الصفحة الاولىصحيفة البعث

بوتين: القضاء على الإرهاب في سورية يحمي مصالح الاتحاد الروسي محاولات لإفشال المصالحات في درعا.. وأجهزة اتصال فضائي في ريف حمص

عثرت الجهات المختصة على أجهزة اتصال وبث فضائي وشبكة من الأنفاق والخنادق في بلدة تيرمعلة من مخلفات الإرهابيين قبل إخراجهم من ريف حمص الشمالي إلى شمال سورية، فيما اغتال إرهابيون من تنظيم “جبهة النصرة” زكريا العميان في بلدة تل شهاب، ليصل عدد أعضاء لجان المصالحات التي اغتالتهم التنظيمات الإرهابية في الأشهر القليلة الماضية إلى 18 عضواً من مخاتير ورؤساء بلديات ووجهاء لهم دورهم الاجتماعي بين الأهالي في مناطق انتشار الإرهابيين في درعا، ناهيك عن حالات الاختطاف والتهديد بالقتل، أو إلحاق الأذى بأسرهم، وذلك في محاولة لإعاقة قطار المصالحات من الوصول إلى هدفه المنشود في إحلال الأمن والاستقرار في مختلف المناطق على امتداد جغرافيا الوطن.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال برنامج الخط المباشر السنوي مع المواطنين الروس، أن الدولة السورية حررت أغلبية المناطق التي كانت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية بدعم من القوات الروسية، مبيناً أن خطة العمل في المرحلة المقبلة هي التركيز على التسوية السياسية للأزمة في سورية، وأوضح أن القضاء على الإرهاب في سورية يحمي المواطنين الروس ومصالح الاتحاد الروسي من خطر الإرهابيين، فيما أكد برلمانيون روس وكازاخيون ضرورة مواصلة دعم سورية في مواجهة الإرهاب.

وفي التفاصيل، عثرت الجهات المختصة، وخلال متابعتها تمشيط ريف حمص الشمالي، على شبكة من الخنادق والأنفاق الطويلة والمعقدة والمتفرّعة، حفرها الإرهابيون تحت المدارس ومنازل المواطنين ومزارعهم في بلدة تيرمعلة، كما عثرت أيضاً على كمية من الأسلحة ومقرات وأجهزة اتصال وبث فضائي كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها في التواصل فيما بينها ومع الدول الداعمة لها.

وأشار مراسل سانا إلى أن الجهات المختصة تعمل على تأمين جميع مدن وبلدات وقرى الريف الشمالي عبر إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون تمهيداً لعودة المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بشكل آمن.

ولفت أحد القادة الميدانيين إلى أنه بعد تحرير بلدة تيرمعلة، وإعلانها خالية من الإرهاب والإرهابيين، تمّ تمشيط النقاط الأمامية التي كانت تتحصن فيها المجموعات الإرهابية، واكتشاف شبكة أنفاق ضخمة يصل عمقها إلى 15 متراً، وفيها عدة طلاقيات بغية الاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري في المنطقة، مشيراً إلى أنه سيتم التعامل مع هذه الشبكة من الأنفاق وتدميرها وإغلاقها، وبيّن أن وحدات الجيش شكّلت خط دفاع قوياً أثناء انتشار المجموعات الإرهابية في بلدة تيرمعلة، وأفشلت جميع محاولاتها في التسلل والاعتداء على النقاط العسكرية جنوب البلدة.

وأعلن ريف حمص الشمالي خالياً من الإرهاب في الـ 16 من الشهر الماضي بعد تسليم الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية أسلحتهم وذخيرتهم وإخراجهم إلى شمال سورية.

وفي درعا، أشارت مصادر محلية إلى أن عمليات الاغتيال وحالات الخطف التي يتعرض لها أعضاء لجان المصالحة ناجمة عن تراجع سطوة الإرهابيين، وفقدانهم السيطرة على المواطنين بعد انكشاف أمرهم وممارساتهم بحق الأهالي، الأمر الذي يدفعهم لترهيب من يتبنون هذا الخيار، وتوضّح أن معظم عمليات الاغتيال حصلت بمناطق ريف درعا الشرقي، كصيدا والغارية والجيزة، وفي الريف الشمالي كداعل والصنمين، حيث ينتشر تنظيما “داعش” والنصرة الإرهابيان.

ومن أبرز أعضاء لجان المصالحات الذين تمّ اغتيالهم خلال الفترة الماضية المهندس محمود البلخي مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في درعا، حيث اختطف، وتعرّض جسده للتنكيل في بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، وعامر الشلياني رئيس بلدية الغارية الذي قُتل رمياً بالرصاص في بلدته على يد إرهابيي “جبهة النصرة”، وناجي مصطفى رئيس بلدية عابدين قتله إرهابيو “داعش”، وزكريا العميان من بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، وزاهر برغوث تمّت تصفيته من قبل إرهابيي “داعش” بريف درعا الغربي، وتوفيق الغنيم ومحمد الغنيم وموفق الغنيم قتلوا رمياً بالرصاص على طريق الغارية- المسيفرة، وجمال اللباد رئيس لجنة المصالحة في الصنمين، حيث تمّت محاولة اغتياله بعبوة ناسفة، ومحمد الشحادات من داعل الذي اختطف وقُتل على يد إرهابيي جبهة النصرة في داعل وغيرهم.

وتحاول التنظيمات الإرهابية الممولة من الخارج تعطيل سير المصالحات المحلية التي تم إنجازها في العديد من القرى والبلدات ضمن مشروع مجتمعي بمحددات وطنية، قوامها الأهالي الذين يريدون تفويت الفرصة على أعداء الوطن، والتعاون مع الجهات الحكومية لتوفير حياة مستقرة وآمنة، وتؤكد المصادر المحلية في المناطق، التي ما تزال تشهد انتشاراً للتنظيمات الإرهابية في درعا، أن وتيرة الاغتيالات لأعضاء لجان المصالحة ارتفعت خلال الأيام الماضية نتيجة مخاوف التنظيمات الإرهابية مما ينتظرها مع احتمالات الجنوح إلى تحقيق مصالحات محلية على امتداد المحافظة حقناً لدماء السوريين في ظل الحديث عن عملية عسكرية للجيش العربي السوري في حال أفشل الإرهابيون تلك الجهود الرامية إلى تحقيق مصالحة وإعلان جنوب سورية خالياً من الإرهاب.

بوتين: الدولة السورية حررت أغلبية المناطق من الإرهابيين

سياسياً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مهمة القوات الروسية في سورية بالغة الأهمية لجهة القضاء على الإرهاب فيها، وأشار، خلال برنامج الخط المباشر السنوي مع المواطنين الروس، إلى أن الدولة السورية حررت أغلبية المناطق التي كانت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية بدعم من القوات الروسية، مبيناً أن خطة العمل في المرحلة المقبلة هي التركيز على التسوية السياسية للأزمة في سورية.

وأوضح بوتين أن القضاء على الإرهاب في سورية يحمي المواطنين الروس ومصالح الاتحاد الروسي من خطر الإرهابيين الذين تسلّحوا وتجمّعوا في سورية بأعداد كبيرة، حيث إن قسماً منهم ينحدر من روسيا ودول آسيا الوسطى، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية الواسعة باستخدام القوات المسلحة الروسية توقّفت، وليست هناك ضرورة لها، وبيّن أن التعامل مع الإرهابيين الذين تجمعوا في سورية والقضاء عليهم هناك “كان أفضل من انتظار مواجهتهم في روسيا”، مشدداً على أن سورية “ليست ميداناً لتجربة الأسلحة الروسية، بل جرى استخدام الأسلحة الروسية هناك للقضاء على الإرهابيين”.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن استخدام القوات المسلحة في الظروف القتالية يؤدي إلى خسائر في الأرواح، وقال: “لن ننسى خسائرنا أبداً، ولن نترك عائلات زملائنا الذين لم يعودوا إلينا من الأرض السورية”.

ورداً على سؤال الحدود الزمنية لوجود القوات الروسية في سورية، قال بوتين: “الحديث لا يدور عن مجرد مجموعة عسكرية منتشرة في البلاد، وإنما عن موقعين للمرابطة بطرطوس وحميميم بموجب اتفاق مع الحكومة السورية وعلى أساس القوانين الدولية”، مضيفاً: “في الوقت الراهن لا نخطط لإعادة هذه الوحدات”، وأوضح “أن روسيا لا تقيم منشآت طويلة الأمد في موقعي مرابطة قواتها”، لافتاً إلى “أنهما ليسا قاعدتين للجيش الروسي في سورية”.

وقال بوتين: “نستطيع في حال تطلبت الضرورة إعادة جميع عسكريينا من سورية في فترة سريعة بما فيه الكفاية، لكن في الوقت الراهن ثمة حاجة إلى وجودهم هناك لأنهم ينفذون مهمة في غاية الأهمية تشمل ضمان أمن روسيا ومصالحها، ووجودهم سيستمر طالما كان ذلك مفيداً بالنسبة لروسيا ولتطبيق التزاماتنا الدولية.

إلى ذلك، أكدت عضو مجلس الدوما الروسي ايرينا ياروفايا أن وقوف روسيا إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب الدولي يأتي في إطار سياساتها القائمة على دعم الأمن والسلام الدوليين، وأضافت: “إننا كمواطنين ونواب في البرلمان الروسي نشعر بالارتياح للدعم الذي قدمته الحكومة الروسية للشعب السوري، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الدولي، لأننا نؤمن بمبدأ السلام غير المجزأ، وضرورة ضمان الأمن للجميع”.

بدوره قال النائب في الدوما عن الحزب الشيوعي الروسي فلاديمير كاشين: إن الوضع الدولي يعاني مشكلات وصعوبات وتعقيدات عديدة جراء سياسة الولايات المتحدة “الهوجاء” التي تمارسها في أغلب دول العالم عبر فرض العقوبات وبث العداوة والخصومة بين الشعوب، لافتاً إلى الدور التخريبي الذي لعبته الولايات المتحدة في العراق وسورية وأوكرانيا، وعبّر عن التقدير العالي لبسالة الجيش العربي السوري “الذي أبهر العالم بتصديه للتنظيمات الإرهابية ولدول العدوان دفاعاً عن أرضه وحريته واستقلاله بالتنسيق مع حلفائه وأصدقائه”، معرباً عن تمنياته للشعب السوري بمزيد من الانتصارات وعودة السلام والأمان إلى ربوع بلاده.

وفي تصريح مماثل قال نائب رئيس مجلس الشعب في كازاخستان فلاديمير بوجكو: إن المشاركين في المنتدى البرلماني الدولي الذي عقد في موسكو عبّروا عن رفضهم لتدخل الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة في شؤون سورية الداخلية ودعمهم للإرهاب العابر للقارات فيها، وأضاف: إن المشاركين في المنتدى دعوا إلى ضرورة أن تكف الدول الداعمة للإرهاب الدولي عن التدخل بالشأن السوري، وأن تعمل على المساعدة في حل الأزمة، والمساهمة بإعادة إعمار البنى التحتية التي دمرها الإرهاب.

براغ: انتصار سورية على الإرهاب مصلحة أوروبية

وفي براغ، أكد نائب رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي، رئيس اللجنة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية، ستانيسلاف غروسبيش، أن من مصلحة الأوروبيين جميعاً انتصار سورية على الإرهاب واستقرار الأوضاع فيها، وانتقد تمديد الاتحاد الأوروبي للإجراءات القسرية المفروضة على سورية، مؤكداً أنها غير مبررة وعقيمة، وأن الدول التي مارست العدوان على سورية، ولا سيما بريطانيا وفرنسا هي التي وقفت وراء تمديدها، موضحاً أن هذه الإجراءات تؤثر سلبياً على حياة الناس العاديين، الأمر الذي يوجب إلغاءها.

وأعلن مجلس الاتحاد الأوروبي في الـ 28 الشهر الماضي تمديد إجراءاته القسرية الظالمة على سورية لمدة عام آخر حتى 1 حزيران 2019.

وكان نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، مؤكداً أنه من المعيب أن يقوم بعض الموجودين في البرلمان الأوروبي بالعمل القذر لمصلحة الإرهابيين الذين يقتلون ويسفكون دماء السوريين والأوروبيين أيضاً.

وجدد نائب رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي التأكيد على دعم حزبه للشعب السوري في حربه ضد التطرف والإرهاب ولوحدة وسيادة سورية، ورفضه الوجود العسكري الأمريكي والتركي على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا الوجود هو احتلال.

الشيوعي الكوبي: دعم سورية في كل المجالات

وفي هافانا، جدد خوسيه رامون بالاغير، رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، مواقف بلاده الداعمة لسورية في كل المجالات، ولا سيما في حربها ضد الإرهاب، ونوّه، خلال لقائه وزير الإعلام عماد سارة في مقر اللجنة في هافانا، بتضحيات الجيش العربي السوري والبطولات التي يسطرها في مواجهة الإرهاب، وإفشال المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

من جانبه أكد الوزير سارة أن الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب وداعميه مهّدت الطريق للبدء بعملية إعادة الإعمار ودفع العملية السياسية، لافتاً إلى أن الإعلام الوطني تصدى للحرب الإعلامية التي تعرضت لها سورية منذ البداية ومنعها من تحقيق أهدافها، منوهاً بالدعم الذي قدمته وسائل الإعلام الصديقة لمواجهة تلك الحرب، ونقل حقيقة ما يجري في سورية للرأي العام العالمي.

حضر اللقاء سفير سورية في كوبا إدريس ميا والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

قوى عروبية: أطماع أردوغان مجرد أوهام

وفي بيروت، أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة أفشلت المخططات الإرهابية الإسرائيلية الأمريكية في العديد من دول المنطقة.

وفي القاهرة، دعت البرلمانية المصرية مارغريت عازر، وكيلة لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، المؤسسات الدولية إلى وضع حد لاعتداءات النظام التركي على الأراضي السورية، وقالت: “لا يمكن أن نفهم ازدواجية المعايير التي تعمل بها الأمم المتحدة.. فلا بد من إدانة واضحة لتجاوزات النظام التركي وتدخل فاعل للمجتمع الدولي لوقف الجرائم التي يرتكبها”، وأضافت: إن سورية والمنطقة العربية تتعرضان لمؤامرات ومحاولات تفكيك وتقسيم وفق مخططات موضوعة لخدمة دول استعمارية، مشيرة إلى أن من ضمن تلك المؤامرات ما يخطط له النظام التركي ضمن مطامعه لبسط نفوذه على دول المنطقة، وشددت على أن ما يطمع به نظام رجب طيب أردوغان مجرد أوهام لا يمكن أن تفصل عن الأطماع الإسرائيلية، فجميعها تريد الخراب والدمار لسورية والدول العربية.