استعداداً لتقديمه يوم الخميس مسرحية “أكيد فينا”.. الأمل بأطفالنا
بعد عدة فعاليات سبق وأن أقامها يستعد فريق سابرو التطوعي لتقديم العرض المسرحي “أكيد فينا” في دار الأسد للثقافة والفنون – مسرح الأوبرا-وذلك بعد غد الخميس، وبيَّن الأب برصوم كندو مسؤول الفريق أن العرض المسرحي “أكيد فينا” فعالية هدفها تسليط الضوء على مواهب الأطفال الفنية من رسم ورقص وموسيقا وتمثيل، وقد استعد الفريق لهذه الفعالية منذ سنة تقريباً بعد أن قام أساتذة أكاديميون بزيارة لدُور الأيتام المسيحية والإسلامية لانتقاء أصحاب المواهب والعمل على صقلها بشكل صحيح، وهذا سيتجلى في العرض المسرحي “أكيد فينا” منوهاً إلى أن أبرز نتائج هذه الفعالية تعريف الأطفال بفنون متعددة، ومن خلال وجودهم ضمن هذه الفعالية أصبحوا يحلمون بدخول المَعاهد الفنية المتعددة.
زرع الأمل
وبيَّن الأب كندو أن هذا العرض سيكون انطلاقة لمشروع “أكيد فينا” الذي يستهدف أصحابَ المواهب من الأطفال، وهو يتحدث عن الأمل والإيمان بالإنسان السوري بشكل عام وبالطفل بشكل خاص، وأسِفَ لأن الحرب تركت فينا رواسب كثيرة، لذلك كان الهدف من سيناريو العرض زرع الأمل في نفوس الجميع، وخاصة في نفوس أطفالنا اليتامى من خلال الفن الذي هو ثقافة وأخلاق، علّه يمحي بعض جراحهم ليكون العرض المسرحي ليس مجرد عرض فني أو غاية بحدِّ ذاته وإنما وسيلة لتحقيق أهداف أخرى، في مقدمتها توسيع آفاق مخيلة أطفالنا لينطلقوا إلى الحياة، وحثّ الأسر على الاهتمام بمواهب أطفالهم، مؤكداً كندو أن مشروع “أكيد فينا” للمواهب سيستمر ولن يتوقف بهدف تهيئة أطفالنا وبنائهم بشكل صحيح، فهذا ما تحتاجه سورية في وقتنا الحالي لأن بناء الطفل يعني بناء الإنسان وبناء المستقبل، مشيراً إلى أن الفريق تشكل من خلال شبيبة كنيسة مار يعقوب البرادعي بجرمانا للسريان الأرثوذكس، حيث طُرِحَت فكرة الفريق عام 2017 وتم اختيار اسم سابرو لأنه يعني باللغة السريانية الأمل وأن الفريق بدا عملَه في الوقت الذي كان فيه أبناء سورية بأمسِّ الحاجة للمسة أمل، وخاصة الأطفال اليتامى، لذلك أقام الفريق عدة فعاليات كانت أولها فعالية “عطاء” التي تضمنت عدة مبادرات كمبادرة ورود السلام التي كان الهدف منها تعليم الطفل زراعة نبتة، ومبادرة زيارة المسنين من قِبل الأطفال اليتامى ليتعلموا أن هناك من يحتاج للمساعدة وأن الإنسان مهما كان بحاجة للمساعدة فبإمكانه أيضاً تقديم المساعدة للآخرين.
أول تجربة إخراجية
وأوضح محمد شباط مصمم الرقص ومخرج العرض أن الخطوة الأولى في مشروع “أكيد فينا” كانت من خلال زيارة دُور الأيتام في دمشق ولقاء الأطفال فيها والتعرّف على رغباتهم فيما يريدون القيام به، معترفاً أن مشاكل عديدة واجهتهم في البداية، أهمها أن الطفل لا يعرف ما يمتلك من مواهب، وهذا جعل الكثيرين منهم يختبرون أنفسهم في مجالات متعددة ليستقر كل واحد منهم بعد ذلك في المجال الذي وجد نفسه فيه، وبعد اختيار الأطفال بدأ فريق العمل إجراء بروفات مع نحو 70 طفلاً تم اختيارهم من بين 300 طفل، مع إشارته إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال كانت لديهم مواهب متعددة وقد حاول فريق العمل استثمار ذلك من خلال الاستعانة بعدد من المخرجين الذين لم يستطيعوا الاستمرار مع الأطفال إلى أن كُلِّفَ هو بإخراج العرض في أول تجربة إخراجية له، وبعد عدة خطوات تم تجاوزها كان الاقتراح تقديم عرض مسرحي بعد أن كان المشروع يقوم على تقديم لوحات رقص وتمثيل وموسيقا، إلى أن اقترح شباط تقديم عرض مسرحي ببنية درامية بعد الاستعانة بأساتذة أكاديميين، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية إظهار الطفل في العرض المسرحي على حقيقته دون تجميل وبطريقة أكاديمية، مبيناً أن العرض ليس حياً وإنما مسجل حرصاً على تقديم عرض مسرحي بسوية فنية جيدة، خاصة وأن المشاركين غير محترفين، موضحاً شباط أن الحوار والأغاني سُجِّلت ضمن أستوديو دون اللعب بأصوات الأطفال لمعرفة أخطائهم والسعي لتجاوزها مستقبلاً، مشيراً إلى أن صعوبات عديدة واجهها كمخرج أهمها صعوبة ضبط سبعين طفلاً للوقوف على المسرح، بالإضافة إلى خمسة وعشرين عضواً من فريق سابرو، موضحاً أن سيناريو العرض المسرحي كُتِب من قِبل مهدي شباط (اختصاص دراسات مسرحية) ليتم بعد ذلك توزيع المهام على الأطفال، منوهاً إلى أن تهيئة الأطفال والتحضير للعرض مرّا بخطوات عديدة وتم التوقف عن التحضير له في فترات متعددة بسبب سقوط القذائف في العديد من المناطق التي تتواجد فيها دُور الأيتام التي يتواجد فيها الأطفال المشاركون، إلى أن تحسَّنت الظروف، حيث التزم الجميع بالبروفات بشكل جيد منذ ثلاثة أشهر.
أما من ناحية عمل شباط كمخرج في العرض المسرحي فقد أوضح أن الخطوة الأولى التي بدأ بها هي جعل الأطفال المشاركين يؤمنون بما يقومون به عن معرفة تامة، مع إصراره على أن يحضر الطفل على خشبة المسرح بحقيقته لتصل رسالة فريق سابرو التطوعي التي مفادها أن الطفل قادر على فعل أشياء كثيرة، وهو يحتاج لمدِّ يد العون إليه لإخراج ما بداخله من طاقات، معترفاً أنه تعلم من الأطفال أموراً كثيرة وأن الكثير من الاقتراحات التي تقدموا بها تم العمل عليها بعد تشذيبها بمساعدة المخرج المساعد يزن من خلال اعتماد اللعب معهم بطريقة الفرضيات للوصول لأفضل نتيجة ممكنة، منوهاً إلى أنه كان حريصاً على تقديم العرض بشكل يواكب العصر، فتمت الاستعانة بشاشة وبالغرافيك، مع تقديم شخصية الكترونية تمثل المخلوق الفضائي الذي أدى دوره الفنان أسامة جنيد.
مواهب مبهرة
وتعلمت الفنانة علا باشا التي ساهمت في التحضير لمشروع “أكيد فينا” والمشاركة في العرض إلى جانب الفنان مؤيد الخراط الكثيرَ من الأطفال المشاركين، منوهة إلى أن الجميع يحاولون تعليم الأطفال ولكن لا أحد يريد أن يتعلم منهم، مؤكدة أنها ومن خلال وجودها معهم تعلمت منهم العفوية والجرأة، وفي الوقت ذاته ساندتهم كممثلة محترفة في وقوفهم على المسرح، وهكذا كانت الفائدة بينهما متبادلة، خاصة وأن التعاون مع الطفل في هذا العرض كان بطريقة تفاعلية على اعتبار أن العمل المسرحي عمل جماعي، لذلك بنَت مع الأطفال علاقة طيبة، مؤكدة باشا أن عدداً كبيراً من الأطفال أبهروها بما يمتلكون من مواهب وكانوا بحاجة ليدٍ ترعاهم، منوهة إلى أن العرض يؤكد على أن الأمل موجود في أطفالنا وإنساننا من خلال تقديمه لحكاية بسيطة وسهلة عبر الأطفال ليتم من خلال هذه الحكاية التعريف بمواهبهم المتعددة في الرقص والعزف والرسم والتمثيل.
بطاقة العرض
تأليف المهدي شباط، كريوغراف أيهم مؤمنة، رؤية بصرية أدهم سفر، تأليف وإعداد موسيقي رمضان بركات، مخرج مساعد يزن الداهوك، تصميم أزياء أحمد منصور، هندسة الصوت نضال قسطون، غرافيك سامي حريب، منسقة إعلامية ريحانة ذبيحي، تصوير فوتوغراف ريمون سلوم وسبيرو حداد، تصوير فيديو Studio Vision، مونتاج سبيرو حداد، تصميم إعلاني أنطوان كورجيان، أستوديو غياث ديوب، تنفيذ إضاءة لورنس عماشة، معدات إضاءة وشاشات أسعد سعادة، مدراء منصة ياسين طبيخ وسامر زيادة .
مدربو العرض: المخرج محمد شباط، مدرب الرسم عمار حسن، مدربة الغناء كارمن توكمه جي، مدرب الرقص الحركة أيهم إبراهيم مؤمنة، مدربة العزف ديمة خيربيك.
تمثيل: علا باشا- مؤيد الخراط- حضور خاص: أسامة جنيد.
أمينة عباس