مادورو: واشنطن تعمل على إغراق فنزويلا بالعنف
كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المزيد من الأدلة حول حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها السبت الماضي، متهماً واشنطن وكولومبيا بالعمل على إغراق بلاده بالعنف، وداعياً البلدين إلى تسليم المتورطين والتوقف عن نشر الفوضى في فنزويلا، وأكد، في كلمة له أثناء اجتماعه مع مسؤولين في الحكومة الفنزويلية، أن “هدف محاولة اغتياله لم يقتصر على قتل رئيس البلاد، بل يكمن في القضاء على الديمقراطية وإغراق الحياة السياسية والاجتماعية في فنزويلا بالعنف”.
وشدد مادورو على أن محاولة الاغتيال نفذت من قبل مجموعتين مؤلفتين من 11 شخصاً، تلقّت إحداهما التدريب في مدينة تشيناكوتا الكولومبية، مضيفاً: إن هؤلاء حصلوا على 50 مليون دولار من ممولي الاعتداء، وإنهم كانوا يخططون لتنفيذ الاغتيال في الخامس من تموز الماضي، وإن هذا الموعد تم إرجاؤه إلى الخامس من آب نتيجة الوصول المتأخر لاثنين من الطائرات التي من دون طيار.
وأوضح مادورو أن المهاجمين كانوا بانتظار ظهوره العلني كي ينفذوا الاغتيال، مشيراً إلى أن واشنطن كانت قد قررت مسبقاً منحهم وثائق إقامة داخل الولايات المتحدة عقب تنفيذهم الهجوم، وأضاف: إن أجهزة الأمن ألقت القبض على أول المشبوهين بعد 10-15 دقيقة فقط من الهجوم، داعياً المواطنين إلى مساعدة السلطات في اعتقال من لم يقع في قبضة العدالة من المهاجمين.
كما طلب مادورو من واشنطن التوقف عن إغراق بلاده بالعنف والامتناع عن تدبير محاولات اغتيال القادة المدنيين والعسكريين في دول مثل فنزويلا انطلاقاً من أراضي الولايات المتحدة، مضيفاً: إنه ينتظر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرد السريع والإجراءات الأكثر فعالية على صعيد الدبلوماسية والعدالة.
ودعا واشنطن إلى القيام بما هو مطلوب منها في تسليم المتورطين في محاولة الاغتيال، وأشار إلى أنه سيقدّم إلى الولايات المتحدة وكولومبيا جميع الأدلة المتعلقة بالمتواطئين والمسؤولين مباشرة عن محاولة الاغتيال، والمقيمين في ولاية فلوريدا.
ووجّه مادورو إصبع الاتهام بالوقوف وراء محاولة اغتياله إلى خوليو بورخيس القيادي المعارض المقيم في كولومبيا، والنائب البرلماني خوان ريكيسينس الذي اعتقلته السلطات الفنزويلية، وأظهر قبعات العسكريين المصابين جراء محاولة اغتياله، وعليها آثار الإصابة بشظايا القنابل التي استخدمها المعتدون.
حضر الاجتماع بعض أفراد الحرس الوطني، ومن بينهم طالب أصيب بجروح من جراء هجوم بطائرة من دون طيار تحمل متفجرات.
ونجا الرئيس مادورو السبت الماضي من محاولة اغتيال خلال إلقائه خطاباً في احتفال عسكري، بينما أصيب سبعة من حراسه، وأشار بعد ذلك إلى أنه يمتلك أدلة تثبت تورط كولومبيا في المحاولة، وأنه سيعلن عنها لاحقاً.
وتأتي محاولة الاغتيال الجديدة بعد ثلاث سنوات ونصف من إحباط مخطط أمريكي لاغتيال الرئيس مادورو في شباط عام 2015، وبعد نحو ثلاثة أشهر من فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي جرت في أيار الماضي، وحصل فيها على 68 بالمئة من الأصوات، متقدّماً بفارق كبير عن منافسه هنري فالكون، الذي حصل على 21 بالمئة.
وكانت النيابة العامة الفنزويلية أكدت، الاثنين، أن القضاء سيلاحق جميع من “يتآمرون على السلام”، فيما أعلنت السلطات الفنزويلية عن اعتقال 6 أشخاص على خلفية الحادث.
يذكر أن إدانات دولية واسعة لقيتها محاولة الاغتيال، حيث أدان الرئيس البوليفي ايفو موراليس هذه المحاولة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقف وراءها، فيما نددت كوبا بمحاولة الاغتيال، وأعربت عن تضامنها ودعمها اللامحدود للرئيس مادورو وللشعب البوليفاري، في وقت قال رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا: “لقد علمنا عن الهجوم الإرهابي على رئيس فنزويلا الذي نفذته قوى اليمين الخفية المليئة بالكراهية والخاسرة في كل مكان والعازمة على مواصلة تخريب أمريكا الجنوبية”.
كما أدانت الكثير من الدول الإقليمية والأحزاب والشخصيات العربية محاولة الاغتيال، مؤكدة أنها تشكل استهدافاً لقرار الشعب الفنزويلي في رفض أي تدخل أجنبي، وفرض إملاءات وأجندات على فنزويلا، وثنيها عن متابعة مسيرة النضال ضد التسلّط والامبريالية الأمريكية.