تظاهرات في أراضي الـ 48 تنديداً بالعنصرية الإسرائيلية
اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، كما اقتحمت قوات الاحتلال مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى، واعتقلت ستة فلسطينيين، فيما تظاهر آلاف الفلسطينيين في عدة بلدات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 تنديداً بالقانون العنصري الإسرائيلي الجديد المسمى قانون “الدولة القومية اليهودية”، وذلك بدءاً من بلدات الجليل والمثلث، بمشاركة القوى الوطنية والفعاليات الشعبية، رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تشدد على مواصلة النضال حتى إسقاط القانون العنصري، وتؤكد رفض الفلسطينيين لهذا القانون الذي أقره كنيست الاحتلال في 19 تموز الماضي، والذي يستهدف الوجود القومي والحضاري والإنساني في فلسطين المحتلة، ويكرّس احتلال القدس، ويجعل اللغة العربية لغة ثانوية، ويشرع الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
وتأتي هذه المظاهرات بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ضمن سلسلة الخطوات التي أقرتها للتصدي لقانون “الدولة القومية اليهودية”.
إلى ذلك، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرناند فارينس فتح تحقيق بشأن الشكوى التي قدمتها لجنة المتابعة العربية ضد كيان الاحتلال عقب إقرار قانون “القومية”، وشدّد رئيس اللجنة محمد بركة على أنّ هذه الشكوى هي بداية العمل على المستوى الدولي ضد قانون “القومية” وضد حكومة الاحتلال، مشيراً إلى مواصلة الاتصالات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإلغائه.
في الأثناء، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه سيفشل كل المؤامرات لتصفية قضيته، كما أفشل المحاولات السابقة الهادفة للنيل من حقوقه المشروعة تحت مسميات عدة.
وأوضحت الرئاسة في بيان لها أن ما كشفته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن حملة أطلقتها واشنطن وحلفاؤها في أوروبا لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بهدف تجريد الفلسطينيين من حقوقهم كلاجئين، وإنهاء حقهم في العودة إلى وطنهم المحتل يؤكّد استمرار المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وضرورة التصدي لها وإفشالها بالكامل.
ودعت الرئاسة المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وإيقاف أي محاولات لتصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء عمل وكالة الأونروا التي أنشئت بقرار أممي لمتابعة أوضاع اللاجئين ولن ينتهي دورها إلا بحل هذه القضية بشكل عادل وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
وحذّرت الرئاسة الفلسطينية من تماهي البعض مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب يسعى إلى الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة إلى قضية إنسانية.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” كشفت، أول أمس، أن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤول عن ملف تسوية القضية الفلسطينية جاريد كوشنر حاول التخلص من وكالة الأونروا، ودعا خلال مناقشات بين مستشاري البيت الأبيض إلى عرقلة نشاطها في إطار خطط الإدارة الأمريكية وحلفائها لإخراج قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين من المفاوضات مع سلطات الاحتلال، مشيرةً إلى أن مشروعي قانون بهذا الخصوص يشقان طريقهما عبر الكونغرس حالياً.
كما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها ماضية في عملها السياسي والدبلوماسي لتعميق الجبهة الدولية الرافضة للسياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال والاستيطان، مشددةً على أن الشعب الفلسطيني سيسقط مؤامرة تفكيك الأونروا، كما أسقط عشرات المؤامرات السابقة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الحملة الإسرائيلية الأمريكية على قضية اللاجئين تأتي خدمة لمصالح الاحتلال وأهدافه، مشيرةً إلى تصاعد هذه الحملة على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة من خلال استبدال القانون الدولي والشرعية الدولية بسياسة إملاءات تقوم على محاولة فرض تغييرات جذرية واسعة النطاق على الأرض، والعمل على تسويقها كأمر واقع مفروض لا يمكن تجاوزه.
وحذّرت الخارجية الفلسطينية من المخاطر الكارثية والتداعيات الخطيرة التي تحملها هذه المؤامرة على الشعب الفلسطيني، ودعت الدول كافة إلى التصدي لها والدفاع عن الشرعية الدولية وقراراتها وإلى سرعة التحرك لإنقاذ الأونروا وتحصينها وتحسين أوضاعها بما يمكنها من أداء دورها إزاء اللاجئين الفلسطينيين حتى نيل حقوقهم التي كفلتها الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وتأسست وكالة أونروا عام 1948 لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية المجاورة وتنسيق الخدمات التي تقدم لهم من طرف المنظمات غير الحكومية وبعض منظمات الأمم المتحدة الأخرى.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب العام الماضي بتفكيك الأونروا ودمج مؤسساتها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بذريعة أن هذه الوكالة تخلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من حلها.
ميدانياً، أصيب فلسطينيان جراء قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، حيث أطلقت طائرة مسيّرة للاحتلال صاروخين على مجموعة من الفلسطينيين على أطراف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع ما أدى إلى إصابة اثنين منهم.
وكان شاب فلسطيني أصيب بحالة اختناق في وقت سابق خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية كوبر شمال رام الله بالضفة الغربية، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 12 فلسطينياً في مناطق عدة بالضفة.