جناح واحد يجمع القطاع المالي وتعويل على توطيد العلاقات الخارجية إقبــــال كبيـــر علـــى الاســـتثمار المصرفـــي والتأمينـــي.. روســـيا وأبخازيـــا ولبنـــان فـــي المقدمـــة
خطوة جديدة أخرى خطاها معرض دمشق الدولي في تنظيمه لهذا العام، حيث جعل من إعادة الإعمار عنواناً عريضاً يجمع في ظله مختلف المشاركات لجميع النواحي الاقتصادية والثقافية والخدمية، فلم تقتصر المشاركة على قطاع دون آخر، بل وجد كل من شارك مجالاً مفتوحاً لتقديم أفكاره ومنتجاته في هذا السياق، كما استدرك القطاع الاقتصادي ضرورة توحيد النافذة التي تجمع مختلف القطاعات المالية، فشهدت هذه الدورة تنظيم جناح خاص يضم مختلف المصارف والبنوك وشركات التأمين الحكومية والخاصة بمشاركات فعالة وآمال كبيرة للتعاون مع مختلف الجهات المشاركة، وقد حملت الأيام الأولى من الافتتاح مشاركات عربية وأجنبية سعت للتعرف على السوق المصرفية والتأمينية السورية، وإيجاد الآليات المناسبة للاستفادة والتعاون معها، ولاقت الشركات في المعرض نافذة لعرض منتجاتها ومشاريعها الجديدة لتأمين بيئة تسويقية مناسبة وتوسيع رقعة نشاطها.
مؤشرات أولية
وأوضح وزير المالية مأمون حمدان أن المؤشرات في الأيام الأولى من المعرض تشير إلى إقبال كبير على الاستثمار، ولاسيما في مشاريع إعادة الإعمار، إذ بدأ التواصل فعلياً من قبل العديد من الشركات الأجنبية والمستثمرين السوريين في الخارج للسؤال عن القطاع التأميني والمصرفي، لافتاً إلى الدور الحاسم للتمويل في إعادة الإعمار الذي يحتاج إلى موارد هائلة تتطلب بالدرجة الأولى حسن إدارة وتأمين المصادر اللازمة لها والعمل لتطوير القوانين الاستثمارية في سورية لتكون المصلحة متبادلة.
وعقب افتتاحه جناح التأمين والمصارف أشار حمدان إلى أهمية مشاركة المصارف السورية الحكومية والخاصة التي أقلعت بإعادة الإعمار وعادت لعمليات الإقراض، بينما تشارك شركات التأمين لتطوير منتجات تأمينية جديدة وتغطية كل مطالب سوق التأمين والاستثمار الزراعي والصناعي والخدمي، حيث يتحمل التأمين المخاطر ويعطي المستثمر الإمكانات التي يحتاج إليها. كما لفت حمدان إلى الجهد الكبير الذي تبذله هيئة الأوراق والأسواق المالية لتوفير الاستثمار من خلال سوق دمشق للأوراق المالية الذي تطور بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة رغم ظروف الحرب والحصار، وتربع على الدرجة الأولى عربياً من خلال أداء المؤشر وارتفاع أسعار الأسهم الذي حقق ثلاثة أضعاف الأرباح للمستثمر.
قنوات
وفي إشارة إلى جدية التعاون والسعي لفتح قنوات استثمارية جديدة، كشف مدير المصرف التجاري د.علي يوسف عن إجراء لقاءات عديدة وعقد اتفاقات مع وفود أجنبية كجمهورية أبخازيا مثالاً لفتح قنوات مصرفية معها بما يساعد في إعادة الإعمار، لافتاً إلى زيادة حجم المشاركة خلال هذا العام والتوجه نحو تقديم تسهيلات ائتمانية أكبر وتوسيع النشاط بعد الدخول إلى مناطق جديدة، حيث استحوذ المصرف التجاري السوري على 60% من السوق المصرفية في سورية.
تحسن لافت
مدير عام مصرف التسليف الشعبي د.محمد حمرة أشاد بأهمية وجود المصارف وشركات التأمين ضمن جناح واحد لتقديم جملة من الخدمات وتوفير سهولة البحث للزوار والمستثمرين وتأمين نافذة واحدة للتسويق، لافتاً إلى إعلان المصرف في الفترة الأخيرة عن قروض المهن والحرف، والتخصص بقروض الدخل المحدود، وشهادات الاستثمار التي لاقت إقبالاً كبيراً في الفترة الماضية، كما نوه إلى التحسن اللافت عن العام الماضي وإضافة قروض جديدة، وتطور أداء المصرف بشكل ملحوظ لناحية حجم الودائع والإقراض وشهادات الاستثمار.
قروض جديدة
وكذلك كان للوفد الروسي مشاركة في هذا القطاع إذ لفتت مسؤول العلاقات العامة ومعاون مدير المخاطر في مصرف التوفير هالة عارف إلى التواصل مع الوفد الروسي المشارك كون المصرف يقدم خدماته للسوري وغير السوري، مستثمرة في الوقت ذاته المشاركة في المعرض للكشف عن تقديم قروض جديدة لأصحاب المهن العلمية (أطباء صيادلة مهندسين) بحدود الـ5 ملايين ليرة.
توسيع
كما بيّن الرئيس التنفيذي لبنك سورية الدولي الإسلامي بشار الست أن مشاركة البنك في المعرض تهدف لتوسيع قاعدة العملاء في الأسواق المحلية والإقليمية، وتعريف الزوار العرب والأجانب بالتطورات الكبيرة التي شهدها القطاع المصرفي السوري، وتعزيز التعاون مع مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية، إلى جانب تعزيز دور القطاع الخاص وتحفيزه على النمو. وعن مشاركة البنك في فعاليات المعرض الدولي الخامس لخدمات وشركات الأعمال سيرفكس أوضح الرئيس التنفيذي أن المشاركة تأتي في إطار تقديم خدمات مصرفية للشركات ورجال الأعمال وتعزيز مكانة البنك في السوق السورية.
حرص
حرصت سوق دمشق للأوراق المالية على وجود شركات الوساطة في المعرض بحيث يمكن لأي مستثمر أو زائر فتح حساب بشكل مباشر، حيث يؤكد المدير التنفيذي د. عبد الرزاق قاسم أهمية الحضور لتعريف المستثمرين على قنوات الاستثمار المتاحة عبر المؤسسات المالية والمصرفية المشاركة، في الوقت الذي يضيف وجود شركات التأمين عاملاً هاماً للزائرين للاطلاع على أهم الخدمات التأمينية في قطاع التأمين والمصارف من خلال جذب الودائع والمدخرات وصبها بالقنوات الاستثمارية.
مرهون بالزيادة
بينما لفت مدير عام المؤسسة السورية للتأمين ورئيس الاتحاد السوري لشركات التأمين إياد زهراء إلى المراجعات العديدة من الشركات للسؤال عن قوة القطاع المالي وقطاع التأمين، إلى جانب الاستفسارات عن التغطيات واتفاقيات الشركات وتنوع المحافظ التأمينية فيها، منوهاً إلى الرسالة الواضحة لقوة القطاع المالي وتعافي الاقتصاد ودوره في مرحلة إعادة الإعمار، إلى جانب الاستعداد لتغطية المشاريع الجديدة، كما أبدى زهراء تفاؤله بالمشاركة هذا العام ولاسيما بعد توقيع اتفاقيات عديدة في الدورة السابقة من المعرض تتضمن مجالات (الكهرباء، الصناعات التحويلية، صناعة الأقمشة، المناطق الصناعية، ترميم صوامع القمح) ضمن مميزات تشمل أقساطاً مقبولة وتسهيلات بالدفع. وتعقيباً على واقع التأمين الصحي في سورية أوضح زهراء أن هذا القطاع أدى واجبه خلال الفترة الماضية، وتحمل أعباء كبيرة حيث يصرف فيه ما يفوق 10 مليارات ليرة بينما لا تتجاوز الأقساط التأمينية 5 مليارات، مضيفاً أن تحسن واقع التأمين الصحي مرهون بزيادة الرواتب التي تنعكس على شكل التغطيات وحاجة المؤمنين منها، والتعاون مع وزارة الصحة والنقابات الطبية، والمحافظة على سعر الدواء والمستلزمات الطبية.
منصة
وبين مشرف اكتتاب قسم التأمين الصحي والحياة والسفر في الشركة الإسلامية السورية للتأمين د.ضياء هزاع أن المعرض شكل حقيقة منصة للتواصل مع وفود وشركات خدمية عربية وخاصة اللبنانية منها، وتقديم عروض لها للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار والاطلاع على السوق التأمينية السورية.
قيمة مضافة
من جهة أخرى أشار رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية لإدارة الخدمات الطبية (إيمبا) مروان مطرجي إلى أولوية التواصل مع الشركات السورية، ومعرفة حاجات المواطن لتوسيع الخدمات وتقديم برامج مناسبة لدخل الفرد، إلى جانب تقديم قيمة مضافة للسوق وإمكانية تطويره، كاشفاً عن إطلاق تطبيق جديد للشركة في المعرض باسم (الصحة المحمولة) يسمح للضيف بالاطلاع على ملفه الطبي والموافقات الطبية التي يحصل عيها والكلف التي تحملها، إلى جانب معرفة كلفة التأمين الصحي وآلية الانضمام إليه.
تأثيرات إيجابية
وأشار المدير التنفيذي لشركة الخدمات المميزة لإدارة نفقات التأمين الصحي د.حبيب الطويل إلى أهمية المشاركة هذا العام بالتزامن مع دراسة مشروع التأمين الصحي الذي سيحمل بحسب الطويل تأثيرات إيجابية على الموظف الحكومي، مشيراً أن الجناح يجذب جميع الشركات التي تسعى لإعادة الإعمار للاطلاع على الواقع المصرفي وشركات التأمين التي تقدم منتجات تتوافق مع المشاريع الجديدة، إلى جانب خدمات التأمين الصحي للعاملين في الشركات، في الوقت الذي لوحظ تزايد أعداد الزبائن نتيجة افتتاح شركات جديدة في السوق السورية. بينما لفت مسؤول خدمة المشتركين في شركة العقيلة للتأمين التكافلي محمد الزيبق إلى نحاج المشاركة في هذا العام ولاسيما بعد عودة قطاع التأمين إلى عمله، والتوجه الكبير نحو إعادة الإعمار لافتاً إلى تقديم مختلف أنواع التأمين وبعروض متنوعة.
ريم ربيع