المعروك.. الخبز الدمشقي

“تازة يا معروك، أكل الملوك يا معروك” عبارات يرددها الباعة لا نسمعها إلا في شهر رمضان، على الرغم من أنه يباع في كل أيام السنة إلا أنه يتفرد في هذا الشهر، ويصبح له ميزة خاصة فيأخذ بيع المعروك أو خبز رمضان طابعاً أكثر زخماً، حيث تتجه جميع أفران الحلويات والمخابز لصناعته وعرضه أمام الصائمين طازجاً لجذبهم، حيث يعتبر المعروك إحدى الأكلات التراثية الشامية لها أسلوبها الخاص في الصناعة، ويرجع سبب تسميته بالمعروك إلى طريقة تحضير العجينة حيث كانت النساء تتولى مهمة العرك الشديد للعجينة، وتعود تسميته بخبز رمضان كون الدمشقيين كانوا يوزعونه على الفقراء الذين يعتمدون عليه في سحورهم أو فطورهم بشكل أساسي بدلاً من الخبز، وتجمع هذه الأكلة التراثية ما بين الخبز والحلوى لكنها أقرب للخبز لطراوتها فيسميها البعض بالخبز الدمشقي لكن الكل يجمع على اسم المعروك.

توصف عملية صناعته بـ”السهلة الممتنعة” حيث يجب أن تكون المعروكة طرية جداً والحشوة موزعة بشكل جيد، وتتكون العجينة من الطحين والسكر والخميرة والزبدة والزيت النباتي والماء، إضافة إلى الحشوة المرغوبة، حيث تعرك العجينة جيداً لتصبح متجانسة، وتترك لساعة أو أكثر حتى تختمر ثم تقطع لدوائر وتحشى بعدها توضع في الفرن، وبعد خروجها ترش بجوز الهند أو السمسم، ويمكن رشها قبل إدخالها الفرن. كان يقدم في الماضي على وجبات السحور للتزود بما يحويه من مكونات غذائية مشبعة إلا أنه في الآونة الأخيرة أخذ صانعوه يتفننون في تقديمه، فمنهم من حشاه بالعجوة أو الزبيب ومنهم من أضاف له الشوكولاته، ومنهم من زينه بالقشطة والكريمة، ليغدو زاخراً بنكهات متعددة تضيف عليه الطعم اللذيذ.

ويباع المعروك دون حشوة مرشوشاً بالسمسم أو جوز الهند، أو محشي بالعجوة، بينما دخلت أصناف جديدة منه اليوم، كالمحشي بالشوكولاته والزبيب والفواكه المجففة.

علا أحمد