بعد الصافرة رياضة آخر زمن
خرجت منافسات بطولة الجمهورية للملاكمة التي استضافتها محافظة ريف دمشق الأسبوع الماضي عن كل نصوص التنافس الرياضي، وسقطت معها الأخلاق الرياضية بعد أن تحولت حلبتها من مكان لرياضة الفن النبيل إلى مسرح لتصفية الحسابات.
فالبطولة التي فرح الجميع بعودتها لرحاب الريف الدمشقي بعد غياب لسنوات لم يقدّر لها أن تكتمل بعد أن انتهت منافساتها من يومها الثاني إثر خلاف نشب بين مدرب فريق الجيش واتحاد اللعبة إثر اعتراض على التحكيم جعل الأمور تتطور وتتدهور، ويدخل الحابل بالنابل، وتخيب بذلك آمال جماهير اللعبة التي توافدت لحضور النزالات.
وبعيداً عن موضوع التحكيم الذي يثير الجدل دائماًً في بطولات الملاكمة، فإن ما جرى يوقفنا عند ملاحظتين رئيسيتين: أولاهما أن المدرب المعترض هو بالأساس عضو اتحاد لعبة، ويمتلك سجلاً تدريبياً مميزاً، وسمعة رياضية، لكن طريقة الاعتراض، وعدم قبول القرارات، والتصرفات غير المسؤولة، ساهمت بشكل كبير بإفساد البطولة، أما الملاحظة الثانية الأهم فهي طريقة تعامل اتحاد اللعبة مع الموضوع، حيث وضحت قلة حيلة كوادره، وفقدانهم القدرة على التصرف بحكمة، فكان قرار إلغاء البطولة بمثابة اعتراف صريح بالفشل، ومعها ارتسمت إشارات الاستفهام حول مستقبل اللعبة.
الاتحاد أرعد وأزبد بأنه سيتخذ أقسى العقوبات بحق المخالفين، لكنه حتى الآن، ورغم انقضاء نحو عشرة أيام على الموضوع، لم يتحرك، ويبدو أن الموضوع سيقضى “بتبويس الشوارب” كالعادة وكأن شيئاً لم يكن.
ما جرى في بطولة الملاكمة حصل شبيهه في بطولة الجمهورية لبناء الأجسام التي جرت قبل نحو أسبوعين، والتي لم تعلن نتائجها حتى اللحظة وذلك لأسباب تنظيمية، لنكون بذلك أمام مفارقتين في هذه الحالة: “بطولة بلا نتائج، واتحاد لعبة برئيسين”!.
لن نقول إننا ننتظر تدخل القيادة الرياضية لتصحيح أمور الاتحادين، لأنهما من الاتحادات التي أصابها التغيير قبل فترة قصيرة، بل سنقول إننا سنكون أمام تصرفات لا يمكن تصورها إذا استمرت طريقة إدارة الأمور بهذه الطريقة!.
مؤيد البش