حيـــــن غبطـــــــة!
غسّان كامل ونّوس
يتراسلُ التوقُ مترعاً باحتمالٍ نديّ وهمسٍ شجيّ..
يتعالق الطيفُ الهائم مع شذا مضمَر.
تنسرح غيمةٌ، تشكّلت على حين غبطة.
الريحُ تشرعُ موسمَ الرقصِ الفطريَ في الفضاءِ المشحون.
والأرضُ تنفثُ غبارها عن مسامات الرغبة.
تنفتّق الجداول انتظاراً شهيّاً.
الشجيراتُ تحتفي باستراقها لفحات مرطّبة.
والنذور المرصودة للآثام، تفلّتت من جحيمها.
وتنفّست أيقوناتُ المعبدِ؛ أصاخت اللهفةَ إلى دعاء مختلف، وتلفّتت صوب أنينٍ مستجاب.
والخطو استطال في الدروبِ النافرة.
والضوء انسلّ إلى الأركان، التي أقام فيها العنكبوت.
تفصّد النسغ من جذوع محجّرة.
ودوّم النبعُ في كهفٍ مهجور.
احتارت راوية مزمنة،
وقلقت من كآبة كائن عاقل؛
“فسكتت عن الكلام المباح”!