ثقافة

تجارب شبابية واعدة على منبر مهرجان “أدب وطن نقد”

يهل علينا في عامه الثالث المهرجان الأدبي النقدي الشبابي “أدب وطن نقد” ليبشرنا بمواهب شابة واعدة تنتظر الفرصة لتحلق في فضاء الشعر والأدب، وما أن تعتلي المنصة حتى تنفض أجنحتها وتكسر كل مألوف مستحقة بجدارة أن تعتلي جنون الشعر. و”أدب وطن نقد” الذي أقامه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب يمنح هؤلاء الشباب منبراً لإبداعاتهم وصوتاً لشعرهم، “البعث” تواجدت في المهرجان ووقفت على تفاصليه وما يميزه عن دوراته السابقة، وفي لقائها مع الناقد خالد أبو الخالد أوضح أن المهرجان يحمل الكثير من البشارة بجيل يحمل في روحه جذوة الشعر، ويدل على أن الشعر العربي بخير وأن الأمة ولادة ويمكنها أن تعطي عبر أجيالها شعراء جديدين، كما مقاتلين جديدين ليسلموا الراية لمن بعدهم،  معبراً عن إيمانه بتواصل الأجيال على مستوى المقاتلين والمبدعين والشعراء، ومنوهاً  أن على الشباب بذل الجهد والإطلاع على ما فاتهم ويقرؤوا التراث  رجوعاً في النص إلى ديوان العرب، لأنهم إن بدؤوا منه وصولاً إلى الحداثة قد يأسرهم بجماله فلا يستطيعوا الاستمرار.

النقد شريك الإبداع
وفيما يخص مستوى المشاركات رأى الناقد أحمد علي هلال أنه من الطبيعي أن تتفاوت التجارب الشعرية ويتفاوت الوعي بماهية الشعر والتجربة الشعرية، واللافت هو التنوع على مستوى حساسية الشعر والانتباه لما يعنيه الشعر ولما تعنيه القضايا الحاضرة في وجدان الشعراء والمبدعين، وعزا التطور اللافت لدى كل من تقدم بقصائده إلى التجربة التي أخذت طريقها للنضوج وان الأسئلة التي كنا نطرحها عليهم في سنوات المهرجان السابقة قد أثمرت هذا الشكل من الشعر، فنحن نبحث عن نقاء الصوت وأصالة التجربة والنص وهذا ما لمسناه، معتبراً أن النقد هو شريك النصوص الإبداعية ولا يذهب إلى تفكيك النص، بل يقف على لحظة استشراف الإبداع للوصول إلى تخوم جديدة للشاعر وقراءة التجربة من الداخل، وعدم إصدار أحكام جاهزة أو مصادرة أصوات مبدعيها، وهذا التعدد والثراء هو الذي يطرح على النقد الأسئلة القادمة، بمعنى هل أنتجنا اليوم ثقافة جديدة تتجاوز الواقع وتؤسس مستقبل القصيدة السورية إن جاز التعبير.

منبر للمواهب
كما توسم الناقد أيمن الحسن بالمهرجان بأن يحقق تفاعلاً بين هؤلاء الشبان الذي يشعر بالتقصير تجاههم، فهناك مواهب حقيقية يجب أن يسلط الضوء عليها كي تظهر، مشدداً على وجود كتّاب صغار يقدمون أشياء جميلة تكاد تضاهي ما يقدمه الكتاب الكبار، ووجه رسالة إلى الشباب بأن المهرجان منبراً لكم فتعالوا وقدموا ما لديكم، واستفيدوا من خبرات وملاحظات النقاد، وتمنى أن تتواصل هذه المهرجانات ليستمر تلاقح التجارب المختلفة. ونوه إلى أهمية تشكيل مجموعات للقراءة والشعر والنقاش، تعزز التحاور والتنافس مما يعطي بذرة حقيقة تقدم نتاجاً مهماً.

مداخلات نقدية
كذلك رأى الناقد عماد فياض أن المهرجان يقدم للمشاركين فرصاً جميلة ليطلعوا على تجارب الآخرين من خلال ما يتلقونه، فما يقدمه الناقد للمبدع الشاعر هو شيء مهم، إذ  يستطيع من خلال المداخلات النقدية أن يطلع على مواطن الجمال والقوة في إبداعه، ويطلع على مواطن الضعف والترهل، مشيراً إلى أن تلقي النقد مرتبط بتجربة المبدع نفسه فهل سيعتبره هجوماً وتجنياً، أم أنه سيتقبل الرأي الآخر؟ وعلى العموم على المبدع ألا يتعصب لنصه ويطور تجربته ويجددها بالاستماع إلى الآخر وفي الكتابة والقراءة، منوهاً إلى أن تجارب الشباب المشاركين متفاوتة، فبعضها يرقى لمستوى الشعر وبعضها خواطر تهجس بالكلمة الشعرية فقط، معتبراً أن فضائح الشعراء تكون بقصيدة النثر، وهذا مطب يقع فيه الشعراء، فالنثر له شروط وتكثيف وإيقاع داخلي، وعندما نسمعه يجب أن يضيف جديداً.

مشاركات شبابية
وشارك في المهرجان مجموعة من الشعراء الشباب الذين يروا الغد قصيدة شعرية تحمل لهم الأمل، حيث قدمت الشاعرة الشابة عبير عطوة  قصيدة “أرتدي حلمي” والتي وصفها النقاد بأنها قصيدة ملحمية فيها عدة اتجاهات ومواضيع، عبّرت من خلالها عن الواقع  وكذلك الماضي بالاستناد إلى بعض الأمور، مشيرة إلى أن هذه مشاركتها الأولى في المهرجان، شاكرةً القائمين عليه فهو ضرورة ليكتمل ويستمر الإبداع، ونوهت إلى أننا بحاجة لحركة نقدية حقيقية، ومن المشاركات أيضاً الشابة ميرنا محمد حسن بقصيدة “لا تقتلوا الشام” تدعو فيها الناس بالعودة إلى المحبة والخير، فأهل سورية معروفين بالطيبة والشهامة ويجب أن يبقوا يداً واحدة. ورأت أن النقد الذي وجه لها يعطيها حافزاً لتلافي كل الأخطاء وتصحيح الطريق الذي تسير فيه. هذا بالإضافة إلى مشاركات عدد من الأدباء والشعراء الشباب مثل غدير إسماعيل، ديمه الداوودي، وغيرهم بالإضافة إلى ضيف المهرجان الشاعر الشاب أيهم الحوري.
لوردا فوزي