الإجراءات الرادعة وغرف العمليات تخفض المخالفات الامتحانية مقارنة بالأعوام السابقة
لم تشهد العملية الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي لهذا العام خروقات وعمليات غش مؤثرة على حسن سير الامتحانات مقارنة بالأعوام السابقة التي كثرت حالات الغش مع نقل وإلغاء مراكز امتحانية؛ مما يؤكد حرص وزارة التربية مع عودة الأمن والأمان لأغلب مناطق القطر على ضبط العملية الامتحانية باتخاذ إجراءات رادعة وتطبيق الأنظمة والتعليمات الوزارية الضابطة للامتحانات وذلك بالتشديد على المراقبة من خلال تشكيل غرفة عمليات لمتابعة “الشاردة والواردة”، والرد على الاستفسارات والتساؤلات التي ترد حول أسئلة الامتحان ومعالجة الأمور الطارئة مع الاتصال بغرفة المتابعة في الإدارة المركزية لمعالجة الإشكالات التي تعترضها وإبلاغها عن الحالات الطارئة على الفور وذلك حسب التعليمات الامتحانية.
إلا أن مشكلة الغش في الامتحانات يصعب ضبطها بالكامل، ولاسيما أن لها صوراً متعددة وأشكالاً متنوعة وأساليب يتبعها الطلبة في الغش كاستعمال قصاصات ورق صغيرة والنظر إلى الجدار والنقل منه والكتابة على المقعد الذي يجلس عليه، أو عن طريق إدخال الهاتف الجوال. وحسب دراسة تربوية أعدها مختصون على عدد معين من الطلبة كانت نسبة اتباع طرق الغش كالنقل من أوراق مكتوبة بخط صغير نسبة 30 % و نسبة 25% التحدث مع الزميل و15% النظر إلى ورقة الزميل و 14% كتابة على المقعد و 16% استخدام أجزاء الجسم للكتابة كاليد والرجلين، ويوضح خبير اجتماعي تربوي أن ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي كله ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، مشيراً إلى أن نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته يتحمل جزءاً من تفشي هذا السلوك، إضافة إلى إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية وضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب مع عدم الرغبة في الدراسة وغياب تحمل المسؤولية من قبل الطالب مع ضعف الاستعداد الكافي للامتحان.
ودعا الخبير التربوي إلى تفعيل دور المرشد التربوي والنفسي في مساعدة الطلبة على كيفية الاستعداد للامتحان والتخفيف من القلق الناجم عنه لما لذلك من أثر على أداء الطالب في الموقف الاختباري وتوضيح للطلبة الأضرار الناجمة من هذه السلوكيات الخاطئة من أجل الوصول إلى مستوى عالٍ من الأخلاق والسلوكيات الإيجابية، إضافة إلى إقامة الندوات التربوية التوعوية مع أهمية تطوير نظام التقويم التربوي للامتحانات بحيث يرتكز على قواعد الاستنتاج واكتساب المهارات والابتعاد عن الحفظ حيث لا مكان للغش فيها باستخدام الوسائل الحديثة في التقويم، حسب ما تنتهجه وزارة التربية وفق المناهج المطورة، حيث تسعى التربية إلى الوصول لامتحانات تعكس مفاهيم المناهج الجديدة وترسم شخصية الطالب المتمكن بمهارات وفهم للمادة، مما يقلل حالات الاعتماد على الغش لتتلاشى ثقافة الغش عند البعض من الطلاب بالتزامن مع اتخاذ عقوبات رادعة للمرتكبين من قبل وزارة التربية مما سيؤدي إلى مخرجات تربوية تكون جاهزة لمدخلات التعليم العالي وتحقيق التكامل بين الوزارتين، وهذا ما أكده مدير الامتحانات في وزارة التربية يونس فاتي الذي أوضح أن الوزارة استنفرت جميع كوادرها بكامل طاقاتها لاتخاذ جميع الإجراءات لخدمة العملية الامتحانية وتحقيق العدالة والنزاهة بين الطلاب بعد موسم دراسي قضاه الطلبة بالجهد والدراسة والسهر ليقطف ثمار النجاح.
وكشف فاتي في تصريح خاص لـ”البعث” عن 4104 حالات غش مخالفة للتعليمات الامتحانية، حيث تمت معالجتها وفق أحكام المرسوم 153لعام 2011 وتعليماته التنفيذية والبلاغات الوزارية ذات الصلة، مشيراً إلى أن الوزارة في كل عام تتخذ منذ بداية الدورة الامتحانية جميع الإجراءات اللازمة لإنجاح العملية الامتحانية بالتعاون مع الوزارات المعنية والجهات المختصة لتأمين الجو الأمن والمناسب لأبنائنا الطلاب في المراكز الامتحانية وضبط أي حالة يمكن أن تعكر صفو الامتحانات.
وحول عمليات التصحيح لفت فاتي إلى استمرار مديريات التربية في عمليات التصحيح لأوراق الشهادة الثانوية بكافة فروعها في عملها أثناء فترة الامتحانات وخلال العطل الرسمية بما فيها عطلة عيد الفطر، حيث عطلت في اليوم الأول فقط، وتابعت لجان التصحيح عملها في اليوم الثاني بغية إنجاز العمل وإصدار النتائج، بالتوازي مع عمليات تدقيق القسائم الواردة إلى الوزارة بعد إنجاز عملية التصحيح، وإدخال البيانات في مركز الحاسوب، وهي مستمرة حتى إنجاز العمل كاملاً بما في ذلك أيام العطل مع وجود لجان مختصة من ذوي الخبرة والسرعة والأمانة، تمهيداً للبدء بعملية التنتيج، وإصدار النتائج بعد استكمال البيانات.
علي حسون