الصفحة الاولىصحيفة البعث

قمة السبع تفشل و ترامب يسحب توقيعه

 

اختتمت قمة مجموعة السبع أعمالها، وفي مفاجأة للمشاركين، سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لبيان مشترك صدر في نهاية القمة التي عقدت، أول أمس، في كندا بسبب نزاع حول التجارة متهماً رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي ترأس القمة بأنه “غير نزيه وضعيف”.

وقال ترامب في تغريدة كتبها على متن الطائرة الرئاسية: “بناء على تصريحات جاستن المغلوطة في مؤتمره الصحفي، ونظراً إلى أن كندا تفرض رسوماً جمركية هائلة على مزارعينا وعاملينا وشركاتنا، فقد طلبت من ممثلينا الأمريكيين سحب التأييد لبيان مجموعة السبع”، وجدّد تهديداته بأن إدارته تدرس فرض رسوم جمركية على السيارات التي تغرق السوق الأمريكية.

وجاءت تغريدة ترامب بعد ساعات فقط من اختتام القمة، وفي وقت كان قادة مجموعة السبع بدؤوا مغادرة كندا.

وفي أول رد عليها قال مكتب ترودو في بيان: “نحن نركّز على كل ما تم إحرازه في قمة مجموعة السبع.. إن رئيس الوزراء لم يقل خلال مؤتمره الصحفي شيئاً مخالفاً لما كان قاله سابقاً بشكل علني، وفي المحادثات الخاصة مع ترامب”.

يذكر أن أوروبا ترفض قرار واشنطن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي، حيث رفع الأخير شكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية، وأعد لائحة بالرسوم الجمركية ضد بعض المنتجات الأمريكية، لكن دون أن تدخل بعد حيز التنفيذ.

من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن التعاون الدولي لا يمكن أن يكون رهناً لنوبات غضب أو انتقادات، معتبرةً أن انسحاب ترامب من الإعلان الختامي لقمة مجموعة السبع ينم عن قلة تماسك، وقلة انسجام مع نفسه.

وجاء في بيان نشره قصر الإليزيه: “أمضينا يومين للتوصل إلى نص والتزامات.. نحن متمسكون بها، وأي طرف يتخلى عنها، ويدير ظهره يبرهن على قلة تماسك، وقلة انسجام مع نفسه”، ولفت في بيانه إلى أن التعاون الدولي لا يمكن أن يكون رهناً لنوبات غضب أو انتقادات، داعياً إلى الجدية والارتقاء بمستوى يليق بشعوب أوروبا.

وجدّدت فرنسا وأوروبا تمسكهما بدعم البيان، وأعربا عن الأمل بأن يتخذ جميع الأعضاء الموقعين على البيان الموقف نفسه.

وجاء رد فعل الإليزيه بعد ساعات قليلة على سحب ترامب تأييده للبيان المشترك الصادر في نهاية القمة.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: إن ترامب يُدمّر الثقة التي تجمع واشنطن بأوروبا، لافتاً إلى ضرورة أن تقف أوروبا موحدة للدفاع عن مصالحها، وانتقد، في تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إعلان ترامب سحب تأييده للبيان الختامي الصادر في نهاية قمة مجموعة السبع، مؤكداً أهمية أن تقف أوروبا موحدة للدفاع عن مصالحها بطريقة أكثر شدة، والرد على أمريكا أولاً، وخاطب ترامب: “بوسعك في تغريدة أن تدمّر بسرعة مقداراً لا يصدق من الثقة، وهذا ما يجعل من المهم جداً أن تقف أوروبا موحدة للدفاع عن مصالحها”.

وحاول كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لاري كادلو التنصل من تبعات مواقف رئيسه، وتحميل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مسؤولية “فشل قمة مجموعة السبع” متهماً الأخير “بطعن بلاده في الظهر”، وقال: “إن ترودو عقد مؤتمراً صحفياً، وذكر أن الولايات المتحدة مهينة”، معتبراً أن تصريحات رئيس الوزراء الكندي بمثابة “خيانة”.

وفي وقت سابق، وصف رئيس الوزراء الكندي خلال مؤتمر صحفي تذرّع ترامب بهواجس الأمن القومي لفرض رسوم على الصلب والألمنيوم بأنه “مهين” للمحاربين الكنديين القدامى الذين قاتلوا إلى جانب الحلفاء الأمريكيين.

وقال ترودو: “أبلغ ترامب بأسفي بمنتهى الوضوح على مضيّ كندا قدماً في فرض إجراءات انتقامية اعتباراً من 1 تموز المقبل، بتطبيق رسوم تعادل تلك التي فرضها علينا الأمريكيون ظلماً”.

وبخصوص رفع العقوبات المفروضة على روسيا، أكد رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي جهود وتوجهات بلاده من أجل رفع تلك العقوبات، فضلاً عن تأييده لدعوة الرئيس الأمريكي إلى عودة روسيا إلى G7.

وقال كونتي في مؤتمر صحفي عقب قمة مجموعة السبع: “فيما يخص روسيا، موقفنا واضح، نحن لا نغيره من يوم لآخر، ورفع العقوبات لا يمكن تحقيقه في يوم واحد، لكننا نعمل، وسنعمل من أجل رفع العقوبات”.

وأضاف كونتي: “بالطبع هذه العقوبات مرتبطة باتفاقات مينسك التي يجب تنفيذها، لذا لا يمكن إزالة العقوبات خلال يوم واحد، ولكننا سنعمل في هذا الاتجاه”.

وتابع كونتي: “قلت لشركائنا الأوروبيين: إنني آمل أن تحظى روسيا مرة أخرى بمكان في اجتماع المائدة المستديرة لمجموعة الثماني”، موضحاً أن مشاركة روسيا فيها ستساهم في جمعهم وإمكانية معالجة عدد من القضايا على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن روسيا تلعب دوراً رئيسياً في العديد من الأحداث الدولية.

وجاءت تصريحات كونتي بعد إصدار دول مجموعة G7 البيان الختامي المشترك الذي أعرب فيه زعماء هذه الدول عن استعدادهم لتوسيع العقوبات المفروضة على روسيا، وربطوا رفع العقوبات بتنفيذ روسيا لاتفاقات مينسك حول التسوية في جنوب شرق أوكرانيا.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبّر، أول أمس، في مؤتمر صحفي في كندا، عن رغبته في بناء علاقات استراتيجية مع روسيا من أجل تصحيح أخطاء الماضي، معتبراً أنه من المهم بناء علاقات وثيقة مع روسيا للقضاء على مشكلات عديدة.

بينما أعرب ترامب على هامش القمة عن ثقته بأن عودة روسيا إلى مجموعة G7 ستكون مفيدة للجميع، مؤكداً أن بعض أعضاء المجموعة أبدوا دعمهم للفكرة.