى لخطاب الرئيس الأسد في الملتقى العربي “نحو برنامج قومي عربي للقرن الواحد والعشرين” أما خاتمة الكتاب فكانت قراءة في خطاب “علائم النصر” للباحث أنيس النقاش الذي رأى أن علائم النصر كانت تلوح مع تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في مختلف الجبهات ضد المجموعات الإرهابية حين أطل الرئيس في خطاب أمام الجسم الدبلوماسي السوري ليلقي خطاباً مبشراً بالنصر والأهم ليضع الخطوط العريضة التي تشرح أسباب الصراع الذي جرى على سورية والحرب التي شنت عليها فقد كان خطابه هو خطاب بشائر النصر ومعالم طريق الثورة السورية المستمرة.

علا أحمد