الأزمة في سورية تتصدّر قمة هلسنكي: الأهداف الروسية الأميركية متطابقة
تصدّرت الأزمة في سورية قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، حيث أكد بوتين أن بلاده والولايات المتحدة تستطيعان أن تتعاونا في حل الأزمة في سورية وعودة المهجرين إلى بلدهم، واصفاً محادثاته مع ترامب بالناجحة والمثمرة. في حين أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتييف على هامش القمة تطابق أهداف روسيا والولايات المتحدة بشأن التسوية السياسية للأزمة في سورية.
وفيما أكدت الصين والاتحاد الأوروبي دعمهما للتسوية السياسية للأزمة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، أكد النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران ستستمر في دعم سورية وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
وفي التفاصيل، أوضح بوتين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي أمس أنه جرى خلال لقائهما بحث الأزمات الإقليمية بما فيها الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن تأمين الاستقرار والسلام في سورية يمكن أن يكون أو يصبح مثالاً للعمل المشترك الناجح بين البلدين وبإمكانهما لعب دور رائد في هذه المسألة وتنظيم التعاون لمنع وقوع أزمة إنسانية والمساعدة في إعادة المهجرين إلى منازلهم.
وبيّن بوتين أنه بعد القضاء على الإرهاب في جنوب غرب سورية، فمن الضروري إعادة الوضع في الجولان إلى اتفاقية الفصل لعام 1974 وهذا ما أكد عليه الرئيس الأمريكي وهو أيضاً موقف روسيا الثابت، وبهذا نخطو خطوة نحو إحلال سلام ثابت بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى أن موسكو ستعمل في إطار مسار أستانا، وهي مستعدة لموازاة الجهود مع جهود دول أخرى لتكتسب العملية زخماً أكبر، وتكون هناك فرص أكبر للنتائج النهائية.
ووصف بوتين محادثاته مع ترامب بالناجحة والمثمرة، وقال: إنها انعقدت في أجواء بنّاءة وإيجابية، معتبراً أن هناك مشاكل كثيرة لا تزال قائمة، ولم نتمكن من إزالة جميع العقبات، لكنني أعتقد أننا قمنا بالخطوة الأولى في هذا الاتجاه، مشدداً على ضرورة توحيد روسيا والولايات المتحدة جهودهما الرامية لمواجهة التهديدات المشتركة بالنسبة لهما.
وأضاف بوتين: إن روسيا والولايات المتحدة تواجهان اليوم تحديات من بينها الانعدام الخطير لتوازن آليات الأمن الدولي والاستقرار والأزمات الإقليمية، وتمدد التهديدات النابعة عن الإرهاب والجرائم العابرة للقارات والعناصر الإجرامية، وزيادة عدد المشاكل في الاقتصاد العالمي، والمخاطر البيئية وغيرها، وليس من الممكن حل هذه المشاكل إلا بتضافر الجهود، داعياً إلى تفعيل مجموعة العمل في مكافحة الإرهاب مجدداً تأييد بلاده استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب .
من جهته اعتبر ترامب أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا كانت في أسوأ حالاتها قبل اليوم، لكنها تحسنت بفضل هذه القمة، موضحاً أنه حتى في فترة التوتر خلال زمن الحرب الباردة حينما كان العالم مغايراً تماماً عما هو الآن كانت الولايات المتحدة وروسيا قادرتين على الاحتفاظ بالحوار الوثيق بينهما وعلاقاتهما لم تكن أسوأ مما هي اليوم، لكن هذا الوضع تغيّر منذ نحو أربع ساعات، وأنا مقتنع بذلك.
وأشار ترامب إلى أن المحادثات تطرقت إلى مجموعة من القضايا الملحة المختلفة ذات الأهمية للبلدين، وجرى حوار منفتح ومثمر، مشدداً على أن الحوار البنّاء بين واشنطن وموسكو يعطي فرصة لتمهيد الطريق نحو السلام والاستقرار في العالم.
إلى ذلك أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتييف على هامش قمة الرئيسين بوتين وترامب تطابق أهداف روسيا والولايات المتحدة بشأن التسوية السياسية للأزمة في سورية، وقال: إن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا هو استقرار الوضع في سورية، ووقف الأعمال القتالية، وترتيب العملية السياسية، وهذا أهم شيء بالنسبة لنا الآن. ورداً على سؤال حول موقف الجانب الأمريكي بهذا الخصوص أضاف لافرينتييف: من حيث المبدأ تتطابق أهدافنا هنا، وأوضح أن الهدف هو تسوية الأزمة في سورية بطرق سياسية وأن تطابق هذه الأهداف تم التأكيد عليه أكثر من مرة.
من جهة أخرى أكد لافرينتييف أن القوات الإيرانية غير موجودة في منطقة تخفيف التوتر جنوب سورية، مشيراً إلى وجود مستشارين بدعوة من الحكومة السورية، وقال: إن عملية المصالحة مع المجموعات المسلحة في جنوب سورية مستمرة، وتمت مع كل المجموعات المعتدلة تقريباً، وتستمر محاربة إرهابيي تنظيمي داعش وجبهة النصرة.
وبشأن مشاركة “المعارضة السورية” في اللقاء المرتقب في مدينة سوتشي الروسية بشأن الأزمة في سورية ضمن صيغة أستانا قال لافرينتييف: إنه من غير المعروف حتى الآن، لكننا نأمل بحضور ممثلي المعارضة للفعاليات التي ستجري في سوتشي يومي الـ30 والـ 31 من تموز الجاري.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أكد في تصريح له أمس أن الأزمة في سورية ستكون من بين المواضيع الرئيسية التي سيناقشها بوتين وترامب في قمتهما في هلسنكي.
في غضون ذلك أكدت الصين والاتحاد الأوروبي دعمهما للتسوية السياسية للأزمة في سورية، وجاء في بيان مشترك صادر عن القمة العشرين بين الجانبين في بكين إن الاتحاد الأوروبي والصين يدعمان التسوية السياسية في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ويعتبر ذلك السبيل الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار والقضاء التام على الإرهاب فيها، واتفق الجانبان خلال القمة على العمل المشترك للحفاظ على النظام الدولي القائم على قواعد وتعزيز التعددية ودعم التجارة الحرة.
وشارك في اجتماع القمة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وفي طهران أكد النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي في تصريح لقناة العالم الإيرانية: كما كنا إلى جانب إخواننا السوريين ومحور المقاومة خلال الفترات العصيبة سنستمر في هذه السياسة خلال مرحلة إعادة البناء الصعبة أيضاً، ولفت إلى أن أمريكا في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب تعيش في عزلة، بينما إيران علاقتها قوية مع روسيا والصين ومع دول في الاتحاد الأوروبي.