نحو معالجة هذه (الفئوية)
أكرم شريم
تعالوا نكون صريحين هذه المرة ونطرح هذا الموضوع الذي يجعلنا ننقسم دائماً ضد بعضنا ولأية أسباب ومهما كانت هامة أو غير هامة، علماً بأن الاختلافات بين الأفراد أو الجماعات أو الشعوب كثيرة، وطبيعية وحدوثها أمر طبيعي ومتوقع. ولكن ما نقصده هنا هو أن تستطيع بعض الأفكار أو الظروف، أو التنظيمات السرية منها أو العلنية أن تجعلنا نتقسم إلى فئات مختلفة فكرياً وسياسياً وأخلاقياً وإنسانياً أيضاً، وقد تتعمق هذه الاختلافات، وبصراحة أكثر قد يجري تعميق هذه الاختلافات بيننا فتدخل نفوسنا وأفكارنا وعقولنا وحياتنا الأسرية والاجتماعية هذه الروح (الفئوية) فنشعر أننا نختلف عن غيرنا كلياً، وليس هكذا وحسب، بل قد نشعر بالكراهية المطلقة، وبالحقد القاتل على فئة أخرى أو أكثر بسبب هذا الانقسام الفئوي الذي نعيشه!.
كلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا جميعاً أفراداً وأسراً وشعوباً، ولم يخلقنا جيوشاً وحروبا ومؤامرات، وأكثر من ذلك، انقسامات قد تكون عرقية أو دينية أو طائفية أو لونية أو لغوية تصور أن يختلف اثنان لأن الأول أبيض والثاني أسود ولا يوجد خلاف!. هل من المعقول أن الله سبحانه وتعالى قد خلق البشر والبشرية أقساماً أم قسماً واحداً يتشكل من الأسرة: الأب والأم والأبناء، والأبناء أيضاً يصبحون آباء وأمهات؟!.. فأين هي هذه الانقسامات القاتلة بين البشر في خلق الله!. إذن كل حرب أو اعتداء هو كفر في خلق الله!…خاصة وأن الحرب يبدأ بها دائماً الطرف المعتدي!.. فكيف تأسست البشرية ومنذ بدايتها على الحروب والمجازر، وكل ما حصل في هذا العالم من حروب ومجازر منذ بدايات الحياة البشرية، كلها كفر في خلق الله!. فانظروا في حياتنا الآن كم من الجيوش عندنا في هذه الحياة وكم من الأسلحة عندنا وخاصة هذه الأسلحة الكيميائية والذرية والنووية، فماذا فعل الإنسان حتى نخترع كل هذه الأسلحة لكي نقتله؟! ولكي نقتل الشعوب أيضاً!؟. وإذا مرت في حياتنا عقود أو قرون من هذه الأخطاء والحروب والمجازر أفلا يحق لنا الآن ونحن مؤمنون بالله، أن نسأل لماذا كل هذه الأسلحة ومن سنقتل بها؟! أليس الدفاع عن النفس والشعب والوطن شعور عام وعند كل البشر وكل الشعوب فكيف نخترع الأسلحة القاتلة وغيرنا سيخترع حتماً أسلحة قافلة مثلها؟!.. هل هذا دفاع عن النفس والشعب والوطن؟ ثم إذا اتفقنا أنها قد مرت كل هذه القرون وآلاف غيرها قبلها في هذا الشأن، فكيف لم نصل بعد إلى القناعة المطلقة بأن الأسلحة هي التي تصنع الحروب وتأتي بها وتجعلها دائمة!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتوقف عن هذا الكفر في خلق الله لأن الحوار الإنساني إنما هو أفضل أنواع الأسلحة للدفاع عن النفس والشعب والوطن خاصة وأنه صار حواراً دولياً وتشترك فيه كل دول العالم! وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.