في الذكرى الثانية لانطلاق قناة تلاقي.. معرض “الفن روح البناء والإعمار” يدعو لبناء الإنسان
لأن الفن هو الجسر الذي يلتقي عنده الجمال والبناء والإنسان، ومن خلاله يقال كل ما هو محسوس بلغة يتلقاها البصر دون قيود، وفي الذكرى الثانية لانطلاق قناة “تلاقي” وتحت عنوان “الفن روح البناء و الإعمار” افتتح أمس معرض صور كاريكاتورية وتشكيلية في دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبرعاية وزير الإعلام عمران الزعبي الذي اعتبر أن المعرض هو تعبير كوادر قناة تلاقي عن فرحتها بمرور عامين لانطلاقتها، وكأحد ثمار جهود تلك الكوادر، وهو جزء من الرسالة وعلينا توجيه كل الإمكانيات والسياقات والطاقات نحو إعادة البناء والإعمار، لكن أولاً يجب التصدي للإرهابيين.
هوية وطنية
وهنأ الزعبي قناة تلاقي باعتبارها قناة متجددة وشابة قد تكون جسراً ثقافياً، وهي حصيلة جهود كوادر وطنية شابة أنتجت هذه القناة فنياً وتقنياً وتستحق التهنئة، وما يميزها وضوح الهوية إضافة إلى دورها الوطني الذي يبدأ من اسمها وينتهي بقدرتها على تحفيز السوريين وتذكيرهم أن ما يجمعنا لن تفرقه الاختلافات، وتمنى لكل القنوات الوطنية الرسمية والخاصة أن تكون بأحسن حال، مشدداُ على أننا لن نطلب من هذه القنوت أكثر مما تستطيع تقدمه فيكفي الإعلام الوطني شرفاً أنه قدم كل هؤلاء الشهداء، وجميع الانتقادات تنحسر لصالح التضحيات، منوهاً إلى أن الإعلام الوطني له ماله وعليه ماعليه، ويتحمل مسؤولياته بأقصى ما يستطيع، ويمكن أن يكون أفضل ويجب أن يكون، والإعلام بفضل كوادره ودعم الدولة والشعب السوري تمكن من لعب دوره الأساسي ليس فقط من خلال كشف التزوير والتضليل، إنما في قدرته على جمع ولم شمل السوريين وفتح حوارات حقيقية وجدية بين كل السوريين على اختلاف آرائهم فالدور الأساسي للإعلام الوطني أن يكون إعلاماً جامعاً للناس.
رسالة ومدلول
من جانبه أكد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رامز ترجمان أن انطلاق هذه الفعالية يحمل أكثر من رسالة ومدلول أولها إن المؤسسات الإعلامية الوطنية حاضرة بقوة وتمارس دورها الإعلامي المنوط بها، وقناة تلاقي جزء هام من هذه المؤسسات ولها دور مميز وتعنى بشأن الشارع السوري، وثانيها أن رسالة الحياة هي أقوى من الموت والدمار. ووجه التحية لكادر قناة تلاقي الذي يتطور سنة بعد سنة وتمنى لهم التوفيق والمزيد من النجاح.
صدى للشارع السوري
وبمناسبة الاحتفال بانطلاق القناة رغب العاملون في برنامج جريدة الصباح بإقامة معرضين –حسبما ذكر مدير قناة تلاقي ماهر الخولي – أحدهما تشكيلي للفنان سائد سلوم والآخر كاريكاتوري للفنان نضال خليل، نؤكد من خلالهما أن الحياة في سورية مازالت مستمرة وتسير إلى الأمام، ونحن مستمرون من منبر القناة بقول ما يجب قوله رغم كل ما نتعرض له من ضغوطات، ومن خلال شعار القناة “نلتقي لنرتقي” نخاطب السوريين بلغة نأمل أن تكون راقية لخلق حوار راقٍ، مؤكداً أننا نحاول أن نكون صدى لمزاج الشارع السوي وقناعاته وتطلعاته وجعلها موجودة على شاشة القناة وبرامجها، ونحن مصممون على بذل المزيد من الجهد والارتقاء.
حصيلة بانورامية
وتحدث الفنان نضال خليل عن معرضه موضحاً أنه حصيلة بانورامية لكل ما يجري على الساحة، وهو رصد لكل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنعكساتها على الواقع السوري، ومن خلاله تتكون لدى الزائر فكرة عما حدث في سورية في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه الحرب تركت آثاراً على الشارع السوري وكان الجدير أن نسلط الضوء على الهموم اليومية وعلى من يتلاعب بقوت الشعب، لأن خطره لا يقل عن أي إرهاب، منوهاً أنه من الصعب أن يجد الرسام حلولاً، لكنه يقدم رؤيته الخاصة. ورأى خليل أن المعادلة البصرية لفن الكاريكاتور أكثر تأثيراً وقدرةً على إيصال الأفكار باعتباره على تماس مع فن شعبي له علاقة بالصحافة ويعتمد على الاختزال وتكثيف المشهد.
بناء الإنسان
كذلك اعتبر الفنان سائد سوم أن معرضه التشكيلي هو منعكس حقيقي لما يحدث في سورية، رغم أن الكثير من الفنانين يقولون أن الإبداع الفني يستدعي فترة زمنية بعد انتهاء الحدث لانجاز العمل، لكنني أحببت أن أوصل رؤيتي لهذا الهجوم والتعدي على سورية، منبهاً إلى أن البناء والإعمار هي فكرة أساسية تستدعيها معظم الأحداث، والعمل الفني يقوم على بناء الأفكار وبناء الإنسان على التربية الجمالية والحق والروابط الإنسانية، وعندما تكون العلاقات الإنسانية قائمة على ذائقة فنية عندها سيبتعد الجميع عن القتل والخراب، لأن الفن هو السبيل لبناء الوطن والعلاقات الإنسانية من الداخل.
لوردا فوزي