ثقافة

في احتفالية “ميسلون الشهادة والشهيد”: الأرض تفخر بأنها ضمت رفات البطل يوسف العظمة

لم تكن أكاليل الورد التي زينت ضريح وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة صباح أمس والحشد الرسمي والجماهيري الكبير الذي قصد رفاته إلا كلمة حق تقال اليوم أكثر من أي يوم آخر مر على سورية بحق من قال ذات يوم : “أعرف ما يجب عليّ، وسأقوم بواجبي غير هيّاب ولا آسف على حياتي”: أمشي على مصرعي وتمشي بدربي جراح الشباب حي يرزق.
بتلك الكلمات القليلة وبتلك التضحية الكبيرة كان وما زال رمزاً لمن أحب وطنه وأخلص له في أحلك الأوقات، ولذلك كانت جمعية أصدقاء الشهيد يوسف العظمة حريصة وبمناسبة الذكرى السادسة والتسعين لاستشهاده على إقامة احتفاليتها أمس عند ضريحه وتحت عنوان “ميسلون الشهادة والشهيد” بالتعاون مع الإدارة السياسية وبمشاركة رسمية وشعبية وأهلية كبيرة.

أمثولة ونبراس
ورغم تأكيد الحاضرين الذين أتوا من جهات مختلفة على أن الكلام ما زال يقف عاجزاً أمام قامة سورية مشرّفة كيوسف العظمة إلا أنه يصبح أجمل وأحلى حينما تفوح حروفه بذكرى من يعجز الكلام فيه عن الوصف، وأشارت كل الكلمات التي قيلت بهذه المناسبة بأن الأرض تفخر بأنها ضمت رفات هذا البطل وهو الذي ترك زخرف الحياة متخذاً قراره، فكان أمثولة ونبراساً وقد خط درباً للكفاح وقدم رمزاً للتضحية والفداء، فسلكت دربه قوافل الشهداء لتبقى ميسلون الشاهد والشهيد، وفيها الموت وفيها الحياة.

ما أحوجنا إلى أمثاله
ونوهت السيدة ناديا الرفاعي مؤسسة ومديرة مبادرة سواعدنا لبعض وكمشاركة عن جمعية صامدون رغم الجراح في تصريح لـ “البعث” إلى أن مشاركتها تعود لأهمية الحقبة التي عاش فيها الشهيد ولدوره المشرّف في الدفاع عن سورية وبصفتها مسؤولة العلاقات العامة في جمعية أصدقاء يوسف العظمة أسعدها الحضور الجماهيري للاحتفالية من كل شرائح المجتمع الأهلي الذي كان له أثر كبير في إعادة إحياء ذكرى الشهيد البطل بالطريقة المناسبة ولسان حالنا يقول ما أحوجنا إلى أمثاله اليوم وسورية تمر بما تمر به من كروب.
في حين أوضحت بتول الحلبوني أن الاحتفالية متواضعة أمام ما قدمه البطل يوسف العظمة الرجل والضابط الذي حارب بشرف وقدم دماءه ودماء رفاق السلاح فداء للوطن فخطَّ طريقاً مشى عليه أمثاله من المخلصين، ولذلك كان برأيها إصرار الجمعية على دعوة أحفاد رجال الثورة السورية صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان الأطرش ليكونوا ضمن هذه الاحتفالية مشاركين في إحياء الذكرى والذي هو إحياء لذكرى كل شهيد أقدم على الموت غير هياب دفاعاً عن الوطن.
وأكد ممدوح الأطرش حفيد الشهيد سلطان باشا الأطرش على أن الأجيال الحالية تعلّمت الدروس والعبر، وها هي تقف وقفة تحدي كما فعل أبطال سورية العظماء. الشاعر د.نذير العظمة حيا روح الشهيد وتضحيته من خلال قصيدة شعرية ألقاها أطل من خلالها على ميسلون المعنى.. أما الشاعر ماهر المحمد والذي ألقى قصيدتان شعريتان تناسبان الذكرى والمناسبة والظروف التي تمر بها سورية وبين أن سعادته لا توصف بحضوره ومشاركته بهذه الاحتفالية كشاعر فلسطيني يغمس مداد حبر شعره من فلسطين وسورية.

إرث الشهيد
وأشار السيد مهند العظمة رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى أن جمعية أصدقاء الشهيد يوسف العظمة في محافظة دمشق تحرص على إقامة الأنشطة الثقافية والفكرية والتطوعية والاجتماعية للتعريف بإرث الشهيد يوسف العظمة وشهداء رجالات الثورة في حقبة الاستعمار الفرنسي وترسيخ الفكر المقاوم الذي جسّده الشهيد وتهدف إلى إحياء تراث الشهيد الثقافي وإرثه النضالي وترسيخ هذا الفكر في عقول الأجيال الجديدة وإحياء تراث رجالات سورية الذين ناضلوا في سبيل طرد الاستعمار الفرنسي الغاشم وإقامة النشاطات التطوعية للتعريف بمآثر الشهيد وثقافته ونضاله ضد الاستعمار والاهتمام بمتحف الشهيد وضريحه الكائن في منطقة الديماس وكل ما للشهيد من إرث نضالي أو اجتماعي بمساعدة الجهات المختصة وإقامة الندوات الثقافية والفكرية.
يُذكر أن الاحتفالية التي شارك فيها عدد كبير من الفعاليات الأهلية والحكومية تضمنت مجموعة من الفقرات الفنية والموسيقية شارك فيها: آدم العظمة على الكمان وسلوى العظمة على الفلوت والطفل ريان شامية الذي قدم مجموعة من الأغنيات الوطنية وعزف موسيقا كشفية، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الشعراء من خلال إلقاء قصائد شعرية تمجد الشهيد والشهادة وفقرة شعرية لمجموعة كلمات شارك فيها: ماهر المحمد، وشيرين حبش وحوارية شعرية بعنوان “سورية” لشاعر الجبل كرم نصار وسمية حرب، إلى جانب مسير كشفي مع الموسيقا.
أمينة عباس