علـم الوطن يرتفـع في الحميديـة.. وقريبـاً ريفـا درعـا والقنيطـرة خاليـان مـن الإرهـاب
اقتربت قواتنا المسلحة من إعلان ريفي درعا والقنيطرة خاليان من الإرهاب حيث دخلت وحدات من الجيش مدينة القنيطرة المحررة وباشرت عملية الانتشار في أرجاء المدينة بعد طرد الإرهاب منها، وعثرت خلال عمليات تمشيط المدينة من مخلفات الإرهابيين على مشفى ميداني بداخله كميات كبيرة من الأدوية بعضها إسرائيلي.
تزامن ذلك مع رفع العلم الوطني في بلدة الحميدية بريف القنيطرة بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها وإيذاناً بعودة مؤسسات الدولة إليها. في وقت أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها التامة على قرى وبلدات سحم الجولان والشيخ حسين وكوكب والشبرق ومسيرتة واللويحق وسلبك وتل الجموع وأربع نقاط استناد متصلة به في ريفي درعا الشمالي الغربي والقنيطرة الجنوبي بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
وتأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش، تجمع مئات المواطنين في ساحة 16 تشرين وسط مدينة درعا حاملين أعلام الوطن وصور السيد الرئيس بشار الأسد ورددوا هتافات تحيي بطولات الجيش وتضحياته في مواجهة الإرهاب.
في السياسة، وفيما جدد قادة دول مجموعة بريكس تمسكهم بالتسوية السياسية للأزمة في سورية من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وفقاً للقرار الدولي رقم 2254، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو وجهت دعوة للولايات المتحدة للمشاركة بصفة مراقب في اجتماع صيغة أستانا القادم حول الأزمة في سورية المقرر عقده في سوتشي الروسية الأسبوع المقبل.
وفي التفاصيل، دخلت وحدات من الجيش بعد ظهر أمس إلى مدينة القنيطرة وانتشرت في دوار العلم وجميع أحياء وشوارع المدينة حيث بدأت على الفور وحدات الهندسة عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في الشوارع لتأمين المدينة. وعثرت وحدة من الجيش خلال عمليات التمشيط في المدينة على مشفى ميداني بداخله كميات كبيرة من الأدوية بعضها إسرائيلي من مخلفات الإرهابيين قرب معبر القنيطرة في المدينة المحررة.
وأمعن الإرهابيون أثناء سيطرتهم على المدينة تخريباً في أحيائها وزرعوا الألغام والعبوات الناسفة في شوارعها بعدما كان العدو الإسرائيلي دمر هذه الأحياء قبل اضطراره للانسحاب منها تحت ضربات الجيش العربي السوري أثناء حرب تشرين التحريرية.
إلى ذلك دخلت وحدات من الجيش الى قرية الحميدية شمال مدينة القنيطرة بنحو 3 كم وبدأت على الفور وحدات الهندسة بتمشيط القرية وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون في الشوارع لتأمين القرية تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من سيطرة الإرهابيين على القرية.
وشكلت قرية الحميدية قبل تحريرها منطلقاً للمجموعات الإرهابية لاستهداف القرى والبلدات المجاورة ولا سيما مدينة البعث إلى الشمال الشرقي بالقذائف المتنوعة ورصاص القنص إضافة إلى عدة محاولات للتسلل والسيطرة بدعم مباشر من العدو الإسرائيلي على بعض القرى والمزارع المجاورة والنقاط العسكرية في المنطقة.
في الأثناء أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على تل الجموع وأربع نقاط استناد متصلة به وأبطلت مفعول شبكة كبيرة من الألغام المضادة للدروع والأفراد واستولت على كمية كبيرة من العتاد الحربي الثقيل.
وفي وقت لاحق أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على قرى وبلدات سحم الجولان والشيخ حسين وكوكب والشبرق ومسيرتة واللويحق وسلبك في ريفي درعا الشمالي الغربي والقنيطرة الجنوبي الشرقي. وأسفرت عمليات الجيش أيضاً عن القضاء على العديد من الإرهابيين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
إلى ذلك حققت وحدات الاقتحام في الجيش تقدماً جديداً في عملياتها ضد أوكار إرهابيي داعش في بلدة جلين بريف درعا الشمالي الغربي.
ولفت مراسل “سانا” إلى وقوع معارك عنيفة بين وحدات الاقتحام المتقدمة من الجهة الغربية والمجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش المنتشرة في بلدة جلين سقط خلالها العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب، وذكر أن الطيران الحربي كثف من غاراته على أوكار إرهابيي داعش في منطقة حوض اليرموك وأسفرت عن تكبيدهم خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد. وتنتشر في مساحة ضيقة من حوض اليرموك بريف درعا الشمالي الغربي مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم “داعش” تتلقى مختلف أنواع الدعم من العدو الإسرائيلي.
من جهة ثانية تجمع مئات المواطنين في ساحة 16 تشرين وسط مدينة درعا تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي قدمها لتحرير الريف الشرقي والغربي من الإرهاب التكفيري. ورفع المشاركون في التجمع الأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد ورددوا هتافات تمجد تضحيات الجيش وبطولاته في الحرب على الإرهاب والتي أثمرت عن تحرير عشرات القرى والبلدات في ريفي درعا والقنيطرة، وأشاروا إلى أن الحياة بدأت تعود إلى مدينة درعا وقراها وبلداتها تدريجيا نتيجة الأمن والأمان الذي تحقق بفضل بطولات الجيش الذي يواصل ملاحقته للإرهابيين في حوض اليرموك معربين عن ثقتهم التامة بقدرة الجيش على إنهاء الوجود الإرهابي في عموم الأرض السورية.
ولفت المشاركون إلى أن الهزائم المتتالية للتنظيمات الإرهابية ورعاتها وداعميها من قوى خارجية معادية للسوريين في المنطقة الجنوبية دفعتها إلى شن هجمات على مدينة السويداء وريفها الشمالي والشرقي بغية التعمية على هزائمها وخسائرها الفادحة. وترحم المشاركون على أرواح شهداء السويداء وجميع شهداء الوطن مؤكدين أن سورية ستنتصر على الإرهاب بدماء أبنائها وبطولات جيشها الوطني.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودة نحو 200 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية إلى روسيا بعد تأدية مهامهم في سورية، وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن نحو 200 من عناصر الشرطة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية عادوا على متن طائرة نقل عسكرية بعد نجاحهم بأداء مهام خاصة على أراضي الجمهورية العربية السورية.
وشارك عناصر من الشرطة العسكرية الروسية خلال الفترة الماضية في مهام تعزيز الأمن والاستقرار في عدد من المناطق التي تم إخراج الإرهابيين منها ولا سيما في غوطتي دمشق الغربية والشرقية.
سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو وجهت دعوة للولايات المتحدة للمشاركة بصفة مراقب في اجتماع صيغة أستانا القادم حول الأزمة في سورية المقرر عقده في سوتشي الروسية الأسبوع المقبل، وقال نائب المتحدث باسم الوزارة أرتيوم كوجين قوله للصحفيين: سيحضر الاجتماع ممثلون على مستوى نواب وزراء الخارجية من روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة لعملية استانا لتسوية الأزمة في سورية ووفدا الحكومة السورية والمعارضة ومراقبون من الأمم المتحدة والأردن كما تم إرسال دعوة للولايات المتحدة أيضاً.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين في الـ 29 من حزيران الماضي أن لقاء صيغة استانا المقبل حول الأزمة في سورية سيعقد في مدينة سوشي الروسية يومي الـ30 والـ31 من تموز الجاري.
إلى ذلك جدد قادة دول مجموعة بريكس تمسكهم بالتسوية السياسية للأزمة في سورية من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وفقا للقرار الدولي رقم 2254 مع مراعاة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. وأكد القادة في إعلان مشترك صدر في اليوم الأول لقمتهم في جوهانسبورغ دعمهم لعمليتي أستانا وجنيف في التسوية وشددوا على أهمية توحيد الجهود بمحاربة الإرهاب في سورية. ودعا الإعلان المشترك لقمة بريكس المجتمع الدولي إلى تشكيل تحالف دولي واسع حقيقي لمحاربة الإرهاب مؤكداً على الدور المركزي للأمم المتحدة بهذا الشأن مشدداً في السياق ذاته على ضرورة إطلاق مفاوضات دولية متعددة الأطراف حول اتفاقية دولية لمحاربة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي.
وأعرب القادة عن قلقهم إزاء الأوضاع في الشرق الأوسط وما تشهده المنطقة من توترات ودعوا للامتناع عن استخدام القوة وتجنب أي تدخل خارجي واحترام استقلال ووحدة أراضي وسيادة كل دولة في المنطقة.