ثقافة

في يومها العالمي …اللغة العربية انتماء وهوية

تزهو اللغة العربية بأصالتها وعراقتها في كل حين وتسجل بحروفها التاريخ وفي الفعالية الثالثة لليوم العالمي للغة العربية التي أقامتها وزارة الثقافة- مديرية ثقافة الطفل في مدرسة المتفوقين في المزة برعاية وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل الذي رأى أنه يجب إدراك إن مواجهتنا الحقيقية مع الإرهاب هي مواجهة ثقافية بجميع مفرداتها فالثقافة هي الخط الدفاعي الأول عن الأمة، والأمم عندما تتعرض لاختبارات المصير تستدعي مخزونها الثقافي واللغة العربية تشكل الأساس والعمود الفقري لأي إصلاح فهي الوعاء الذي يحتضن المعرفة عبر التاريخ، واهتمامنا بها اهتمام بتواصل الأجيال وهو حالة مجابهة للمشروع الظلامي.
وأضاف خليل: اللغة وسيلة التفكير والتخاطب والإبداع، وتشكل المضمار الأوسع لعملية ذهنية منتجة ومبدعة والنشاطات التي قدمت اليوم  تساعد على نمو أطفالنا وتفكيرهم فاللغة انتماء وهوية وعندما تكون الهوية سليمة يكون المستقبل زاهراً، وعن يومها العالمي أشار خليل إلى أن العالم لم يعترف باللغة العربية ألا بعد أن أدرك غناها وما تحتويه من منجز حضاري نوعي ولذا من باب أولى أن يكونوا أهلها هم أصحاب الاهتمام  بها لتكون سليمة معافاة من خلال نطق ومضامين سليمة فاللغة حية وتتطور مع المجتمع.
تحية عبر الأطفال
من جانبها رأت مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين أنه تم التدريب قبل فترة على ورشة  مسرحية وأخرى موسيقية قدم من خلالها  مقطوعة “نصفي قلم ونصفي نغم” وهي مهداة إلى روح ياسر المالح ذلك المربي الفاضل الذي كان مرافقاً لكل نشاط يخص الطفل  ويعزز الثقافة، وكذلك أحببنا أن نوجه له تحية عبر الأطفال بتقديم أغنية من كلماته وهي الأغنية المعروفة “أفتح يا سمسم” بالإضافة إلى تقديم ورشات عديدة قدمت من أجل تعزيز مواهب الطفل.
ورشة موسيقية
وقدم في الفعالية مجموعة مقطوعات موسيقية هي نتاج ورشة موسيقية بإشراف وسام الشاعر وفادي عطية الذي أوضح أنه تم اختيار مجموعة من الأعمال التي تحوي موسيقى ضمن كلماتها، وفقاً للمشترك بين اللغة والموسيقى وتم التركيز على القصائد بلغة فصيحة قوية مثل “شام يا ذا السيف” لكي يختبر الأطفال نطق وغناء الأبيات شعرية. ورأى عطية أنه كان من المستحيل أن ينجز العمل بهذه الفترة القصيرة لولا وجود الرغبة والاهتمام، كما عزفت  الطفلة هلا سقيرق التي تقوم بتدريب نفسها دون أي مشرف أو معهد مقطوعة رائعة على الأورغ.
مشهد تمثيلي
وسبق الفعالية التحضير والتدريب على ورشة عمل مسرحية مع الأطفال لتقديم مشهد تمثيلي بعنوان: “حكاية أبو جعفر المنصور مع الشاعر الأصمعي” بإشراف محمد حمادة  وكفاح الخوص الذي أكد أن المشهد التمثيلي الذي تم تقديمه هو نتاج ورشة استمرت لـ 15 يوماً ضمن فكرة “مسرح الحكواتي” باستخدام تقنية السرد والإلقاء والحكواتي ورأى الخوص أن التعامل مع الأطفال كان مدهشاً وهم بما قدموه كانوا يحققون ذواتهم، كما قدم الخوص شخصية الحكواتي خلال الفعالية.
حكاية وصورة
ورافق الفعالية مجموعة ورشات أيضاً مثل ورشة “زخارف عجمي على الخشب” بإشراف رجاء مرشد وورشة خط عربي بإشراف محمد الصقال الذي درب الطلاب على خط الرقعة وساعد بعض الأطفال على التخلص من خوفهم من الكتابة، وظهرت النتائج جميلة ومشجعة.
أما في ورشة “حكاية وصورة من بلادي” فتم تناول العملة السورية الورقية إذ خلف كل رمز مستخدم على عملتنا الورقية حكاية جميلة عن عراقة وريادة هذه الحضارة وعلى وجهي العملة حكاية تربط بين تاريخنا القديم والحديث وهذا ما عبّر عنه المشرف على الورشة إيهاب أبو حامد الذي شرح للأطفال تاريخ نشوء العملة وركز على  العملة السورية الورقية وعلّم الأطفال الحروف الأوغاريتية .
لوردا فوزي