موسكو: العقوبات الأمريكية لن تثنينا عن نهجنا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إدراك موسكو لاستمرار واشنطن في عقوباتها ضد روسيا بغض النظر عن المسوّغ، وذلك ضمن محاولاتها الرامية إلى حرف روسيا عن نهجها السيادي، فيما علّقت السفارة الروسية لدى واشنطن على الذكرى المئوية الأولى للتدخل العسكري الأمريكي في روسيا إبان أحداث الثورة والاضطرابات التي عمّت الامبراطورية الروسية مطلع القرن الـ20.
وكتبت السفارة على فيسبوك: “قبل مئة عام، وفي سنة 1918، تم إنزال قوة من الجيش الأمريكي في فلاديفوستوك أقصى شرقي روسيا. وبذلك بدأ التدخل الأمريكي الدموي في روسيا المضرجة بجروحها آنذاك على وقع الحرب الأهلية وأحداث الثورة، ونجم عن هذا التدخل مصرع أكثر من 200 جندي أمريكي قتلوا في حرب الشوارع وردوّا على أعقابهم. لن ننسى هذه الواقعة وسنبقى نذكرها إلى الأبد”.
ففي 5 آب 1918، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية من جانب واحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا السوفيتية، وبعد عشرة أيام تم إنزال قوة عسكرية أمريكية في فلاديفوستوك. وكان سبب التدخل قرار الحكومة السوفيتية إبرام السلام مع ألمانيا، وانسحاب روسيا من الحرب العالمية الأولى. وبعد انتهاء الاضطرابات في روسيا، وقيام الاتحاد السوفيتي سنة 1922 على أنقاض الامبراطورية، انسحبت جميع القوات الأجنبية من أطراف روسيا وسبقتها في ذلك القوات الأمريكية سنة 1920، بعد سقوط حكومة كولتشاك الانفصالية في شرقي البلاد.
في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الهستيريا المعادية لروسيا التي اجتاحت الولايات المتحدة واستمرار توسيع قوائم العقوبات الأمريكية ضدها يمثلان محاولة للضغط على روسيا للتخلي عن نهجها المستقل الذي يلبي مصالحها في الساحة الدولية.
وقال ريابكوف: “إن نتيجة هذه السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة ستكون التدهور المستمر للعلاقات الروسية الأمريكية”، مشيراً إلى أن بلاده لطالما نبهت إلى عواقب هذه السياسة على العلاقات بين البلدين لكن الجانب الأمريكي لا يبالي بذلك.
وأوضح أن روسيا تدرس فرض تدابير جوابية على توسيع العقوبات الأمريكية وسيتم اتخاذ القرار من قبل القيادة الروسية بخصوص ذلك، لافتاً إلى أن العقوبات التي فرضت على شركات روسية بسبب علاقاتها مع كوريا الديمقراطية فرضت على أساس تهم ملفقة لا دليل عليها، وتم فرضها تحت ضغط المزاج المعادي لروسيا السائد حالياً في أوساط النخبة الأمريكية”.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أول أمس، فرض عقوبات على شركتين روسية وصينية لانتهاكهما الحظر الاقتصادي المفروض على كوريا الديمقراطية حسب زعمها.