الصفحة الاولىصحيفة البعث

لقاءات مكثّفة في سنغافورة قبيل القمة الأمريكية الكورية الديمقراطية

 

عشية اللقاء التاريخي المرتقب بين رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقد مسؤولون من كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة لقاءات تمهيدية في سنغافورة لتقريب وجهات النظر بين البلدين، فيما التقى ترامب مع رئيس وزراء سنغافورة، لي هسيين لونج، وذلك غداة اجتماع جمع الأخير مع الرئيس كيم.

وجرى لقاء ترامب ولي خلف الأبواب المغلقة، وامتنع الجانبان عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية حول نتائجها، وتابعا محادثاتهما أثناء الغداء.

وفي وقت سابق، أعرب ترامب عن ارتياحه لوصوله إلى سنغافورة، حيث كتب في تغريدة له: “شيء عظيم أن أكون في سنغافورة، فالأجواء يسودها الحماس والإثارة!”.

وفي سياق متصل، أجرى رئيس الوزراء السنغافوري فيفيان بلاكريشنان لقاء مع نظيره الكوري الديمقراطي ري يونغ هو، مشيراً في تغريدة على تويتر: “مسرور أن أرى وزير خارجية كوريا الديمقراطية ري يونغ هو، في لقاء مقتضب هنا في وزارة الخارجية، وذلك بعد أربعة أيام فقط من استضافته اللطيفة لي في بيونغ يانغ”.

وأيضاً، اجتمع مسؤولون من كوريا الديمقراطية مع السفير الأمريكي لدى الفلبين سونغ كيم، الذي تولّى في الأشهر الأخيرة تنسيق المشاورات مع بيونغ يانغ تحضيراً للقمة التاريخية، ووصف وزير الخارجية الأمريكي، في تغريدة له، اللقاءات التي شهدتها سنغافورة، بما في ذلك اجتماع السفير كيم مع الوفد الكوري، بأنها كانت “غنية وتفصيلية”.

وأعرب بومبيو عن تفاؤله بنجاح لقاء القمة المرتقبة، مشيراً إلى أن المحادثات بين الجانبين، التي تسبق تلك القمة، تتقدّم بسرعة، مضيفاً: “إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية فريدة إلى بيونغ يانغ فيما يتعلّق بتخليها عن برنامجها النووي”، وأشار إلى أن تلك الضمانات مختلفة عن تلك التي عرضت حتى الآن، دون أن يوضّح ماهية تلك الضمانات.

وأكد بومبيو أن بلاده ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ونهائي يمكن التحقّق منه.

وكان الرئيسان الأميركي والكوري الديمقراطي وصلا الأحد إلى سنغافورة، والتقى الرئيس كيم رئيس سنغافورة مثنياً على استضافته للقمّة.

كما وصل الرئيس الأميركي على رأس وفد يضمّ وزير خارجيّته مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وكبير موظفي البيت الأبيض، والمتحدّثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.

وفي بداية الشهر الجاري أكدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض أن هناك تقدّماً ملحوظاً في المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ، كما كشفت عن مفاوضات يجريها وفد أميركي مع كوريا الديمقراطية في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، فيما صرّح الرئيس الأميركي أيار الماضي أن “الأمور تسير بشكل جيد” باتجاه انعقاد قمة بينه وبين الزعيم الكوري الديمقراطي في سنغافورة.

هذا ومن المقرّر أن يلتقي ترامب مع جونغ أون في منتجع جزيرة سنتوسا بسنغافورة اليوم الثلاثاء، حيث ستركّز القمة على المباحثات حول برنامج بيونغ يانغ النووي، والحصول على مساعدات اقتصادية من واشنطن.

يذكر أن أسباب اختيار سنغافورة لعقد القمة جاء لأنها تمثّل أرضاً محايدة بالنسبة للبلدين، ولديها علاقات دبلوماسية مع واشنطن وبيونغ يانغ، إضافة إلى علاقاتها الجيدة مع الصين، إضافة إلى الوضع الأمني المستقر في هذا البلد، حيث استضافت سنغافورة العديد من القمم والمؤتمرات.

في الأثناء، حذّرت الخارجية الإيرانية كوريا الديمقراطية ودعتها إلى أخذ الحيطة من الوعود الأمريكية، وقال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي: “طهران تدعم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وتدعم أية خطوة تصب في صالح استقرار تلك المنطقة، إلا أننا لا يمكننا أن نثق بالولايات المتحدة.. ندعو كوريا الديمقراطية إلى أخذ الحيطة والحذر أمام الوعود الأمريكية”.

يذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت في الـ8 من أيار الماضي انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، واستئناف العمل بكافة العقوبات التي علقت نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة، الأمر الذي استهجنته باقي الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق، وأصرت على البقاء في الاتفاق النووي الإيراني وتنفيذه بالكامل.