ثقافة

التوعية.. نهار العقل

أكرم شريم
إذا سألتني ماهو أهم شيء في هذا العالم . أليس هو المال؟! . أقول لك لا.. إن ما هو أهم من المال، وفي موضوع المال تحديداً، أن تعرف كيف تنفق هذا المال ومتى، وبالتالي أن تضبط كل علاقتك بالمال لكي تعرف أيضاً كيف تجمع هذا المال، ومن أين وكيف!. إذن.. إن ماهو أهم من المال، إنما هي التوعية العامة، الشرعية والقانونية والإنسانية، بكل ما يتعلق بطرائق وأساليب جمع المال وطرائق وأساليب إنفاقه وفي كل مجالات الحياة!. وما يجعلنا نقول ذلك، حاجة الأجيال الماسة لهذه التوعية لأنها مستقبلنا ومستقبل الأوطان والشعوب وكل البشرية جمعاء!.
وإذا سألتني ماهو أخطر ما يهدد هذا العالم، أليس هو انتشار القوة، وبكل أشكالها وأنواعها، أقول لك لا.. إن انتشار القوة، وفي الأصل تطوير هذه القوة، وبكل أشكالها وأنواعها، وتحديداً من أجل الدفاع عن النفس وعن الشعوب والأوطان!.. وحسب!. وليس الاعتداء على الغير أو الاحتلال وبكل وسائل وتمثيليات أعدائنا وأعداء الشعوب، وفي كل مكان في هذا العالم إنها القوة الإيجابية لكل إنسان وشعب ووطن! وهذا حق مشروع، شرعي وقانوني وإنساني!. وإن التوعية في ذلك وبكل وسائلها، الأسرية والمدرسية والوطنية وفي كل وسائل الإعلام والاتصالات، ضرورة شرعية أيضاً وقانونية وإنسانية!. وبالمناسبة فإن عدد المحطات التلفزيونية الناطقة باللغة العربية وحدها، وقد ذكرنا ذلك سابقاً، تزيد عن الألف محطة فأين مثل هذه التوعية في حياتنا، وحياة كل شعوب العالم أيضاً!.
وأين التوعية في هذا الدور الخطير في حياتنا وهو أن نربي إنساناً على أنه يتيم؟!. فكيف سيعيش هذا الإنسان وكيف سينمو وكيف سيفكر طوال حياتنا وقبل أن نقول طوال حياته!. والآن هناك دار لليتيمات وهل يوجد طفل أو طفلة، وكما ذكرنا ذلك سابقاً، ليس له أهل ولا أقارب ولا وطن حتى يتربى يتيماً ويتيمة وطوال حياته؟!. فكيف سيعيش ويفكر ويعمل، وهو صاحب وطن وابن أهل وأقارب؟!. فانظروا غياب هذه التوعية ماذا يفعل وماذا يمكن أن ينشر من الأخطار في حياتنا ومستقبلنا وحياة ومستقبل كل الشعوب أيضاً!.
ونشر التوعية لا يقتصر على ذلك، وإنما يأخذنا إلى الأدوار الإيجابية في حياتنا وكمثال دور الأم الإيجابي وكم نحب هذا الدور ونجله!. ولكن في موضوع التوعية العام نجد أنفسنا نتساءل، ألا يوجد دور للأم سلبي في هذه الحياة ؟! قد يوجد، وهو الذي يبدأ عادة بعبارة بسيطة مثل (لا تقول لأبوك) أليس في ذلك فصل للابن عن أبيه، ووضعه في حيرة من أمره، وخوف دائم من الأم والأب معاً وهو في هذه السن.. الطفولة! والتي هي أمانة في أعناقنا؟!. وقد تحدث له عقوبة شديدة من أبيه أيضاً!.
وانظروا أيضاً إلى شهر رمضان المبارك شهر الصيام وأنا أراه /شهر الأكل/ ففيه تزيد المصروفات والمشتريات ويدوم الأكل تقريباً طوال الليل! وانفروا إلى التعليم وهو عندنا إلزامي، ومع ذلك فإن نسبة المتسربين تزداد! وكل ذلك بسبب نقص التوعية أو بمعنى أدق غياب التوعية!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن تصبح التوعية إلزامية في كل شؤون ومجالات حياتنا، وفي كل وسائل الإعلام والأجهزة الرقمية أيضاً وباستمرار وعلى عكس ما يخطط ويعمل أعداؤنا وأعداء الشعوب!.