قواتنا المسلحة تؤمن الطريق الدولية من معبر نصيب حتى خربة غزالة السيطرة على أم المياذن وكتيبة الدفاع الجوي.. والحياة تعود إلى طبيعتها في درعا
استكملت قواتنا المسلحة أمس عملياتها العسكرية في درعا وريفها وسط فرحة الأهالي وترحيبهم بانتصارات الجيش على الإرهاب وداعميه، وقد تمكّن بواسل جيشنا أمس من تأمين الطريق الدولية من معبر نصيب حتى جسر خربة غزالة شمال مدينة درعا بعد إغلاقه لنحو 3 سنوات نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية، فيما باشرت الورشات الخدمية بإزالة السواتر تمهيداً لفتح الطريق في أقرب وقت ممكن.
وفيما أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على بلدة أم المياذن، وعلى كتيبة الدفاع الجوي والتلال المحيطة بها على الأطراف الغربية لمدينة درعا بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية فيها، واصلت المجموعات المسلحة المنتشرة في مدينة بصرى الشام تسليم أسلحتها الثقيلة للجيش، وذلك في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه فيها.
وبعد أقل من يومين على دحر التنظيمات الإرهابية من بلدة النعيمة شرق مدينة درعا ورفع العلم الوطني فوق معبر نصيب، غصت شوارع مدينة درعا بسكانها الذين عانوا لسنوات من الاعتداءات بالقذائف ورصاص القنص من إرهابيين، تحصنوا في البلدة قبل اندحارهم صاغرين على أيدي رجال الجيش. في وقت رحّب أهالي بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي بجنود الجيش وحيّوا انتصاراته على الإرهاب، بينما أكد أهالي 22 قرية في ريفي حمص وحماة الوقوف يداً واحدة خلف الجيش العربي السوري حتى تحقيق النصر على الإرهاب.
وفي التفاصيل، أمنت وحدات من الجيش الطريق الدولية من معبر نصيب حتى جسر خربة غزالة شمال مدينة درعا بعد إغلاقه لنحو 3 سنوات نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية، وبعد تمشيط الطريق ومحيطها من قبل عناصر الهندسة في الجيش العربي السوري، باشرت الورشات التابعة لمديرية الخدمات الفنية بمحافظة درعا “اليوم” بإزالة السواتر الترابية والعوائق الاسمنتية وغيرها التي وضعها الإرهابيون لقطع الطريق في حين سيتم العمل على تقييم وحصر الأضرار التي لحقت بمركز نصيب لإعداد دراسات لجهة إعادته للخدمة بالسرعة المطلوبة.
محافظ درعا محمد خالد الهنوس، أشار في تصريح للصحفيين إلى أن الطريق الدولية بحاجة لأعمال صيانة في عدة مواقع بسبب تعرضها لأضرار نتيجة انفجار سيارات مفخخة للإرهابيين في موقعي جسر النجيح وخربة غزالة، مبيناً أن استعادة وحدات الجيش العربي السوري للمعبر والطريق المؤدية إليه تعد إنجازاً كبيراً في المعركة المستمرة ضد الإرهاب.
ولفت مدير الخدمات الفنية المهندس كمال برمو إلى أنه بعد دخول بواسل الجيش إلى معبر نصيب الحدودي باشرت الآليات الهندسية بإزالة السواتر الترابية والعوائق على الطريق الدولية بين المعبر وجسر خربة غزالة كحل إسعافي لوضعها في الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة، وستتبعه مباشرة عملية إعادة تأهيل شاملة للطريق بعد الكشف عليها من قبل لجنة متخصصة من وزارة النقل.
من جانبه بيّن مدير فرع المواصلات الطرقية المهندس أحمد زين العابدين أن المرحلة الثانية من العمل تشمل أعمال التعبيد والقشط وإعادة تأسيس الجسور لضمان إعادة مستوى الخدمة التي يقدمها الطريق، كما كانت منذ أكثر من سبع سنوات.
المهندس محمد دخل الله من مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية، أكد أن الطريق ستكون في خدمة كل القوافل التجارية بعد نحو أسبوع، لافتاً إلى أنه تم تكليف المؤسسة من وزارة النقل لإعادة فتح الطريق من جسر الغارية الغربية حتى معبر نصيب بعد تنفيذ أعمال الصيانة وترحيل السواتر المختلفة والأنقاض التي خلّفها الإرهابيون.
في الأثناء، نفّذت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة عمليات مكثفة على تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في قرية أم المياذن، أسفرت عن إحكام السيطرة على البلدة الواقعة شمال بلدة نصيب بالقرب من الحدود الأردنية بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
وفي وقت لاحق حررت وحدات من الجيش كتيبة الدفاع الجوي والتلال المحيطة بها على الأطراف الغربية لمدينة درعا وصولاً للطرق المؤدية الى الجمرك القديم ومعبر نصيب، وقامت عناصر الهندسة على الفور بفتح السواتر وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون على الطريق.
الحياة تعود إلى طبيعتها في درعا
وبعد أقل من يومين من إنهاء الوجود الإرهابي في بلدة النعيمة وانتشار عناصر الجيش في معبر نصيب الذي يعد البوابة الجنوبية لسورية مع الأردن أشاع ذلك ارتياحاً واسعاً بين أهالي مدينة درعا الذين يتطلعون بأمل وثقة بالجيش العربي السوري لتطهير جنوب المدينة وجنوبها الشرقي من المجموعات الارهابية المنتشرة في أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم النازحين.
ومع عودة الحياة الطبيعية لأحياء مدينة درعا الآمنة بعد أيام عصيبة مرت عليها بفعل الاعتداءات اليومية بمئات القذائف، شهدت شوارعها وفعالياتها التجارية المحلية نشاطاً ملحوظاً وإقبالاً كبيراً من الناس على ممارسة حياتهم بعيداً عن الخوف الذي بددته انتصارات الجيش العربي السوري في معظم انحاء المحافظة والمصالحات المحلية في عدد من قراها وبلداتها.
وعبّر الأهالي في تصريحات لمراسلة سانا بدرعا عن فرحتهم وغبطتهم لتخليصهم من قذائف الموت والدمار التي استهدف بها الإرهابيون أحياء المدينة الآمنة على مدار سنوات، مؤكدين أن ذلك جاء ثمرة لتضحيات الجيش وبطولات رجاله الميامين، إضافة إلى صمود أهل المدينة وصبرهم على بلوى الإرهاب التكفيري، ويؤكد الأهالي وأصحاب المحال التجارية أن تحرير معبر نصيب من الإرهابيين سينعش الحركة الاقتصادية في درعا بالدرجة الأولى، وسينعكس إيجاباً على سورية عموماً، وذلك بعد إعادة تأهيل المعبر وفتحه أمام حركة القوافل التجارية.
من جهة ثانية جرى أمس استلام دبابتين من المسلحين في بصرى الشام في سياق الاتفاق على أن تتواصل العملية حتى الانتهاء من تسليم السلاح الثقيل والمتوسط في جميع المدن والبلدات التي انضمت إلى الاتفاق.
أهالي 22 قرية في ريفي حمص وحماة: يد واحدة خلف الجيش
وفي ريف حمص أكد المجتمعون في خيمة وطن التي أقيمت أمس في ساحة المختار بقرية كفرلاها الوقوف يداً واحدة خلف الجيش العربي السوري حتى تحقيق النصر على الإرهاب، وضم اللقاء الذي جاء بعنوان “لقاء الأحبة” ممثلين عن مختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية والأهلية والدينية من 22 بلدة وقرية في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، حيث أجمعت الكلمات التي ألقيت على وحدة السوريين والتعاون المجتمعي في إعادة إعمار ما خربه الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق والأرياف الممتدة على كامل الجغرافيا السورية، مشددة على ضرورة طي صفحة سنوات الحرب التي تعرضت لها البلاد والانطلاق إلى العمل والبناء. وقال الشيخ أحمد عودة شيخ عشيرة العودة: إن لقاء خيمة وطن جاء تلبية لمطالب الأهالي في القرى المحررة وتأكيداً على أن السوريين كانوا وما زالوا أهلاً وأحبة وإخوة وأن من انتصر على الإرهاب وأذنابه منتصر في إعادة البناء والإعمار وفي كل المعارك.
ولفت الشيخ عبد المعين الخالد من كفرلاها في كلمته إلى المعاني الإنسانية والوطنية الكبيرة لهذا اللقاء الذي يجمع السوريين كأسرة واحدة موحدة ويعيد لسورية وجهها الحضاري والإنساني الرائد.
شارك في التجمع الرفيق أمين فرع حمص للحزب مصلح الصالح والمحافظ طلال البرازي.
كوبا: سورية ستنتصر على الإرهاب
سياسياً، أكد رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي خوسيه رامون بالاغير أن بلاده ستدعم بقوة كل ما من شأنه تعزيز العلاقات مع سورية، وأعرب بالاغير خلال لقائه وزير الصحة الدكتور نزار يازجي في مقر اللجنة أمس عن ثقته بأن سورية ستنتصر على الإرهاب وداعميه، وستعيد بناء ما دمره الإرهابيون، منوهاً بصمودها الكبير خلال سنوات الحرب عليها، وجدد بالاغير دعم الحزب لسورية في حربها ضد الإرهاب، مشيداً بالعلاقات المميزة بين الحزب وحزب البعث العربي الاشتراكي، ومؤكداً أنها ستستمر وتتطور لما فيه خير ومصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.
بدوره أعرب الدكتور يازجي عن شكره لكوبا قيادة وشعباً وللحزب الشيوعي الكوبي على مواقفهم الداعمة لسورية، مؤكداً عمق علاقات التعاون والصداقة القائمة بين البلدين والشعبين.