الكونغـــرس يعطّـــل التعـــاون العســـكري مــع موســـكو
أعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف أن استخدام الكونغرس الأمريكي للفيتو بشأن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون للعام القادم سيعيق التعاون في العديد من القضايا التي تهم الجانبين، وقال: “تمّ مجدداً رفض قرار قيادة مجلسي الكونغرس بشأن التعاون بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية في العام 2019، لذا لن نلتقي مرة أخرى في العام القادم، وسيبقى التفاعل بيننا فقط من خلال هيئة الأركان العامة الروسية وهيئة قيادة الأركان المشتركة الأمريكية، وهذا محصور في (الخط الساخن) عملياً في تلك المناطق التي يوجد فيها احتمال كبير لاستخدام الأسلحة ضد بعضنا البعض، أما الأمور الأخرى فتبقى خارج هذا الإطار”.
وأوضح شامانوف أن عرقلة التعاون بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة من خلال وزارتي الدفاع ستؤدي إلى استحالة إجراء حوار في عدد من الاتجاهات، ومنها النشاط العسكري الدبلوماسي، ودعم المعاهدات المختلفة، مثل معاهدة ستارت 3 التي قاربت على الانتهاء ما يستوجب منا أن نتحرّك أكثر، كما أن هناك عدداً من النقاط التي يجب مناقشتها بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية والعراق، حيث يجب توحيد الجهود في إعادة إعمار البنى التحتية في البلدين.
وكان الكونغرس أكد عزمه على تمديد حظر التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا، وضرورة حث حلفاء وشركاء واشنطن على استخدام الأسلحة الأمريكية بدلاً من الروسية، وأشار تقرير أعدته لجنتا شؤون القوات المسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب إلى أن الولايات المتحدة تخطط لمواجهة روسيا، التي وصفها التقرير بـ”القوة المنافسة” عبر مجموعة من الإجراءات، بينها منع التعاون في المجال العسكري معها، و”تأمين المرونة للشركاء الاستراتيجيين والحلفاء في الانتقال إلى استخدام الأسلحة الأمريكية بدلاً من الروسية”، ومنع الحكومة الأمريكية من الاعتراف بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وتخصيص 250 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة.
وجدد المشرعون الأمريكيون الادعاء بأن روسيا “انتهكت المعاهدات المحورية الخاصة بضبط التسلح، وقامت بتوسيع وتحديث ترسانتها النووية، وأجرت اختبارات للأسلحة الفضائية، كما مارست أساليب جديدة لزعزعة استقرار جيرانها”.
وطالب الكونغرس الرئيس دونالد ترامب باتخاذ القرار النهائي حول ما إذا ارتكبت موسكو انتهاكات جدية لمعاهدة نزع الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، كما دعوا إلى تعيين مسؤول يتولى تنسيق ردود الحكومة الأمريكية بكافة هيئاتها على ما وصفه بـ”حملة التأثير الخارجي الخبيث ضد الولايات المتحدة”.
ويقترح التقرير تخصيص 6.3 مليار دولار لبرنامج “مبادرة الردع الأوروبية” من أجل “التصدي للعدوان الروسي والاستمرار في زيادة عدد القوات الأمريكية في أوروبا”.
وتراجع التعاون العسكري بين العسكريين الروس والأمريكيين بشكل ملحوظ على خلفية انضمام القرم إلى روسيا واندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2014.
وبالتوازي، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن عدد الطائرات الحربية لحلف الناتو في أوروبا الشرقية ازداد خلال السنوات الـ 5 الأخير، ليبلغ 101 طائرة، وأشار، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع، إلى “استمرار زيادة قوات الناتو في أوروبا الشرقية من قوات الدول الواقعة خارج المنطقة. ومنذ عام 2014 ارتفع عدد العسكريين من ألفين إلى 15 ألفاً”، وتابع: “منذ بداية العام الحالي جرت أكثر من 100 من التدريبات العسكرية، وشارك فيها ما يصل إلى 80 ألف عسكري، وازداد عدد القوات التي تشارك فيها خلال 5 سنوات بـ 10 أضعاف، كما ازداد عدد الطائرات الحربية من 11 طائرة إلى 101 طائرة”، وأشار كذلك إلى أن تكثيف تدريبات قوات الحلف مستمر.
وأعرب شويغو عن قلقه إزاء “جر فنلندا والسويد إلى الهيئات التابعة للناتو، حيث تمّ توقيع اتفاقية في شهر أيار الماضي، تقضي بمشاركتهما بصفة كاملة في تدريبات الحلف وإمكانية استخدام أنظمته للإشراف على القوات وأسلحته. وفي المقابل حصل الناتو على إمكانية دخول أجواء ومياه الدولتين”، وأضاف: “هذه الخطوات من قبل زملائنا الغربيين تؤدي إلى تدمير الهيكل الأمني القائم في العالم، وتزيد من عدم الثقة، ونضطر في ظلها إلى اتخاذ خطوات جوابية”، وأعرب عن أمله في أن تساهم نتائج قمة هلسنكي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في “تعزيز التعاون العسكري بين البلدين ودول حلف الناتو، وتسمح بتوحيد جهودنا بما يصب في مصلحة أمننا المشترك”.