“الديني والسياسي في الانتحال اليهودي لحائط البراق” في محاضرة بدمشق
دمشق-صلاح الدين إبراهيم:
في سياق الفعاليات التي تقيمها مؤسسة القدس الدولية “سورية” في يوم القدس الثقافي، ألقى الباحث إبراهيم عبد الكريم، رئيس تحرير مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، محاضرة بعنوان” الديني والسياسي في الانتحال اليهودي لحائط البراق (المبكى)”، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وانطلق عبد الكريم من اعتبار قضية الانتحال اليهودي الصهيوني لحائط البراق هي حالة تطبيقية لمحاولة تزييف الوعي، بمضامين دينية وسياسية وعلمية، وتطرّق لهوية الحائط من حيث التسمية، ثم انتحاله لليهود ونسبته إليهم دون وجه حق، ومحاولة الربط بين الحائط والهيكل المزعوم، مشيراً إلى أن محاولة اغتصاب الحائط، والذي هو أثر عربي إسلامي بالمطلق، يرمز إلى ما تواجه الأمة العربية في صراعها الوجودي ضد الصهيونية، ولفت إلى أن المعطيات التاريخية ونتائج التنقيبات عن الآثار تدحض المزاعم الصهيونية، مبيناً بالوثائق والكتب والمراجع كيف نسب اليهود هذا الحائط لأنفسهم وكيف اصطنعوا القداسة حوله، وما هي القصائد والمرويات بشأنه.
وأشار الباحث إلى أنه تمّ تشكيل لجنة بريطانية أقرّت بملكية المسلمين للحائط، وبأن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به، وشدد على أن مدينة القدس مدينة عربية المنشأ، وإسلامية التاريخ والحضارة، وأضاف: إن الكيان الصهيوني قام باحتلال القدس عام 1967، وبدأت منذ ذاك الحين محاولاته لتزوير هوية الحائط، مستعرضاً شهادات بعض الباحثين اليهود الذين يعترفون بالحقائق، وينكرون تقديس الديانة اليهودية للحائط.
وفي تصريح لـ “البعث” أكد الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس “سورية” أن مدينة القدس وفلسطين عموماً هي أرض عربية، وهذا لا يتناقض مع وجود مقدسات إسلامية ومسيحية ويهودية في القدس، وأشار إلى أن توقيت المحاضرة مهم جداً في ظل “قانون القومية”، والذي أقره الكنيست، وما يسمّى “صفقة القرن”، ومحاولات محو الذاكرة العربية والإسلامية والفلسطينية وتركيب واصطناع بديل وهمي من خلال مجموعة أدلة وعناوين لا تثبت أمام البحث المنهجي، مضيفاً: إننا اليوم أمام حرب غير مسبوقة على المنطقة، ومحاولات تهجير قسري وإلغاء، تحتاج إلى استراتيجية عمل لمواجهة هذه المشاريع بالاعتماد على الأدوات المعرفية.