دير الشرف العظيم
لكم تنحني الهامات تُلقى التحية على دير الشرف, فتكتب أقلامنا ويصدح الصوت: ولكم فقط تُكتب العظمة, تكتبُ أحرفها وكأنها قيثارة آتية من أصحاب الوعد الصادق هم ذاك الوعد.. ومن غيرهم صان العهد, وغزل خيوط المجد الإلهي، وما أجملها تلك الخيوط إنها اللحظات الأكثر قداسة، والأكثر فرحاً, حيث دمعة الفخر تنهمر على الخد السوري تجري أنهراً من الانتصارات التي كنا ننتظر. لكم تنحني الهامات يا من خُلقتم من صلصال الفخار والوفاء يا ملائكة التحدي والصمود, أيها الأوفياء, يا بداية كل حكاية وسدرة العزّ بها كم انتظرنا هذا الفجر, وكم انتظرنا خيوطه, ورواياته و موسيقاه المقّدسة؟ كم انتظرنا صلاة هذا الفجر وفخره الممجّد؟ كم انتظرنا ترانيمه التي جاءت بعد طول غياب, وصبرٍ على نصر الأيام المجتبى كل العيون تبكي قصائد الفخار, عصماء تبدو وكأنه حكاية الليل القمري, حكاية الأزل وفرحه, وفخره, ونحن من نكتب هذه الحكايات, ونشتاق إليها, وكأنها لحنُ باق على مرّ الأزمان هكذا النصر يكتبُ عناوينه, والفخر إلينا يعرف دروبه هكذا قزحية النصر العظيم تأتي ولا نملُّ فلسفة التكلم عن ملائكة الأرض – أساطير الصمود إنهم الأروع, بما يمتلكون من لغات قمرّية العزّ إنهم البيارق الموجودة بين وجع الصبر الحالم وبين قوة التحدي أي اللغات تليق بهم؟ ومعاجم الجمال تعجز عن وصفهم, عن وصف أقمارهم التي كانت غائبة, وكنا نشتاق نورها, نشتاق كل لغاتها, نشتاق الزمن القمري المُكلّل بمجدهم فقط مجد الزمن الأسطوري وهم أسياد هذا الزمن, وكل زمنٍ أبت فيه النفوس الكريمة أن تُذل, هم الوعد الإلهي وطالما انتظرنا هذا الحلم, وكل شموسه, كنا ننادي على أبجديات خاصة بهم, بثقافة المقاومة التي جمعت كل جراحاتهم في بوتقة واحدة، جمعت جوعهم وبردهم وحرّهم في خندق واحد، خندق الصوت الممجّد يسمو فوق كل الأشياء ويحدثنا عن ذاته, عن نبوءاتهم, هم أبطال, قد يبدو نصرهم وكأنه الحلم في أوج الشروق, وكأنه الدليل وهل نُبلهم يحتاج إلى دليل؟ كل شيءٍ يبدو كالشموس المنيرة عندما تُقرر أن تستعير نور آخر لا يشبه إلاّ أنوار العزّ الإلهي إنها لحظات الالتقاء العظيم, عندما يصرخ المجد الحقيقي على أسياده, على أولياء أمره, وعلى بناة عهده, وصانعي ميلاده العظيم, ومن صانوا وعده, إنها لحظات المجد المُظّفر, لحظات التقاء الحلم بالحقيقة، ذاك الحلم الذي يرتسم كوطنٍ شامخ لا تهزه العواصف، والمحن تهونُ أمام رجالاته وعظمتهم, وجرأة تحدّيهم القوي, وفولاذية صمودهم الصاعق, ذلك الصمود الجبار الذي تبتدئ به حكايات الشروق, وكل الأبجديات التي ما زالت تزهر قصائد من الشرف الرفيع, وهم قصائد ذلك الشرف العظيم.
منال محمد يوسف